|
خيبة أمينة النقاش بقلم محمود محمد ياسين
|
05:41 AM Jun, 05 2015 سودانيز اون لاين محمود محمد ياسين- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أوردت السيدة أمينة النقاش (الأهالى- 29 مايو 2015) تعليقاً حول خطاب رئيس حزب الامة السودانى الصادق المهدى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتاريخ 18 مايوالذي طلب فيه من السيسي العفو عن قادة الاخوان المسلمين المحكوم عليهم مؤخرا بالإعدام. رأت النقاش أن المهدى أخطا العنوان فقد كان عليه مخاطبة الاخوان لانهم هم من يتسبب فى الأزمة التى تمر بها مصر. والعرض أدناه يشمل تعليقاً على تعليق الكاتبة.
إن خطاب المهدى لا جديد فيه وهو تعبير عن موقفه من جماعة يلتقى معها فكرياً إذ أن كليهما من نفس الجنس (genre) والتفاوت بينهما وخاصة على صعيد المواقف السياسية تفاوتاً فى الدرجة. وتعليق النقاش وإنزعاجها إزاء خطاب الصادق المهدى أتى فى إطار الهجوم على جماعة الاخوان وتحميلهم مسؤولية الازمة السياسية الطاحنة التى تعيشها مصر؛ ولكن الكاتبة قدمت الصراع السياسى المصرى فى صورة متناهية السذاجة السياسية : قوى إرهابية معتوهة ليس لها الكفاءة التى تؤهلها للحكم تحارب نظاما سياسيا حاكما لمحت الى إنه يعمل من أجل الإستقرار والتنمية الإقتصادية! إن التمادى فى الثبات على وصف حركة الاخوان المسلمين بالإرهاب والتخلف ولا أكثر يعتبر فشلاً سياسياً يعجز عن التحديد الصريح للمضمون الإجتماعى لحركة الأخوان المسلمين وبالتالى تفسير الدينامية السياسية المعقدة العاملة فى مصر.
ومن الأشياء التى لا تصدق عيناك وانت تقرأها لأول مرة ما ذكرته النقاش من أن عيوب الاخوان عيوباً خلقية ولدوا بها، ولم تتكشف للناس كاملة إلا بعد أن جربوا حكمهم، ولكن هذا ما كتبته هذه الكاتبة. هل يعقل فى ممارسة العمل السياسى وصف الخصوم بأن عيوبهم خلقية أو أنهم متخلفون.
خلال الاربعة عقود الماضية ظلت الدينامية السياسية فى مصر تتسم بالصراع بين كتلتين هما الجيش ( يمتلك على أكثر من 40% من الاصول الإقتصادية فى البلاد) والاخوان المسلمين؛ والكتلتان تنتميان لطبقة واحدة هى الطبقة الرأسمالية التابعة (الكمبرادور) تشاركتا النشاط السياسى حتى بعد زوال حكم مبارك فى فترة حكم المجلس العسكري، ويلتقيا فى معاداة الحركة الشعبية وقمع حركتها السياسية التقدمية والمطلبية، والصراع بينهما تفاقم فى الفترة التى اعقبت صعود الأخوان المسلمين للسلطة السياسية وهى فترة تميزت بالإحتجاجات والإضرابات العمالية والفئوية.
حسم الجيش الصراع لصالحه بإنتزاع السلطة من سيطرة الاخوان عن طريق الإنقلاب العسكرى مستغلاً إنتفاضة 30 يونيو. ضحى الجيش بشريكه القوى الذى لفظته جماهير 30 يونيو وإستاثر بالحكم وخلق دينامية سياسية جديدة تحت شعار مواجهة الإرهاب.
قمع الإنقلابيون الحراك المطلبى للشعب ومحوا كل اثر لثورة ياناير بإيداع الشباب الذى كان فى قيادتها السجون وإسدال الستار على شعارها ” عيش.. حرية..عدالة اجتماعية“، وأعادوا التوجهات السياسية للحكم السابق لإنتفاضة ياناير المعادية للشعب بصورة أكثر وحشية. ولم يحدث فى تاريخ مصر الحديث أن تعرض الشعب للقتل وقمع حركته المطلبية لمثل ما يتعرض له تحت ظل السلطة الإنقلابية الحالية: حالة طوارئ بقوانين جديده، سياسات التقشف برفع الاسعار والضرائب وزيادة الرسوم على بعض الخدمات، إنحياز الحكومة الصارخ لصالح أصحاب رأس المال على حساب الملايين الفقيرة، الإفراط فى التبعية السياسية والإقتصادية التى اخذت بعداً تصاعدياً.
إن محاكمات الأخوان هى جزء من الصراع بين جنرالات الجيش والاخوان وهو صراع يمثل أحد ملامح الازمة المصرية ويدور حول السلطة السياسية ولكنه بعيد عن القضايا الملحة التى تواجه المصريين؛ وأياً كانت نتائجه فلن تخرج عن المحافظة على الوضع القديم.
إن النقاش تتناول خيارات الشعب على نحو خاطئ بحصرها بين الجيش ودعاة الإسلام السياسى، وهو الخط السياسى لحزب التجمع ورئيسه رفعت السعيد الذى أصبح ذيلاً للنظام الإنقلابى المستبد مدافعاً عنه بشكل فاضح تماماً كما كان حاله مع حكم مبارك، وهكذا فإن حزب التجمع يمثل الحالة النموذجية لإنحطاط البرجوازية الصغيرة عندما تقف فى الجانب الخطأ من التاريخ (ولا يسارية ولا يحزنون !).
أحدث المقالات
- ايه دا يا جماعة ..وين العاهل السعودي والأمير تميم !!؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 06-04-15, 09:51 PM, عبدالغني بريش فيوف
- منبر أهل الجزيرة وطالب الصيد في عرين الأسد بقلم بهاء جميل 06-04-15, 09:44 PM, بهاء جميل
- خالد المبارك ومحمد مراد: قفة الحزب بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-04-15, 09:39 PM, عبدالله علي إبراهيم
- الرئيس .. والفساد !! بقلم د. عمر القراي 06-04-15, 08:55 PM, عمر القراي
- المعارضة المسلحة .. امل أنسان الهامش ... ام عبئاً عليه بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن -بري 06-04-15, 08:42 PM, سليم عبد الرحمن دكين
- اساليب الرباطة .. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-04-15, 08:37 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- صبراً آل كدودة، إن موعدكم معنا يوم العصيان المدني! بقلم عثمان محمد حسن 06-04-15, 08:24 PM, عثمان محمد حسن
- نائمون ..!! بقلم الطاهر ساتي 06-04-15, 08:08 PM, الطاهر ساتي
- القادة ألافارقة وتصاريح قتل جديدة للبشير بقلم خالد قمرالدين 06-04-15, 04:36 AM, عوض امبيا
- مفارقات بقلم خالد قمرالدين 06-04-15, 04:34 AM, خالد قمرالدين
- اللجنة العليا لتنمية وتطوير ولاية غرب كردفان بقلم ا.د. سليمان محمد الدبيلو 06-04-15, 04:32 AM, سليمان محمد الدبيلو
- في ضيافة رئيس المجلس التشريعي بالإنابة بقلم د. فايز أبو شمالة 06-04-15, 04:29 AM, فايز أبو شمالة
- الوصولية السياسية والنفاق الإسلاموي بقلم مبارك أباعزي 06-04-15, 04:28 AM, مبارك أباعزي
- جوزيف بلاتر والتجربة الفلسطينية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-04-15, 04:27 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- ذكريات موظف سابق بادارة اللاجئين (1) بقلم د. طارق مصباح يوسف 06-04-15, 04:25 AM, طارق مصباح يوسف
- ميني تحقيق مع ود أرقو الشاعر أبو ناجي بقلم بدرالدين حسن علي 06-04-15, 04:10 AM, بدرالدين حسن علي
- قال الملك الدهمشى وقلنا ! بقلم على حمد ابراهيم 06-04-15, 04:09 AM, على حمد إبراهيم
- نداء الإنسانية للإنسان السوداني في دارفور بقلم نورالدين مدني 06-04-15, 04:06 AM, نور الدين مدني
- جهاز الأمن يستهدِف أعمدة الأستقامة لكسر الإرادة.. د.ساندرا طوبى لك..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-04-15, 04:05 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- عن وعود الشفافية ومكافحة الفساد مركز إقتراع نصف الكوب : ممنوع التصوير ! بقلم فيصل الباقر 06-04-15, 04:03 AM, فيصل الباقر
- محطات ..... من هنا وهناك بقلم صلاح الباشا 06-04-15, 04:01 AM, صلاح الباشا
- شكراً شيخ علي ولكن..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-04-15, 03:30 AM, عبدالباقي الظافر
- برنامج المائة يوم..!! بقلم عثمان ميرغني 06-04-15, 03:27 AM, عثمان ميرغني
- هدية لمسؤول بقلم صلاح الدين عووضة 06-04-15, 03:26 AM, صلاح الدين عووضة
- شر البلية ما يضحك! بقلم الطيب مصطفى 06-04-15, 03:24 AM, الطيب مصطفى
- ( الجفلن خلهّن ) بقلم الطاهر ساتي 06-04-15, 03:22 AM, الطاهر ساتي
- إلي متي تستمر ذلة وملطشة الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 06-04-15, 03:21 AM, سيد عبد القادر قنات
|
|
|
|
|
|