|
لمن يروجون للصراع العنصري! بقلم أحمد حمزة أحمد
|
12:40 PM May, 12 2015 سودانيز اون لاين أحمد حمزة أحمد- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
- 12/5/2015م
لمصلحة قضايا الصراع في دارفور، يجب ان يبتعد هؤلاء عن إثارة أي تصورات عنصرية!،يظهرون من خلالها الحركات المسلحة، ومن يمارسون العنف، كضحية لعنف عنصري يقوده ضدهم خصومهم في هذا الصراع اللعين!..هذه مصيبة كبرى ،حيث الواجب الوطني والحرص على قضية دارفور يستوجبان التعامل معها بما ينأى بالصراع عن أي منطلقات عنصرية.العنصرية تعنى سياسة شاملة أساسها الإثنية،فهل هذا حادث؟كم وزير مركزي في الحكومة من دارفور،وكم وزير دولة وكم والي وكم من ذوى المناصب الدستورية المركزية والولائية؟وكم مواطن دافوري يعيش في مختلف مدن السودان بما فيها وسطه وشماله؟وهل التدخلات القبلية والمجتمعية في الواقع المعايش تسمح بمثل هذه العنصرية؟...حادث جامعة شرق النيل المقتول فيه ليس من دارفور،بل من شمال أو وسط السودان لست متيقناً،وهذا صراع يحدث في الوسط الطلابي-وهو مؤسف ويعبر عن ضيق الصدر وضعف الحجة التي تنشأ في مناخ سياسي أساسه غياب الحرية-في صراعات الوسط الطلابي يصطف،في جانب، طلاب بمختلف إنتماءتهم الاثنية،بينما في الجانب المقابل آخرون من مختلف القبائل والمناطق،ولم يقل أحدا في ،أي وقت، ان هنالك استهداف عنصرى لقبيلة في مثل هذه الصراعات وغيرها... أما الذين تحدثوا في مناسبات ومنابر عديدة عن واجب الحكومة في إحلال السلام،فأنا لا أدافع هنا عن موقف الحكومة أو عن رؤيتها لحل هذه الصراعات المسلحة أو في دورها ومسئوليتها عن ما يحدث،ولكن الوقائع الماثلة تدل في جلاء على أن الحركات المسلحة هي التي رفضت التفاوض بشأن دارفور وبشأن المنطقتين،وأصرت الحركة الشعبية كما أصرت حركات دارفور المسلحة على إفشال المفاوضات مع الحكومة،عندما تمسكت بأن تناقش كل قضايا السودان دفعة واحدة أو يستمر القتال وتوجت هذا الموقف بنداء السودان وغيره من الاتفاقيات التي هدفها اسقاط النظام-لا مانع من اسقاط النظام،ولكن أن يقرن وقف الحرب ونزيف الدم السوداني بإسقاط النظام، فهذا من الشطط و البحث عن تأجيج ما يقود إلى هلاك الانفس والمال،والاخطر هو ان تسعى الحركات المسلحة لإظهار الصراع بأنه عنصري،ويسايرها في ذلك البعض..لماذا لا توجه النخب المثقفة الحركات المسلحة وتناصحها لكي تعقد سلاما مع الحكومة؟هل مثل هذا الصلح سوف يحمى السلطة الحاكمة من الإسقاط الذي تقوده المعارضة السلمية بوسائل سلمية؟ليس هنالك علاقة تلازم بين تحقيق السلام في دارفور والمنطقتين،وبين الرضى عن سلطة المؤتمر الوطني،بل تحقيق السلام وتحول الحركات المسلحة إلى أحزاب وانخراطها في الصراع السلمي من أجل قضايا السودان كافة،هو الذي سوف يربك السلطة الحاكمة ويفقدها عنصر من عناصر تبرير القمع-ألا وهو الحرب.في هذا السياق يجب أن لا يغيب عن الذاكرة أن الحركة الشعبية في جنوب كردفان هي التي تمردت ورفعت السلاح وضربت المدن بعد تحقق عدم فوز مرشحها كوالي في تلك الانتخابات التي شهد مركز كارتر بإستئفائها الحد المطلوب من النزاهة- حتى لو فرضنا أن المؤتمر الوطني زور تلك الانتخابات فهل هذا سبب للتمرد؟كم مرة زورت الانتخابات في السودان و غيره ولم يرفع أحدا السلاح؟ لماذ لا تناصح النخب والسياسيون الحركات المسلحة وحركات دارفور.الحكومة سعت لوقف القتال..واستمر منبر الدوحة وكانت وثيقة الدوحة الاطارية ثمرة لهذا المنبر والمجال مفتوح لكي تضع الحركات في دارفور السلاح،وتخلق مناخ سياسي للصراع السلمي لإحداث التغيير لسكان دارفور..وغير ذلك هو الخراب والزج بالناس في إتون الهلاك والموت.وكل من يسعى لاستمرار هذه الحروب هو مسئول أمام الله تعالى عن هذه الأنفس،ومسئولين أمام الشعب عن التمادي ورفض التوصل لحل للقاضيا الخاصة بهذه المناطق...وأي حديث عن صراع عنصري أساسه العرب وغير العرب من دارفور،هو لعب بالنار وهروب من الحركات المسلحة –وغيرها-من مواضع الصراع الجادة إلى الإحتماء بالتعاطف الذي تستدره مثل هذه المقولات-التي يجب أن لا تمر دون التوقف أمامها وتمحيصها-حتى لا تنجرف القضايا وتسقط في هاوية من الضغائن والكراهية واللاموضوعية..والحرب القبلية في دارفور وغيرها من منطاق السودان تؤججها روح القبلية،الآن تحتشد الرزيقات والمعاليا لتواصل ما بينهما من قتال، وقبلها قتال بين الرزيقات المسيرية وقتال بين بطون المسيرية...الخ وفي هذا أيضاً ينشب القتال بين الزغاوة وغيرهم وبين الزغاوة فيما بينهم...هذه صراعات تنمو،كما معلوم، في بيئة أساسها التخلف الإقتصادي والإجتماعي والسياسي،وهي سمة يتسم بها الواقع السوداني في مجمله.. وهنا يقع على عاتق الحكومة مسئولية جسيمة في إشاعة الحريات،وعلى المثقفين والأحزاب وحركات المجتمع واجب وطنى عاجل، قاعدته الأساسية أن يبقى الصراع سياسيا وإجتماعيا بوسائل سلمية في مناخ ديموقراطي، مبتعداً عن العصبية الاثنية والقبلية التي لا ترى إلا ما تراه القبيلة: هل أنا إلا من غَزِيَّةَ إن غوت غويتُ،وإن ترشدْ غزية أرشد ؟ أو ... :ويشرب غيرنا كدراً وطينا... ونجهل فوق جهل الجاهلين..نسأله تعالي ان يجنب السودان هذه المهالك،،،
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- ماذا حققت المعارضة بمقاطعتها الإنتخابات! بقلم/أحمد حمزة أحمد 03-09-15, 04:05 PM, أحمد حمزة أحمد
- المعارضة تناصح الحركات المسلحة؟– بقلم أحمد حمزة أحمد 12-21-14, 07:26 AM, أحمد حمزة أحمد
- مسئولية الحركات المسلحة في التمرد والسلام بقلم أحمد حمزة أحمد 12-14-14, 03:55 PM, أحمد حمزة أحمد
- النشاط الحزبي بين الدستور والقرار الجمهوري الأخير-بقلم أحمد حمزة أحمد 04-16-14, 06:54 AM, أحمد حمزة أحمد
- مفوضية حقوق الإنسان..ضرورة داخلية أم مظهر للخارج! بقلم أحمد حمزة أحمد 10-21-13, 07:01 PM, أحمد حمزة أحمد
- اليسار بين انقلابات السودان ومصر – بقلم أحمد حمزة أحمد 10-08-13, 05:32 AM, أحمد حمزة أحمد
- حظر جماعة الإخوان.. أو الصراع بآلة القمع! أحمد حمزة أحمد 09-27-13, 06:12 AM, أحمد حمزة أحمد
|
|
|
|
|
|