|
قال عبد الخالق لوردي أرجوك أبعد دمك من حزبنا بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
11:12 PM May, 12 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
(حاولت منذ تفرغي للعمل الثقافي بالحزب الشيوعي (1970-1978) أن "أهادي" الشيوعيين للرفق بالمبدعين فلا يجارطونهم بمحكمات سياسية سنينة وقطيعة وبفسالة. وكانت ذروة جهدي وثيقة "نحو حساسية شيوعية مبتكرة تجاه الإبداع والمبدعين" التي كتبنها في نحو 1975؟ أو ما بعده قليلا. وكنت رأيتهم "نجروا" في ود المكي بعد نشر قصيدته "فرح في حديقة عشب قديم" التي احتفى فيها بإتفاق أديس أبابا 1972 . وهو الاتفاق الذي نسبه الشيوعيون للإمبريالية ومجلس الكنائس وحاجات تانية. وخشيت كذلك أن يغلظوا على الطيب صالح الذي وشحه النميري وساماً ما فأغتبط الكاتب له وأثنى على "استنارة" الطاغية. وكان الفيتوري بتقلباته الذكية هو "أرنبة" مباحثي التطبيقية على ضوء "نحو حساسية". فدعوت، متى حاكموه في تقلباته النظامية (موقفه من النظم)، أن يفصلوا بين "صندل الشعر" و"جمر السياسة" (عبارة موفقة من ود المكي). فيعطوا الشعر حقه إعزازاً للشاعر كما قال لهم ماركس). وهذه كلمة من شغل تطبيق "حساسية" على الفيتوري نشرتها قبل سنوات: نشأ الجيل اليساري في الخمسينات والستينات على وحي الشاعر الثوري كبطل. يكفي أن الذي زكى لأكثرنا سكة اليسار هو الشاعر المصري كمال حليم بقصيدته المانيفستو "عيد ميلادي" التي قال فيها إنه لا يعرف لنفسه يوم ميلاد سوى ذلك اليوم الذي كافح فيه وأحب الكفاح. وقد سرت مسرى النار في أرواح شعراء الطليعة من مثل صلاح أحمد إبراهيم ومحمد عبد الرحمن شيبون. وما زلت اذكر يوم حدثني الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي عن السوداني الذي زاره في القاهرة وتلا عليه قصيدته "من أب مصري إلى الرئيس ترومان" التي حفظها عن ظهر قلب. كان الشعراء الثوريون يزاحمون منكباً بمنكب قادة الأحزاب الشيوعية. كان ما يكوفسكي نداً للينين. وكان إليوار الفرنسي في علو شأن توريز، سكرتير الحزب الشيوعي الفرنسي. وكان بابلو نيرود الأرجنتيني. وكان ناظم حكمت التركي. وربما نرد الشاعرية الطاغية في جيلنا اليساري إلى قدوة شاعر الثورة البطل. وهي شاعرية أفقرت إمكانياتنا الفطرية الأخرى في التنظير وبناء الإسترايجية لتفكيك تراكيب المجتمع ورسم التكتيك أي علم الثورة نفسه. أحاول منذ أسبوع وأكثر مراجعة ثورية الشاعر الفحل محمد مفتاح الفيتوري على ضوء نشيده "اصبح الصبح فلا الشجن ولا السجان باق". وكنت نبهت إلى أن الفيتوري لم يتورع عن مضاجعة نظام 17نوفمبر. وقصيدته في تحية مقدم انقلاب 17 نوفمبر 1958 مرفقة بهذا المقال لغرض التوثيق ولملاحظة أنها خالية من كل إشارة للواقعة التاريخية المخصوصة موضوع ثنائه مما يجعلها صالحة لكل تغيير سياسي في كل زمان ومكان تقريباً. وكتب الفيتوري في الخلاص من نظام عبود بثورة أكتوبر نشيده الذي شغل الناس وتٌكَلِب له شعرة السودانيين متى سمعوه. وعلمت ممن أثق في روايته أن الفيتوري قال في لقاء ما إنه لم يكتب النشيد خصيصاً للثورة بل كان قصيدة عمومية عن تحرر أفريقيا وغير أفريقيا من ذل القهر وافتضاح السجن. فهي قصيدة قديمة صادفت هوى في الأفئدة. فقد كانت القصيدة المناسبة في الوقت المناسب. وحليم أدى غشيم. وقد أسعدني أن لشاعر لم يزعم لنفسه موقفاً ثورياً يستثمر فيه عائد النشيد. ومما يؤسف له أن هذا النشيد قد دفع بالفيتوري إلى مصاف الشاعر الثوري بغير جريرة منه. فنجد الجمهرة اليسارية تحاكمه بهذا النشيد وآخر في رثاء عبد الخالق محجوب متى لم يتوافق مع توقعهم من الشاعر الثوري البطل. فقد طالب يساريون من الحكومة بعد انتفاضة أبريل 1985 أن ترد له مواطنته ودعته للخرطوم واحتفلت به أيما احتفال. ولم يلبث أن لبى الفيتوري دعوة لدولة الإنقاذ لتكريمه فأنقلب عليه اليسار وعد ذلك منه "سقوط في الرضى" من مقطع عذب للفيتوري نفسه. هذه الذبذبة حيال الفيتوري هو ما جنته على اليساريين عقيدة الشاعر الثوري البطل. وربما أدرك الأستاذ عبد الخالق بحدسه الأنيق فساد هذه العقيدة وأراد تداركها. فقد حدثني الأستاذ محمد وردي أنه في ريعان ثورة أكتوبر وكنوزها "التي انفتحت من باطن الأرض تغني" التقى بعبد الخالق وصارحه برغبته في الانضمام إلى الحزب الشيوعي. وقد راجعه عبد الخالق في طلبه ونصحه أن يبتعد ب"دمه" من حزبه الذي لم ينم عادة الرفق بالشعراء والفنانين. وقال له:"تدخل معانا يا وردي باكر يدوك جردل وبوهية عشان تكتب شعارات على الحائط وإن ما جيت بشكوا فيك بلاغ. نحن نحتاج إليك بالفعل كمغني ماهر." وربما استرجع عبد الخالق في نصح وردي بعض متاعب الشاعر صلاح أحمد إبراهيم. فقد استنكف كتابة الشعارات على الجدران وقال إن بوسعه أن يساعد الحزب في جبهة الفكر. فخرج عليه كاتب بجريدة الميدان الشيوعية يقول له يعني عاوز تعمل علينا لقمان الحكيم. وقد تمتع وردي بقدوة الفنان الثوري وحفت به قلوب اليساريين حتى غازلته الإنقاذ فطردته الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد من نوط "فنان الشعب" وسَقَطها. سيكون بيننا فنون ثوريون وشعراء أبطال. خذ عندك محجوب شريف. ونتمني من الله أن يكثر الله علينا من أمثاله. ولكن الدرس المستفاد هنا أن ثورية المبدع ليست قاصرة على جراءة موقفه السياسي. فهذا فرض كفاية. أما فرض العين فهو أن يحملنا لنرى العالم من حولنا بعيون جديدة تعيننا بفضل نورها الشعشعاني للنفاذ إلى خطة لخلق الوجود المغاير كما قال التيجاني يوسف بشير. وكفى. وهذا شغل لا ينقطع للمبدع في مادة العالم وشاغل لا برء للمبدع منه في إتقان أدواته.
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- الفيتوري: له في شعره شؤون بقلم عبد الله علي إبراهيم 05-10-15, 00:46 AM, عبدالله علي إبراهيم
- شارلي إبدو: من باريس إلى تكساس بقلم عبد الله علي إبراهيم 05-06-15, 05:49 AM, عبدالله علي إبراهيم
- السودانوية: الماء بالماء بقلم عبد الله علي إبراهيم 05-04-15, 06:16 AM, عبدالله علي إبراهيم
- حسن سلامة: بفوق بحي السوق بقلم عبدالله علي إبراهيم 04-21-15, 04:28 PM, عبدالله علي إبراهيم
- حسن سلامة الخاتي الملامة بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-17-15, 01:06 AM, عبدالله علي إبراهيم
- شيبون: كان فينا جملة مفيدة بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-15-15, 10:57 PM, عبدالله علي إبراهيم
- الإنجليز غفروا وحيرانهم كفروا بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-07-15, 02:16 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلامنا إتربا وحت دينا إتسبا بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-04-15, 11:21 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عدل الشريعة جعل جور الإنجليز مقبوح بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-02-15, 05:45 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الزين على إبراهيم: عطر رونيو ثورة 1964 بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-21-15, 08:30 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار والشريعة: هل "تخلف" الشريعة حق أم باطل استعماري؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-20-15, 01:56 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار والشريعة: وإذ أهدى الطريقين التي أتجنب بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-18-15, 05:41 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار و"تأنيث" الشريعة بقلم عبدالله علي إبراهيم 03-15-15, 06:29 AM, عبدالله علي إبراهيم
- ياللعار قتلوا الجار: لوممبا بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-12-15, 05:43 PM, عبدالله علي إبراهيم
- وا حلاتي دا مي عبد الله! بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-08-15, 10:03 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عبد الخالق محجوب واقع علي ود الترابي (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-07-15, 07:32 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عبد الخالق محجوب والترابي الجد بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-06-15, 05:29 AM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة: ونهج عبد الخالق محجوب (3-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-01-15, 06:47 AM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة: نهج عبد الخالق محجوب (2-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-26-15, 05:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة-الصفوة: نهج عبد الخالق محجوب بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-24-15, 10:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- 4-العقل الرعوي: لولا براعة الشبل بندر (4-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-22-15, 07:31 PM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (3-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-21-15, 01:07 AM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-18-15, 08:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (1-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-17-15, 01:40 AM, عبدالله علي إبراهيم
- المسلمون كأسنان المشط: قالها ماركس (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-14-15, 05:21 AM, عبدالله علي إبراهيم
- زيارة كارل ماركس المغربي العثماني للجزائر (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-12-15, 03:13 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء (الحلقة الخاتمة) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-08-15, 06:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء 3-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-06-15, 05:11 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-03-15, 10:25 PM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء 1-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-01-15, 09:55 PM, عبدالله علي إبراهيم
- سعودي دراج: الذكرى الجميلة لو تعرف معناها بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-31-15, 01:48 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير محكمة طه في 1985 : أخذت القانون بيدها للثأر بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-22-15, 05:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير ما هوية قضاة محنة الأستاذ طه (1985): قضاة شرعيون أم كيزان؟ بقلم عبد الله علي إبراه 01-21-15, 01:04 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود عبد العزيز الحوت: ما قبل الربيع السوداني بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-19-15, 08:20 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (الأخيرة) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-17-15, 06:43 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (7) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-15-15, 07:48 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-14-15, 07:18 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (5-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-13-15, 02:05 PM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير الجمهوريون: حقول الاستتابة 1985 بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-11-15, 11:30 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (4-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-10-15, 06:53 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير: طه في وحشة طريق الآلام (1974-1982) بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-08-15, 06:56 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (3-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-07-15, 06:00 PM, عبدالله علي إبراهيم
- أخطأت الميدان، وصَحّ عثمان ميرغني: السودنة الدامية بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-06-15, 06:06 PM, عبدالله علي إبراهيم
- بين رزق وبابو: يوم انحلت أمريكا من فرط الشقاق بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-05-15, 07:58 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-05-15, 05:59 PM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير : دراما محاكم الجمهوريين وقضاة الشرع بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-04-15, 07:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: في مناسبة مرور 57 عاماً على صدور العرب والسودان(1967)للدكتور يوسف فضل حسن 1-6 01-03-15, 09:19 PM, عبدالله علي إبراهيم
- اليوم نلعن أبو خاش راية استقلالنا بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-30-14, 04:46 PM, عبدالله علي إبراهيم
- تثقيف الغيرة على الحبيب المصطفى بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-28-14, 02:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
- جيل الفراشات الشيوعي: قريب الله الأنصاري بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-26-14, 06:49 AM, عبدالله علي إبراهيم
- صه يا كنار: سيوبر وطنية بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-24-14, 00:18 AM, عبدالله علي إبراهيم
- عثمان ميرغني: استقلال بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-21-14, 04:32 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستقلال: موت الأمل، موت الحلم بقلم عبد الله على إبراهيم 12-18-14, 05:08 PM, عبدالله علي إبراهيم
- وادي الشايقية ووطن الجعليين: هبوط إضطراري عبد الله علي إبراهيم 05-11-14, 07:23 AM, عبدالله علي إبراهيم
|
|
|
|
|
|