|
أبناء دارفور..(كشة)عنصّرية..وتصفيات جسَّدية..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري
|
01:46 PM May, 15 2015 سودانيز اون لاين عبد الوهاب الأنصاري- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مازال كِتّاب الله يُعلق في الرمحِ العربية.. ومازال أبوسفيان بلحيته الصفراء.. يُؤلِب بإسم اللآت .. العصّبِيات القّبلية.. "مظفر النواب"
قصّيدة قديِمة لشّاعر الشّعب، الراحل المقيم (محجوب شّريف)، عبرت بصدق معّهُود عنه في تصوير ذلك المشهد المأساوي المتصرم، والمتجسد في الواقع الآنيّ الكارثي المُخزي، فالشّاعر الملتزم ضمير شّعبه ووطنه، ولسان حاله الناطق بآلمه وآماله، هكذا تكون، أشعاره مبذولةً تتدفق على الناس، وعياً، وتنويراً،وحكمة،(إن في الشّعر لحكمة).
ماأشبه الفاشسيت بعضهم لِبعض كأنهم ذّرية، تربطهم رابطة (جِّينِّية، وما أشبه أجهزة أمنهم، وأزرع بطشهم، عندما يرتطم الدم، بالدمِ، ويُغيّب العقل، ويُفقِد المنّطِق، ويُفشى الرُعب بين الناس يمشي، إنهم يسترزقون من نزيف الرعاف النافر شلال، ويقتاتون أشلاء الإنسان. حتى لا ننسى، حدث ذلك من قَّبل إتبان أحداث، حركة (02 يوليو 1976)م، بقيادة الشهيد المقدم "محمد نور سعد"، وهي الحركة التي إشتركت في تنظيمها، يالسخرية الأقدار، أحزاب (الأمة / السيد الصادق المهدي - والإتحادي الديمقراطي / الشريف حسين الهندي - والأخوان المسلمين بقيادة الدكتور الترابي)،!؟ بعد فشل الحركة وعودة (النميري) للحكم مرة أخرى بدأت، تِلك الأحداث الدرامية والدامية في آنٍ واحد، والتي صاحبتها حملة عنصرية، رهيبة وتصفيات جسّدية شرسّة، طالت البُسطاء والكادحين من أبناء الأقليم المنكوب، وعلى أساس الهوية كانت المطاردة إنتهاك فاضح لأبسط حقوق الإنسان، والإستهداف مترصد أبناء دارفور، وعليهم وحدهم وقع عبء تسديد قيمة فاتورة الفشل،!؟.
أعدت الحكومه ساعتئذ، عُدتها، وسيرت حملات عسكرية مُنتظمة في الأحياء والأماكن العامة، ( الأسواق ومواقف تجمعات المواصّلات)، إسّتهدفت أبناء (غرب السُّودان)، وبالهوية والأثنية لأنهم كانوا يمثلون أغلب القوة العسكرية لقوات (الجبهة الوطنية)، إن لم يكن جميعها، بحكم الولاء التقليدي، لحزب الأمة والأنصار في غرب السودان عامة، ذاك الإقليم المأزوم.
وعُرفت تلك الحملات وقتئذ (بالكشّة)، في عهد الطاغية "جعفر النميري" بعنوان تفريغ العاصمة من الوافدين، والنازحين!! وكانوا هم دون غيرهم المستقصدين من الوافدين!!؟
وأستمرت الحملات (الإنتقائية) الإنتقامية حتى أوائل ثمانينيات القرن المنصرم.
سأورد القصيدة كاملة،((معتمداً على الذاكرة المهترئه، أأمل أن أوفق)) لأوضِّح (للأجيال المتقدمة) المشّهد المُخزي، وقد مهد لها شاعر الشعب، (محجوب شريف) عليه شبائيب الرحمه، بهذه المقدمة - على ما أذكر- "إنهم يطاردون إخوةً لنا، آدم، وإسحاق، وزكريا، بتهمت التعطل، فإلى آدم، وإسحاق وزكريا.
النص:
شِّقيّش قُوليّ يّا مرّوح.. قُبال صبّاحنا يبوح.. شِّقيّش يا آدم تِتجّارى.. ديّ المُدن إتعلت أسوارها.. مابتقبّل زيك في الحارة.. الكّشّه وراك الدورية.. بدل يا آدم تِتضّارى.. فتِشّ عن شَّنّطه ونضارة.. أفنديِ وجِيت مأمورية.. لو إنت مُظفر أو مدحت.. لو لونك خاتف لونيّن.. بس إنت على اللُقمة بِتّبحثْ بِتّبحثْ .. بِتّبحث .. بِتّبحثْ.. وآطتك يا آدم صِبحت.. حرمّانة عليك الحُرية.. وعَشّان ماتبقى مُواطِن عِندك حق في الجمهورية.. أمّشي إتعلم كيّف القّدله.. وألبس بدله.. وخلي هُدُوم الدموريه.. في ناس حِسابه حِساب البنكي.. والبنزين المّالي التنكي.. وحد السُنكي وبالزِنّدِيّه.. ولا ود خّاليِ.. ولا ود عّميِ.. ولا مِّن دميِ.. كُلّ يا كُميِ قُبّال فَميِ.. طّريق إثبات الشَّخصية.. تعال يا آدم نِتكاتف.. مرحب كفّك.. أنا في صّفك.. تّب ما ضِدك.. أنا ودّ جِدك يا سُوداني أباً عن جِد .. مِيّه المِيّة.. أنا ودّ جِدك يا سُوداني أباً عن جِد .. مِيّه المِيّة..
إستهدف نظام (الكليبتوقراط) اللصوص، بورتسودان، وهيبان، وبارا، وكسلا، وكجبار، وشنقلي طوباي، كلٍ على حِده فراديً، وظلننا نتفرج، على نظام، لا (يراعي ديناً ، ولا قيماً، ولا أخلاقاً، ولا قانوناً، ولا عرف. إنتزع السلطة بفوهة البندقية زندية، وخدعة المنشية، حبيساً، ورئيساً.
التعبير عن الرأي، بشكل سِلمي، يفسره الفاشسّت الغاشّمين، والمُحتمّين بالجنجويد المدججين الأمنيين، بأنه تقويض للنظام (الدستوري)، وإثارة حرب ضد (الدوله)، " مع إنو مافيش دولة..!" على حد قول الفنان المبدع (عادل إمام) في مسرحيته الشهيرة (شاهد ماشافش حاجة)، عندما داهمته النيابة والشرطة في شقته، للتحقيق معه في جريمة قتل لا يدري عنها شيئاً، وببساطة المواطن المغمور( قال: مخاطباً وكيل النيابة سعادة البيه، أنا كل حاجة عندي مظبوطة، إيجار الشقة ودفعتو، والتطعيم ضد الكوليرا وإتطعمت، وفاتورة التلفون ودفعتها، مع العلم ما عنديش (تلفون) !؟، خفت لا يشيلوا العدة..!!)" القضية يا سادتي ليست قضية دارفور، أو الشمالية، أو البحر الأحمر، أوجنوب كردفان،أو شمالها، أو الجزيرة، أو سنار، أو نهر النيل، ولا النيل الأبيض، ولا الأزرق، ولا كسلا أو القضارف، القضية أكبر وأعظم وأعمق.
القضية قضية وطن بلد، بحجم السودان تتجزء أمام أعيننا وتتلاشى، رويداً رويداً، القضية قضية كل سودانيّ وسودانية في أي مكان أيٍ كان في حلفا أو في هيبان أو المابان، أو مارنجان، فالإنسان هو الإنسان.
الخرطوم (المركز) هو مكمن الداء رأس الحية، تنقض غزل النول المجتمي، وتحمل حطب نار الفتن’ حتي لا نتوحد تحت راية الحق، ونقدم مطالبنا العادلة، ولنتزع مستحقاتنا كامله دون تطفيف أو نقصان.
صفاً واحد، لا نستيأس، لإستئصال السلطة الفاشية، الفاسدة، والدموية الغاشمة، فالننبذ الجهوية المقيته، والعصبية القبلية النتنه، وما يُورد موارد الهلاك.
وبكل الطهر الثوري، نغوص في أعماق جذور إرثنا الحضاري الموغِل في التاريخ، نُحِث تنوعنا التاريخي ودلالات إرتباطه، ونوقظ الروح السُودانية السمحة، من تمائم أجدادننا، ودياناتنا القديمة، من كنائسنا المُعتقة، ومن مساجدنا المُعبقة، بوسّمِها وسِّماتِهاالتاريخية والمُعاصِرة، وشعوبنا لنرسِّخ للوحدة الهاجِعة في دواخلنا النبيلة، كموناً ككمون النار في العود.
أبناء دارفور (الطلاب) في حدقات عيوننا ومسؤليتنا جميعاً، وعلينا تقع حمايتهم، فهم مِّنا وإلينا، ونحن منهم وإليهم وبهم، دون منٍ أو أذى بل واجب مقدس.
أحدث المقالات
- الواقع الأبدي بقلم عماد البليك 05-15-15, 12:51 PM, عماد البليك
- وقفات مع المحتفلين بليلة السابع والعشرين من شهر رجب كتبها : د.عارف عوض الركابي 05-15-15, 12:49 PM, عارف عوض الركابي
- من هم الصوفية ؟ بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن 05-15-15, 12:42 PM, عثمان الطاهر المجمر طه
- الذاكرة و السياسة علاقة مليئة بالجدل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 05-15-15, 12:32 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- جمهورية الفلس الديمقراطية! بقلم مذكرات زول ساي/ فيصل الدابي/المحامي 05-15-15, 12:28 PM, فيصل الدابي المحامي
- أنهض ياشعب ألآنقسنا والبرونو ! شعر نعيم حافظ 05-15-15, 04:58 AM, نعيم حافظ
- حساب مفوضية حزب البشير للإنتخابات خُمس مُشكل. بقلم أمين محمَّد إبراهيم 05-15-15, 04:55 AM, أمين محمَد إبراهيم
- هل بالإمكان محاسبة السلطات السعودية عن جرائمها في اليمن دوليا؟ بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الح 05-15-15, 04:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مسادير فى رثاء عبدالله حماد ................................... بقلم سهيل احمد الارباب 05-15-15, 04:46 AM, سهيل احمد الارباب
- الإقليم السني في العراق، حاجة أمريكية تركية خليجية بقلم حمد جاسم محمد/مركز الفرات للتنمية والدراسات 05-15-15, 04:41 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- شيوعي يا إسحاق!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-15-15, 03:18 AM, صلاح الدين عووضة
- المعاليا والرزيقات.. المأساة المنسية! بقلم الطيب مصطفى 05-15-15, 03:16 AM, الطيب مصطفى
- الـ(بدون) الجُدد..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-15-15, 03:15 AM, عبدالباقي الظافر
- مهمة شخصية جداً..!! بقلم عثمان ميرغني 05-15-15, 03:14 AM, عثمان ميرغني
- هشاشة عظام ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-15-15, 03:10 AM, الطاهر ساتي
- هذا يكفيني ,, انا سوداني !!!! انا سوداني !! بقلم عبدالباقي شحتو علي ازرق 05-14-15, 10:16 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
- نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل محمد رفعت الدومي 05-14-15, 10:12 PM, محمد رفعت الدومي
- نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل عباس محمد علي 05-14-15, 10:07 PM, الفاضل عباس محمد علي
- درس مهم لقادتنا السياسيين من إنتخابات بريطانيا بقلم بابكر فيصل بابكر 05-14-15, 10:03 PM, بابكر فيصل بابكر
|
|
|
|
|
|