|
ثم ماذا بعد أداء القسم والاستقبالات الحاشدة بقلم بارود صندل رجب
|
03:19 PM Jun, 15 2015 سودانيز اون لاين بارود صندل رجب-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كثيرة هي المظاهر السالبة في ممارسة الحكم في هذه البلاد , ويتحمل وزرها ووزر من عمل بها المؤتمر الوطني ، فمن يتم تعيينه في الوزارة أو الولاية يجنح الي أقامة الاحتفالات والمهرجانات فرحا !! وكأن الوظيفة مغنم يشرئب لها الاعناق وليست تكليفاً ومسئولية وأنها ندامة وخزي يوم القيامة إلا من حملها بحقها وذلك علي الندور في هذه الأيام .... وبالمقابل فمن يتم اعفاءه او يتجاوزه أعادة التكليف يتحول منزله إلي مأتم وتغشي أهله ومريدوه سحابة من الحزن والكابة ..... مسألة محيرة , مع أن الدخول للسلطة ليس كالخروج منها ، وقد أبان رب العالمين ذلك بقوله سبحانه وتعالي ( يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ) أنظر إلي كلمة يؤتي وينزع سبحانه الله خالق الناس ..... وفي التعينات الأخيرة أدي الولاة القسم وأنه لقسم لو تعلمون عظيم واحتفل بهم الأهل والعشيرة وطالبي السلطة والطامعين فيها وحارقي البخور بين يدي الولاة , لم يقف الامر عند هذا الحد بل ذهب أرباب الاحتفالات ومتعهدي الكرنافالات إلي بدعة جديدة قديمة زفة الوالي إلي ولايته علي حساب من هذه الزفة ؟ ولماذا أصلا هذه الزفة وما فائدتها !! والأدهي والامر أن السلطة المركزية لم تسكت عن هذه الزفات وتغض الطرف عنها بل شاركت في الزفات بوفود مركزية حزبية وحكومية ترافق الولاة وتشيعهم الي ولاياتهم ، أما الاستقبالات والمهراجانات والتي أقيمت في الولايات كلها فحدث ولا حرج .... أتخذ البعض من هذه المهرجانات سوقا للكسب المادي وعرضا لبضاعته المزجاة وبصبصة حول الولاة , لم نسمع ان والياً أستنكر هذه الاحتفالات ولو بأضعف الأيمان فضلا عن الأمر بوقفها ووأدها في مهدها ، بل أن الكل أبتهج بهذه الاستقبالات وهي ليست لوجه الله ولاحبا لسواد عيون الوالي القادم بل بحثاً عن موطئ قدم وقربي من القادم الجديد، الذين يقيمون هذه المهرجانات يتمتعون بخبرات متراكمة تمكنهم من احتواء أي والي أو مسئول وأدخاله دائرة بطانة السوء فأمثال هؤلاء مع كل والي ومسئول وبالتالي فأن حديث هؤلاء الولاة عن طهارة اليد ومحاربة الفساد المالي والإداري يكذبه الواقع الذي يمثله هذا الأهدار للمال العام وضياع الوقت فيما لا طائل منه أصلاً ، ما أسهل الحديث وطنق الحنك ولكن العبرة بالفعل الجاد القائم علي المعرفة والتخطيط ولا يكون ذلك إلأ بإدارة قوية صادقة وأمينة .... الولاة الجدد ينتظرهم مهام ومسئوليات تنوء عن حملها الجبال الرأسيات وأخطر ما ينتظرهم هي تركة اسلافهم من الولاة هذه التركة تتمثل في بطانة السوء الذين أستمرأوا الفساد وفي الإدارة البائسة الفاقدة للخبرة والعلم والقائمة علي القبيلة والعشيرة والأسرة والهتيفة هذه الإدارة هي السبب في العقود عن التنمية والخدمات في الولايات وفي القبلية والعنصرية التي تعشعش في الولايات منذ عشرات السنين حتى تحدث الناس عن نسبة الإدارة في الولاية إلي قبيلة الوالي تندرا والمليشات المحلية المسلحة و التي تمت بصلة إلي بعض الولاة .. وفوق هذا الثقة المفقودة بين الولاة والمواطنين ما عاد المواطنون يثقون في الولاة وفي قدراتهم ورغبتهم في خدمتهم فالولاة يخدمون أنفسهم أولا وأهلهم وعشائرهم ثم يخدمون حزبهم ومطبليهم أما المواطن العادي فله رب يرزقه وبحميه ونعم بالله , ولا حياة لمن تنادي ..... السادة الولاة الجدد ينتظرهم تشكيل حكوماتهم وهنا مربط الفرس والمعضلة و هل تعود الوجوه القديمة التي عحجزت عن القيام بواجباتها وهل يستطيع الولاة تجاوز بطانات الولاة السابقين فهذه البطانات هم المسيطرون علي مفاصل الولايات في المجالس التشريعية والمؤسسات الحزبية والخدمة المدنية وهلمجرا.... لا يظنن أحد أن الولاة المعينون يملكون من السلطات ودعم المركز والحرية في اختيار حكوماتهم الكثير فهنالك معادلات داخل الحزب الحاكم والأحزاب المتوالية في حرية اختيار القوي الأمين !! والنتيجة أعادة إنتاج أزمات الولايات , العنصرية وغياب الخدمات وتجاهل التنمية ، علي أيه حال نحن لا نسعي إلي أحباط الولاة الجدد والنيل من فرحتهم, ولكن الواقع وحال البلاد لا تبشر بخير ودليلنا علي ذلك أننا لم نسمع أو نري أحد من الولاة وهو يتشاور مع القطاعات الشباب والنساء والاتحادات والنقابات للوقوف علي حجم المشاكل في الولايات ، ولم نسمع أيضا أن أحداً من الولاة استشار العلماء والخبراء ومن في حكمهم في كيفية معالجة مشاكل الولايات فضلاً عن تلمس هموم المواطن العادي الذي يعاني في معاشه وفي صحته وفي تعليم أبناءه وفي تمتعه بالخدمات الضرورية المياه , الصحة , الكهرباء وهلمجرا...... الأمرفي غاية الصعوبة فهل نستطيع أن نقول أن هؤلاء الولاة من أصحاب العزائم ؟ أم أنهم كسابقيهم نعلا بنعل وفساداً بفسادا وما خفي أعظم .... من الملاحظات الجديرة بالذك أن أغلب الولاة من جيل الشباب دون الستين من العمر وهذه محمدة أن اقترن بالنشاط والهمة العالية والأفكار النيرة التي تتجاوز الأطر القديمة التي سادت في المرحلة السابقة الهيمنة والسطوة وتعظيم الذات وتقريب الأهل والقبيلة علي حساب المصلحة العامة الخ..... نأمل أن ينجح الولاة في إدارة الولايات ولو بالقدر الذي يعيد بعض الثقة المفقودة بين الولاة والشعب.
بارود صندل رجب المحامي
أحدث المقالات
- لماذا غاب السيسي..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-15-15, 02:43 PM, عبدالباقي الظافر
- نحن وهم !! بقلم صلاح الدين عووضة 06-15-15, 02:37 PM, صلاح الدين عووضة
- عندما يُترَك الرُّضّع تحت رحمة الشغالات بقلم الطيب مصطفى 06-15-15, 02:34 PM, الطيب مصطفى
- ( كل يوم حظر ) بقلم الطاهر ساتي 06-15-15, 02:33 PM, الطاهر ساتي
- المعارضة التى نريد .. بقلم حيدر احمد خيرالله 06-15-15, 05:07 AM, حيدر احمد خيرالله
- البشير لن يعود . . حتى لو دفع الرشوة بقلم أكرم محمد زكي 06-15-15, 05:06 AM, اكرم محمد زكى
- نكتة سودانية جديدة لنج (تحري رؤية طيارة البشير)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-15-15, 05:04 AM, فيصل الدابي المحامي
- للإنتقال معاً إلى غد أفضل بقلم نورالدين مدني 06-15-15, 03:11 AM, نور الدين مدني
- "الجهاز"..مِن نَزع الإعتذار إلى نَزع الروح..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-15-15, 03:09 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- !عواصف لير شعر نعيم حافظ 06-15-15, 03:07 AM, نعيم حافظ
- مسائل الكبار للكبار بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 06-15-15, 03:05 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- عباس وازمة الخلافة....!!! بقلم سميح خلف 06-15-15, 03:04 AM, سميح خلف
- أين الأخبار السارة التي وعد بها الجنجويدي حميدتي الناس وقد انتهى موسم الصيف؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 06-15-15, 03:02 AM, عبدالغني بريش فيوف
- البشير وتشومبي بقلم شوقي بدرى 06-15-15, 02:38 AM, شوقي بدرى
- البشير ضيفُ ثقِّيل..(الجنائية)وأرواح الضحايا تطارده!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-15-15, 02:35 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- محطات في السياسة والفن والمجتمع بقلم صلاح الباشا 06-15-15, 02:33 AM, صلاح الباشا
- أشواق بروميثيوس السوداني ! بقلم عماد البليك 06-15-15, 02:31 AM, عماد البليك
- ضد التلوث في الخرطوم! بقلم هاشم كرار 06-15-15, 02:30 AM, هاشم كرار
- باب كبار الزوَّار..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-15-15, 01:58 AM, عبدالباقي الظافر
- دعوة خاصة جداً لوزير الداخلية!! بقلم عثمان ميرغني 06-15-15, 01:57 AM, عثمان ميرغني
- وصل يا عسل !! بقلم صلاح الدين عووضة 06-15-15, 01:51 AM, صلاح الدين عووضة
- بين مناوي ولوردات الحرب بقلم الطيب مصطفى 06-15-15, 01:50 AM, الطيب مصطفى
- ( أنا هو الحُثان ) بقلم الطاهر ساتي 06-15-15, 01:47 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|