أبو خليل .. خاتم الزِفَريين! بقلم محمد رفعت الدومي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 11:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-07-2015, 03:59 AM

محمد رفعت الدومي
<aمحمد رفعت الدومي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبو خليل .. خاتم الزِفَريين! بقلم محمد رفعت الدومي

    04:59 AM Jun, 07 2015
    سودانيز اون لاين
    محمد رفعت الدومي-القاهرة-مصر
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    كتبت من قبل كلامًا عن "أحمد البدوي" حاولت من خلاله تبديد غيظي من استثناء التنظيمات الصوفية من المرور تحت أقواس القانون المصري!

    تعقيبًا علي مكيدة نُسِّقت في أرض "العراق" وقع الاختيار عليه للقيام بها وفد "البدوي" عما عقودٍ من إخراج مصر عن النطاق الشيعي، ولولا يقظة "الظاهر بيبرس" وصلابة عضلات دولته لنجح في استردادها جغرافياً كما استردها روحيًا بحيلةٍ بسيطة، لقد أحدث تشويهًا في الصورة الذهتية لنبيِّ الإسلام عبر تسفيه بعض القيم التي نادي بها، واستحدث أفقاً جديدًا يهدِّئ الإحساس بالقهر والمعاناة من خلال رفع الحصار الديني والعزلة عن بعض ما يروق العوام ويستحوذ علي حواسهم ويلهيهم، ببساطة، لقد أضاف إلي لهجات المصريين عبارة "البساط أحمدي" فبهتت إلي حد بعيد تلك الحدود العازلة بين ما هو حرام وما هو حلال!

    كان الفاطميون قد سبقوه إلي القيام بانقلاب روحي أسست فيه الذات المصرية وعياً جديدًا يهتم بالظاهر علي حساب الباطن ما زالت مظاهره باقية، كاختزال مولد النبي في "عروسة المولد"، وتجليات الصوم في "فانوس رمضان"، و ظهور سيرة "عنترة بن شداد" لإلهاء الناس عن فضيحة جنسية اشتعلت في قصر الخليفة وتجاوزت أسواره، لقد أحرقوا الكثير من الأوراق المقدسة ليشعلوا فتيل سؤال لم ينطفئ بعد:

    - أي نسخة من الإسلام هي الصحيحة؟

    آنذاك، وصفتُ التنظيمات الصوفية بـ "محليات المتعة" لإيماني الغائر بأنها عائقٌ في طريق الديمقراطية أشد خشونة من "المجالس المحلية" علي الرغم من فداحة دور الأخيرة في منظومة الفساد المتجذر، وصفتهم أيضًا بالحشرات الضارة التي تتناسل بطنينٍ مسموع حول شرج كل نظام ديكتاتوري، فلا دين لهم إلا المتعة، ووطنهم محله المعدة، وكل منتسب إلي طريقةٍ صوفية هو بالضرورة "زِفَرِي"!

    حتمًا، في ذاكرة كل من عاش في قري الجنوب في السبعينيات وما قبلها صورة ذلك الرجل الذي يرتدي علي الدوام ثوبًا شديد الاتساخ وملطخاً بالدهن،والذي، تسبقه رائحة جسده الزهمة بخطوات إلي أعماق البيت الذي يتوقف عنده ليقول لصاحبته في ذلة مقصودة:

    - أمانة حتة "زفر"!

    الإسم الدارج للحم في لهجات الجنوب، وربما الشمال، ومن هنا اكتسب "الزِفَرِي" كنيته التي تراجع أمامها اسمه إلي خلفية مهجورة، وهو، عندما يواجه غالبًا بنظرات الأم الصلدة لم يكن ينسحب أو يستسلم، إنما يختبر دائمًا أساليب أخري أشهرها التودد إلي عذاري البيوت بالعزف شعرًا علي وتر العفة لشهرتها في إرضاء قلب الأم قبل ابنتها، فكلهنّ بلا استثناء:

    كريمة من بيت كريم / ما تطلع العيبة منها

    تِطُلّ م البيت كـ "ريم" / عدرا.. وأبوها ضامنها

    لقد اكتسب بالإخلاص لزفريته، وبالتجربة، نظرة تمكنه من قراءة الأعماق بسلاسة، لذلك، لم يحدث أبدًا أن غادر القرية قبل أن يملأ معدته بالطعام، وجيوبه أيضًا!

    هذه الشخصية لم تختف من المجتمع المصري إنما استدارت وذابت قطرة قطرة في مجتمعات الصوفية الدنيا..

    ويختلط لدي الغيظ برحم الحكايات، لعل حكاية العم "محمد أبو شومان" التي لا أزهد في ترديدها هي الأفضل لتعرية المجتمع الصوفي وتشويهه كمجتمع اعتباطي!

    كان العم "أبو شومان" واحدًا من صناع البهجة ونجمَ أمسيات "الحضرة الشومانية" التي اقتطفت القرية من حوافها جذوات وجذوات من نار المرح الداخلي، وكان الكبار أحيانًا ينطقون اسمه متبوعًا بـ "محسوب البدوي"، وهذا كان كافيًا لأن يكون له نصيب موسمي من محاصيل القرية!

    ذات ليلة، عندما تأكد من إمساكه بأزمة الرجال المترنحين علي الحافة الغامضة، وتحولهم التام إلي مفردات روحية متناغمة، استغرق العم "محمد" في حالته، وأنشد بنغمٍ سُكَّريٍّ:

    - ساكن طنطا و فـ مكة صلاااااتو!

    تلك اللحظة، اقتحمت الخالة "صِدِّيقة" حالته، وألقت عليه مذعورة نبأ شجار عائليٍٍّ كان لا يزال نشطاً حول بيوتهم، وأضافت، أن العم "حلاتو" الطوَّاب، كان في زيارة لأخته وتدخَّل كطرف أصيل في المعركة!

    تحلل تعبير الرضا علي وجه العم "محمد" سريعًا إلي غضب حقيقي، ولعله لم يتمكن من الانسحاب من حالته في الوقت المناسب، أو، لعله الذعر من تهورات العمِّ "حلاتو" الشهيرة هو ما جعله يُعنِّف الإيقاع ويسأل زوجته بنغم عدائي:

    - وايش دخََّلوو فيها حلااااااتو؟!

    حكاية أخري يضفي عليها المكان الذي كان مسرحًا لها خصوصية وبعدًا ساخرًا، مكتب مدير معهد الأورام يا سادة، مكان يفترض أنه أحد أهم المراكز البحثية في مصر، وكم ذا بمصر من المضحكات!

    عما شهور من ثورة يناير، في انتظار الدخول للقاء "د. علاء حداد" كنت أجلس إلي جوار آخرين وصيدلانيتين قبطيتين، إحداهما ملكة جمال حقيقية، عندما بدأ صوته يلاحقنا وهو يتوعد مديرة المكتب في تحفز يليق بجنرال كلاسيكي:

    - والللاهي .. أدعي عليكي!

    كان أمرًا غريبًا أن يتحدث هكذا شئٌّ يرتدي في القرن 21، وبعد ثورة عظيمة، جلبابًا قصيرًا أخضر اللون وجوربًا أحمر وينتعل حذاءًا رديئاً، مع ذلك، هو أغلي منه قيمة، وليس من رأي كمن قرأ..

    الأغرب هو أثر وعيده علي المرأة التي من المؤكد أنها كانت تعرفه، فهي، بلهجة تنم عن خضوع، كانت تردد مذعورة:

    - أمانة عليك لا يا شيخ ...

    عندما رضخت له وخرج أخيرًا توقف في مواجهتنا تمامًا وهو يحاصر أجمل الصيدلانيتين بنظرات لم أكن أتصور أبدًا أنها ستنجو من أطرافها الحادة، وقال لها كأنما للجميع:

    - سلامو عليكم!

    فأجابه الصمت، لقد أرسل كلٌّ منا عينيه بعيدًا واحتجز ضحكاته، وأمام هذا التيار من الإحتقار المتعمد لم يجد " النطع" بدَّاً من أن يستدير ويمضي، عندما ابتلعته مسافة كافية اندلعت ضحكاتنا دون تحفظ!

    وآخر "زفري" وقع عليه اختيار أبينا الذي لم يعد مجهولاً في المخابرات لتبليغ رسالته هو "أبو خليل" الذي، لتواضعه الشديد، لم يدعي الألوهية واكتفي بادعاء النبوة فقط في كرنفال لم يغب رقصُ البطن عنه ولا الخمور والمخدرات!

    ولحظة من التفكير السليم تكفي للتوجس من توقيت ظهور "أبو خليل"، وتفرض قراءة الحدث لا في ضوء الحرب علي الإسلام، فهذه بديهية تم تجاوزها وباتت في الخلف، إنما في ضوء ذعر النظام من ارتقاء الصراع ذروة سوف لا يستطيع بعدها أن يجد له موطأ قدمٍ في اقتصاد مصر ولا سياستها، لذلك، كأنه يخطط لمعركةٍ يحلم بأن تبدو للعالم لا أهلية فقط إنما للطائفية فيها نصيب!

    محمد رفعت الدومي


    أحدث المقالات
  • مدنية Vs. عسكرية ! بقلم م.أ ُبي عزالدين عوض 06-07-15, 03:53 AM, أ ُبي عزالدين عوض
  • من يسمع شكوى العاجزين عن الكلام بقلم نورالدين مدني 06-07-15, 03:51 AM, نور الدين مدني
  • دفع الفتيات كتعويضات لدى بعض القبائل العربية!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-07-15, 03:49 AM, فيصل الدابي المحامي
  • هيَ وهوَ!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-07-15, 03:48 AM, صلاح الدين عووضة
  • جهاد الطلب وجهاد الدفع بقلم الطيب مصطفى 06-07-15, 03:47 AM, الطيب مصطفى























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de