الطبقات مرة أخرى ! بقلم عماد البليك

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2015, 01:13 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطبقات مرة أخرى ! بقلم عماد البليك

    01:13 PM Mar, 15 2015
    سودانيز اون لاين
    عماد البليك -مسقط-عمان
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    لا يحكى





    بغض النظر عن كون كتاب الطبقات.. طبقات ود ضيف الله الذي ينسب للعالم محمد النور بن ضيف الله المتوفى في 1810م، والذي يعالج فيه مشهدا للحياة الاجتماعية السودانية في فترة الدولة السنارية (1505 – 1821م)، لاسيما حياة المتصوفة وأهل الذكر. بغض النظر عن كونه خرافة أو جهالة كما يرى البعض، فإن هذا الكتاب يعتبر إلى اليوم واحدا من أهم المراجع للحياة السودانية في تلك الفترة، لا بوصفه يعبر عن الحقيقة ولكن بصفته مجازا مرسلا للواقع في تلك الفترة "المهمة" من التاريخ السوداني والتي بدأ فيها تشكل الشخصية السودانية المهيمنة إلى اليوم في ملمح البعد الديني والتشبث بالانتماء العروبي وكذلك العقل الذي يجمع بين الحقيقة والمجاز أو الأسطورة والواقع.
    إن الإفادات التي يحاول أن يقدمها البعض مشككا في قيمة الكتاب العلمية أو ضحالته أو جهالته، ليس بذات أثر كبير إذا ما أخذنا الكتاب من قيمته السردية وليس من كونه وثيقة تاريخية بالمعنى المباشر. مع اليقين بأن التاريخ نفسه في نهاية الأمر ما هو إلا مرويات سردية تصور لنا مواقف وأحكام مبنية على ظرفيات كثيرة هي في محصلتها صورة المؤرخ أو الكاتب، فليس ثمة حقائق دامغة ونحن نتكلم عن التاريخ.
    ولنقل بمعنى آخر لكي نزيح البغضاء والعداوة عن هذا "السجل الوطني" فإن الطبقات هو سردية عن إنسان سنار وطبيعة الحياة في تلك الفترة وكيف كانت الناس تتعامل مع الدين والغيب والواقع، وهو مجال مفتوح يلقي لنا بالكثير من التصورات والأبحاث لو أنه تم الاشتغال على هذا المنظور بدرجة متعمقة من التأمل والبحث وليس مجرد المضي نحو اطلاق الإحكام غير المجدية أو المنصفة في أغلب الأحيان.
    إن مضامين أي نص، سواء كان يعالج التأريخ أو السرد لروح التاريخ، لا يعني بأية حال ذلك حقيقة النص، ولا يصور مواقف الكاتب بالمعنى السهل، أو يعكس الوقائع المفترضة بل أن ذلك يُلخص في فكرة السردية أو النصية المرسلة التي تعني كتابة مفتوحة باتجاه الزمان والمكان، وهذه الطريقة موجودة حتى في النصوص المقدسة حيث ينفتح النص المتعالي على التاريخ البشري وعلى الخلفيات والمواضعات ليصور لنا سير الأولين ويقدمها لنا دون أي إنحياز معلن.
    فالخرافة أو الأسطورة أو الميثولوجيات التي يتضمنها كتاب الطبقات لا تعني موقفا تاريخيا أو حقائق أو علوم يستند عليها، بل هي صور تعبر عن واقع علينا أن نراه كما هو بوصفه الأسطوري، ونعمل فيه ملكة التأمل إن وجدت بهدف المراجعات لتشكل تلك الشخصية وبناء الذات السودانية، لأن تلك المرحلة برأي كثير من نقاد الفكر التاريخي السوداني تظل مهمة جدا وإزاحة الكثير من الغييبات عنها و"الطبقات" أيضا.. أي التراكمات الحاصلة على المستوى الرأسي في الرؤية، لتباعد الزمن. كل ذلك سوف يخدم في تشغيل واقع أفضل للحياة السودانية.
    لقد تم الكلام كثيرا حول الهوية السنارية، وعن ضرورة العودة إلى تلك المرحلة بوصفها مفصل التكوين الحديث للدولة، وكانت مراحل ما بعد الاستقلال هي التي أشعلت لحد ملموس هذه النزعة التي توازن في التعاطي معها اليسار واليمين، فالإسلاميون كانوا ينادون بـ "سنار" (سنار موعدنا) بوصفها المرجعية والأصل والإسلام الذي يصورونه على أنه القيمة والمدنية والحضارة، واليساريون أو الليبراليون كذلك كانوا يرون في سنار صورة للدولة الحلم.. كما في تصورات محمد عبد الحي في "العودة إلى سنار".
    إن استرجاع صورة سنار ليست إلا يوتوبيا أو نوع من النوستالجيا التي قد لا يكون لها تأسيس عقلاني أو منطقي ما لم تتم مراجعات كبيرة جدا على صعيد هذا المشروع المنفتح باتجاه تاريخ قديم قبله، وبعده. فثمة إهمال لما وراء ذلك وأيضا لما بعده. وكأن سنار هي نقطة منقطعة عن التاريخ السوداني الذي في خلاصته هو حلقة متصلة ليس لها بداية بعينها.
    إن صورة المجتمع السناري كما في الطبقات، هي حقيقته التي علينا أن نعمل فيها النظر وهي جزء من التركيب الطبقي في العقل السوداني القائم إلى اليوم سواء على صعيد المفاهيمية الكونية أو النظر إلى العالم عموما، فمتشكلات الذهن الجمعي من تلك الأيام البعيدة، لا زالت تؤثر في مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية وحتى أنظمة الإنتاج الزراعي تقوم على الأبجديات نفسها التي جاء في كتاب الطبقات.. وود ضيف الله ليس مسؤولا عما حدث، بقدر ما هو ناقل وسارد لتلك الوقائع والأحداث والظنون.. وهذا لا يعفي بدرجة ما أن المؤلف له ملمحه داخل النص، وهذا يمكن تلمسه في أمور كثيرة مثل انتقاء الشخصيات الواردة في الكتاب، طريقة ترتيبها، اختيار القصص نفسها.
    فإلى الآن ولضعف المصادر والكسل البحثي وربما عدم الاهتمام وظروف الحياة، لا توجد دراسة حاولت استقصاء المسكوت عنه في كتاب الطبقات، هل هناك شخصيات بعينها أهملها ود ضيف الله ولم يشر إليها وهل خضع الترتيب للمدون لهم لأي اعتبارات شخصية أو سياسية أو مواضعات اجتماعية بعينها. كذلك ما هي الإغواءات أو المآثر التي كانت.. تجعل المؤلف يحكي قصة معينة ويغفل غيرها، كذلك مصداقية بعض الشخصيات وهل ثمة اختلاقات في بعضها، بمعنى أنها ليس لها حضور خارج النص؟!.. وهذا ما يقود في نهاية الأمر إلى الفكرة الأولى بخصوص أن الطبقات في النهاية لا يمثل إلا روحا سردية تستلهم التاريخ وليس تاريخا في حده ذاته. لهذا فإن التعاطي معه يجب أن يكون بشكل أكثر مرونة من كافة الأطراف المعارضين أو المتفقين مع الكتاب.
    وثمة سؤال يندرج في المسار نفسه فيما يتعلق بظروف كتابة هذا الكتاب وكونه بقي إلى اليوم حيا، وهل ثمة كتب أخرى منافسة له دونت وذهبت أدراج الرياح وما هي الأسباب؟ هل هو مجرد الإهمال أم أن هناك منطق وراء ذلك؟ والإشارة التي تفهم هنا هي الظروف التاريخية والسياسية بالتحديد، حيث نحتاج إلى دراسات أكثر قارئية في هذا الإطار للطبقات.. لاسيما معرفة مؤلفه ونسقه حياته ومواضعات السلطة في تلك الفترة.
    إن أي قراءة تاريخية لأي نص يجب أن لا تنفصل عن زمنه، وحتى لو أن النص يتعالى على التاريخ لأنه يخلد ويبقى ويظل كاشفا وتنويريا كلما تقدم الزمن، فإنه يظل لصيقا بحيثيات ومحايثات ذلك الزمن الذي كتب فيه، وهذا الإشكال لا يقف عنده كتاب الطبقات بل أغلب الآثار التراثية، في الكتب التي خلفها عدد من علماء السودان، فثمة مدونات كثيرة مهملة بعضها ما زال لم يصل للناس أو في أيد تتوارثه. وهذا يحتاج لفعل تثوير لنبش هذه الكنوز، لعل في إحيائها صورة أو مرآة للتاريخ المغلق.
    رغم كل ما قيل وما يقال عن سنار.. وعن الفونج.. وكل ما يدور من نقد وجدل، فالحقائق والصور العميقة لا تزال بعيدة..
    mailto:[email protected]@gmail.com






    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب


  • جهل كونديرا وفلسفة الاغتراب ! بقلم عماد البليك 03-12-15, 02:40 PM, عماد البليك
  • الانتقام الرباني ! بقلم عماد البليك 03-11-15, 01:44 PM, عماد البليك
  • أزمة النشر في السودان بقلم عماد البليك 03-10-15, 05:15 PM, عماد البليك
  • الفاسد والمفُسِد بقلم عماد البليك 03-09-15, 01:44 PM, عماد البليك
  • الاختلاف والهوية ! بقلم عماد البليك 03-08-15, 03:30 PM, عماد البليك
  • الـديستوبيا ! بقلم عماد البليك 03-07-15, 02:15 PM, عماد البليك
  • حقيقتي.. إرهابي ؟! بقلم عماد البليك 03-05-15, 12:37 PM, عماد البليك
  • الساحر ينتظر المطر ! بقلم عماد البليك 03-04-15, 02:01 PM, عماد البليك
  • سعة الأحلام وعبادة الصبر ! بقلم عماد البليك 03-03-15, 03:47 PM, عماد البليك
  • عن سليم بركات والكرمل وعوالم أخرى! بقلم عماد البليك 03-02-15, 10:39 PM, عماد البليك
  • وزارة الفلسفة! بقلم عماد البليك 03-02-15, 05:32 PM, عماد البليك
  • صناعة الوهم ! بقلم عماد البليك 02-26-15, 03:02 PM, عماد البليك
  • سينما.. سينما !! بقلم عماد البليك 02-25-15, 01:40 PM, عماد البليك
  • واسيني والمريود بقلم عماد البليك 02-24-15, 02:57 PM, عماد البليك
  • المدن الملعونة ! بقلم عماد البليك 02-22-15, 01:26 PM, عماد البليك
  • نهاية عصر البطل ! بقلم عماد البليك 02-19-15, 01:24 PM, عماد البليك
  • ما وراء الـتويوتا ! بقلم عماد البليك 02-18-15, 01:24 PM, عماد البليك
  • حوار مع صديقي مُوسى ! بقلم عماد البليك 02-17-15, 04:44 AM, عماد البليك
  • شياطين الحب وأشياء أخرى ! بقلم عماد البليك 02-15-15, 02:12 PM, عماد البليك
  • الحداثة المزيفة وما بعدها المتوحش بقلم عماد البليك 02-14-15, 03:32 PM, عماد البليك
  • ما بين السردية السياسية والمدونة الأدبية بقلم عماد البليك 02-13-15, 01:31 PM, عماد البليك
  • قوالب الثقافة وهاجس التحرير بقلم عماد البليك 02-11-15, 01:50 PM, عماد البليك
  • لا يُحكى..أزمة السودان الثقافية بقلم عماد البليك 02-10-15, 05:15 AM, عماد البليك
  • لا يُحكى فقر "سيتوبلازمات" الفكر السياسي السوداني بقلم عماد البليك 02-09-15, 05:13 AM, عماد البليك
  • عندما يُبعث عبد الرحيم أبوذكرى في "مسمار تشيخوف" بقلم – عماد البليك 07-26-14, 08:31 AM, عماد البليك
  • إلى أي حد يمكن لفكرة الوطن أن تنتمي للماضي؟ بقلم – عماد البليك 07-06-14, 00:32 AM, عماد البليك
  • المثقف السوداني.. الإنهزامية .. التنميط والدوغماتية 07-02-14, 09:33 AM, عماد البليك
  • بهنس.. إرادة المسيح ضد تغييب المعنى ! عماد البليك 12-20-13, 03:08 PM, عماد البليك
  • ما بين نُظم الشيخ ومؤسسية طه .. يكون التباكي ونسج الأشواق !! عماد البليك 12-16-13, 05:11 AM, عماد البليك
  • مستقبل العقل السوداني بين إشكال التخييل ومجاز التأويل (2- 20) عماد البليك 12-05-13, 06:01 AM, عماد البليك
  • مستقبل العقل السوداني بين إشكال التخييل ومجاز التأويل (1- 20) عماد البليك 12-02-13, 04:48 AM, عماد البليك























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de