درس مهم لقادتنا السياسيين من إنتخابات بريطانيا بقلم بابكر فيصل بابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2015, 09:03 PM

بابكر فيصل بابكر
<aبابكر فيصل بابكر
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
درس مهم لقادتنا السياسيين من إنتخابات بريطانيا بقلم بابكر فيصل بابكر

    10:03 PM May, 15 2015
    سودانيز اون لاين
    بابكر فيصل بابكر-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    mailto:[email protected]@gmail.com
    في أعقاب ظهور نتائج الإنتخابات البريطانية الأسبوع الماضي والتي إكتسحها حزب المحافظين, قدَّم رؤساء ثلاثة أحزاب استقالتهم بعد خسارتهم للإنتخابات، وهم رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي "نيك كلغ"، ورئيس حزب العمال "إيد ميليباند"، وزعيم حزب استقلال المملكة المتحدة "نايغل فرج".
    هذا السلوك المُتحضِّر يُشكلُ بُعداً أساسياً من أبعاد عملية تداول السُّلطة في النظم الديموقراطية, فالتداول لا يعني فقط إنتقال السُّلطة من حزبٍ لآخر, ولكنهُ يشملُ كذلك التغيير داخل الأحزاب نفسها, ويُعتبرُ ركناً مُهمِّاً كونهُ يسمحُ بتطوير الأفكار و الرؤى و البرامج, ويضُخُّ دماءاً جديدة في جسد المنظومة السياسية تعطيها مناعة ضد أدواء الجمود و التكلُّس, وتبعثُ فيها حيوية وروحاً تدفعُها نحو التغيير الإيجابي.
    و قد أثبتت التجارب أنَّ إستقرار النظم الديموقراطية وقوتها يرتبطان إرتباطاً وثيقاً بهذه العملية المُهِّمة, وأنَّ زعزعة و هزال نظم الحُكم الأخرى يرجعُ في جزءٍ كبير منهُ أيضاً لغياب فكرة التداول في الدولة والحزب.
    تبدَّت أهمية هذه العملية بصورة واضحة في ظل الحُكم الشيوعي للإتحاد السوفيتي السابق, وما زلت أذكر وانا طالبٌ بالمرحلة المتوسطة مشاهد مراسيم دفن الرئيس الروسي بريجنيف، سنة 1982، والتي كان أكثر ما يلفت النظر فيها هو منظر خليفته "يوري أندروبوف" الذي كان في حالة صحيَّة يُرثى لها, وما لبث بعدها أن تولى الحُكم لفترة محدودة ثم توفى.
    بدا حينها أنَّ أهل الكرملين قد أدمنوا دفن كل أمرائهم الجُدد الذين يقفون وهم في الحكم والسلطة ليسلموا المركز الأول في الدولة للمرضى وخريجي المستشفيات ابتداءً من لينين و مروراً بستالين وبريجنيف وأندربوبوف وتشيرننكو.
    كان مرض هؤلاء القادة وضعفهم ووهنهم يعكس ذات أعراض الداء الخفي الذي أصاب النظام السياسي وكيان الدولة لأسباب عديدة كان من أهمها غياب أحد أركان الحكم الأساسية وهو فكرة "التداول", وبالتالي لم يكن مستغرباً أن يقع الزلزال الكبير بإنهيار القطب العالمي الكبير وتفتته لدول عديدة.
    العالم الغربي (على رأسه أمريكا ) نجح في إجتياز هذا الدرس بإمتياز, وبزَّ نظيره السوفيتي ليس بسبب التفوُّق في إختيار الأهداف والغايات, فقد بدت غايات المُعسكر الشرقي للكثيرين أكثر نبلاً وإنسانية, ولكن بسبب القدرة على إبتداع الوسائل الأكثر فاعلية ونجاعة في الحفاظ على إستمرار نظام الحُكم, ومن بينها فكرة تداول السُّلطة.
    صار الفردُ في الديموقراطية الغربية جزءاً من منظومة متكاملة, يؤثر فيها ولكنهُ لا يتحكم في مسارها, وتمَّ تحجيم أفكار "البطل المُلهم" و "القائد الأوحد" ووضعها في حجمها وإطارها الصحيح داخل منظومة الحكم.

    ولذلك رأينا كيف أنَّ رجلاً مثل "شارل ديغول" بطل المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وأول من تبوأ منصب الرئيس في الجمهورية الخامسة, يُقدِّم إستقالته وينسحب بهدوء من الحياة السياسية بعد أن فشلت التعديلات الدستورية التي اقترحها في كسب التأييد الشعبي المطلوب في الاستفتاء الذي نُظم في 1969.
    بالطبع لم تؤدي إستقالة ديغول من الرئاسة إلى إنهيار نظام الحكم في فرنسا, أو إلى وقوع إنقلاب عسكري أو ثورة دموية, كما هو الحال في العديد من دول العالم, خصوصاً في أفريقيا والعالم العربي, ذلك لأنَّ فكرة "النظام الحاكم" صارت هى السيِّدة على فكرة "القائد الأوحد".
    قد يقول البعض, عن صدقٍ أو جهلٍ أو غرض, أنَّ النظام الديموقراطي - وفكرة التداول بالضرورة - لا يصلحان في بلادنا, فهى ليست جزءاً من تراثنا, وكذلك من الصعب تجذيرها في مُجتمعاتنا التي تعاني من الكثير من أدواء التخلف, ولكن واقع الحال يقول أنَّ مُجتمعاتٍ أخرى ذات طبيعةٍ أكثرُ تعقيداً قد نجحت في تبني هذا الخيار بإمتياز ومن بينها أكبر ديموقراطية في العالم : الهند.
    وكنتُ قد ناقشتُ فكرة سيطرة "الفرد" على المنظومة السياسية في بلدنا وغياب نهج التنحي الطوعي, في رسائل متبادلة مع الشقيق الدكتور محمَّد عثمان الجعلي حول مشاكل وهموم الحزب الإتحادي الديموقراطي.
    كان ممَّا جاء فيها :
    ( أنت سيد العارفين بحكم خبرتك في مجال الأدارة أنه ومنذ نهاية القرن التاسع عشر عندما ظهرت أعمال أحد كبار عُلماء الإقتصاد والإجتماع "ماكس فيبر"- وحينها كانت مفاهيم التنظيم الحديث جديدة- حيث كانت تطغى مفاهيم التنظيم الأبوي علي المفاهيم العقلانية وكانت تمثل المصدر الأساسي لمبادىء وأسس التنظيم, هذه المنظمات الأبوية كان علي رأسها رمزٌ أبوي , فردٌ يمتلك سلطة مطلقة , وهو الوحيد الذي له الحق في مكافأة الأفراد أو عقابهم, ترقيتهم أو فصلهم من المنظمة , كلُّ ذلك بناءاً علي تقديراته الخاصة.
    هذا الضربُ من التنظيم إختفي منذُ أكثر من مائة عام ولكنهُ مازال يسيطر علي المشهد الحزبي الإتحادي والجميع مُستسلمون له , كلٌ يحاول أن يجد له المُبررات, منهم من يتعَّزي بأنَّ هذا هو حال السودان وحال أحزاب السودان ونحن لسنا إستثناءاً من ذلك ,ومنهم من يقول علينا بالصبر حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا بإنتقال هؤلاء (القادة) الي الرفيق الأعلي, ولكن هؤلاء تلجمهم أبيات ود المكي الشهيرة :
    الكوخ المائل لا يهوي
    والشجر الذاوي ليس يموت
    والناس لهم أعمار الحوت
    لقد أبتلينا بقادةٍ لا يموتون الا بعد أن تموت الآمال والأحلام في صدورالناس ولله في خلقه شئون. ومع طول العُمر هذا تغيبُ عن ثقافةِ العمل العام فكرة التنحي وأدب الإستقالة ويسودُ نهجٌ أطلقتُ عليه نهج" الكنكنشة" .
    وعلي ذكر هذا النهج فقد كنتُ علي الدوام أؤكد أنّ أسطورة " نلسون مانديلا " بالنسبة لي لا تتجلى في صموده لأكثر من سبعةٍ وعشرين عاماً داخل سجون النظام العنصري, ولا في القدر العالي من التسامح الذي أظهرهُ تجاه الأقلية البيضاء رغم ما ارتكبته من فظائع في حق أهله السود- وبرغم أهمية ذلك الصمود وهذا التسامح- فإنَّ عظمة هذا القدِّيس تبدو أكثر بريقاً ولمعاناً في إختياره الطوعي للتنحي عن السُّلطة و إفساح المجال لآخرين, تلك لعمري مِزيةٌ لا تتوفر الاّ لأصحاب العزائم وذوي النفوس الكبار وياليت ( قادتنا) يستلهمون تلك الدروس من حكيم أفريقيا ورمزها الأكبر.
    في ظني أنَّ أزمة قيادتنا هي أزمة متجذِّرة في ثقافتنا, ويجب أن نبحث في أمرها في بنى المُجتمع التحتيَّة وليس في تمظهراته الخارجية, علينا أن ننقَّب في مناهج التربية والتعليم , في نظم التنشئة, في الأسرة والمدرسة والحي السكني, في فهمنا للدين, كل هذه المكونات الثقافية أنتجت لنا ما اصطلحتُ علي تسميته بثقافة " الواحد" الذي تجب طاعتهُ في كلِّ الأحوال : الأب والمعلم وشيخ الطريقة ورئيس الحزب , مثل هكذا ثقافة لا تنجب ديمقراطية ولا تبشّر بحرية وتقدم ) . إنتهى
    وجود هذه العوائق الثقافية والإجتماعية لا يعني بالطبع أنَّ النظام الديموقراطي لا يصلح في السودان كما يزعم البعض. هذا زعمٌ باطلٌ "حنبريت", وهو للأسف الشديد يصدُرُ في أغلب الأحوال عن "النخب" التي كان من المؤمل أن تلعب ذات الأدوار التي لعبها قادة من أمثال "غاندي" و "نهرو" الذين ساهموا بصورة حاسمة في ترسيخ فكرة الديموقراطية وتداول السلطة في بلدٍ مثل الهند مُتعدد الأديان والعقائد والثقافات والأعراق حتى أضحت من المُسلمات التي لا يجرؤ أحدٌ على الإنقلاب عليها.
    في مثل هذه النظم الديموقراطية يمضي الخاسر في سباق الإنتخابات إلى لعبٍ دورٍ آخر في الحياة, أو يسعى لتصحيح الأخطاء من الصفوف الخلفية لمنظومته الحزبية, أو يُكرِّس نفسهُ لخدمة قضايا تهمُّ مُجتمعه وبلده, وربما الإنسانيَّة جمعاء مثلما فعل نائب الرئيس الأمريكي الأسبق "آل غور" الذي صبَّ كل جهوده في قضية الحفاظ على "البيئة" وتوعية الناس بالمخاطر التي تتعرَّض لها.
    لم يُضيِّع "آل غور" وقتهُ في التحسُّر على الإنتخابات التي خسرها بقرار قضائي, والتي يعتقد الكثيرون أنهُ فاز بها حقاً, بل مضى في حال سبيله لمهمة أخرى, ولكن في بلادنا يذهب الخاسرون دوماً لتجهيز الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة, أو لتدبير "الزيارات الليلية" البغيضة التي تعقبها المارشات , ومن ثمَّ يبقون في السلطة حتى يأتيهم "عزرائيل" بالنبأ الأكيد الذي لا مفرَّ منه.
    وكان "ونستون تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا الأشهر, والبطل القومي الذي قاد شعبهُ ووطنه أثناء الحرب العالمية الثانية, الخطيب المفوَّه والملهم, والقائد الذي إبتكر الإشارة بعلامة النصر بواسطة الإصبعين السبابة والوسطي, قد خسر الإنتخابات بعد الحرب سنة 1945 فما كان منهُ إلا أن ينصاع لأمر الشعب, ويقبل بخياره إلى أن عاد وفاز بعد ست سنوات ليصبح رئيساً للوزراة قبل أن يتقاعد.
    ختاماً نقول : رئيس وزراء بريطانيا الحالي وزعيم حزب المحافظين الذي إكتسح الإنتخابات الأخيرة "ديفيد كاميرون" وصل للسلطة قبل خمسة أعوام وكان يبلغ من العمر حينها ثلاثة وأربعين عاماً, فانظر – يا قارئي العزيز – لأحزابنا السياسية, من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار, حكومة ومعارضة, ثم أعد البصر كرَّتين, فهل تجد بين رؤسائها من يُدانيهِ في العُمر ؟
    ولا حول ولا قوة إلا بالله



    أحدث المقالات
  • المقياس الجبريلي للنصر المتر الدموي او طن الأرواح بقلم محمد ادم فاشر 05-14-15, 09:59 PM, محمد ادم فاشر
  • باحث قانوني سوداني في الجن الأحمر! بقلم فيصل الدابي/المحامي 05-14-15, 09:55 PM, فيصل الدابي المحامي
  • الطيب صّالح: رواياتٌ لم يَعتادها غربٌ من الشرْق بقلم محجوب التجاني – ناشفل، تنسي 05-14-15, 09:52 PM, محجوب التجاني
  • بلاغ بالأدلة للشعب السودانى : باعوا بلادكم! بقلم عثمان محمد حسن 05-14-15, 09:50 PM, عثمان محمد حسن
  • الخادمة..الأم..والطفل : أبرياء أم متهمون؟..أم الاثنين معاً؟ بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 05-14-15, 09:48 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • المتشددون ونظرية التفكيك! بقلم هاشم كرار 05-14-15, 09:44 PM, هاشم كرار
  • إعلان الحداد العام في السودان بقلم عثمان ميرغني 05-14-15, 07:33 AM, عثمان ميرغني
  • أين يوجد متحف النكبة في فلسطين ؟؟؟ بقلم نضال الفطافطة 05-14-15, 07:28 AM, نضال الفطافطة
  • ليس كل أصفراَ لامعـاً ذهباً بقلم عمر الشريف 05-14-15, 07:22 AM, عمر الشريف
  • غياب الدولة ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-14-15, 06:50 AM, الطاهر ساتي
  • الصراعات القبلية (2) : فاجعةٌ أخرى وعار الدولة !! ~ بلّة البكري 05-14-15, 06:22 AM, بَلّة البكري
  • الفتنة العرقية لن تسعف البشير بقلم صلاح شعيب 05-14-15, 06:03 AM, صلاح شعيب
  • الطبيب واجب أُنجز وحقوق ضائعة وعرقٌ جفّ بقلم عميد معاش طبيب .سيد عبد القادر قنات إستشاري تخدير 05-14-15, 06:01 AM, سيد عبد القادر قنات
  • الصورة البشعة لفتاة الفيس بوك ستنقذ الملايين! قال بقلم فيصل الدابي/المحامي 05-14-15, 05:58 AM, فيصل الدابي المحامي
  • قالت سعاد إبراهيم أحمد لوردي إنت لا فنان الشعب ولا الله قال بقلم عبد الله علي إبراهيم 05-14-15, 04:21 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • مبروك لسلاح الجو السوداني وهو يتصدى لشيء يشبه الطائرة أو الصاروخ أو!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 05-14-15, 02:56 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • ارهاصات حكومية(مسئولين)..مدام تكليف!! بقلم عبد الغفار المهدى 05-14-15, 02:51 AM, عبد الغفار المهدى
  • النزاع المُسلّح فى دارفور : الوسائل البديلة ! بقلم فيصل الباقر 05-14-15, 02:48 AM, فيصل الباقر
  • الله علي ما اقول شهيد بقلم عقيد : خليل محمد سليمان 05-14-15, 02:44 AM, خليل محمد سليمان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de