|
ملاسنات كشف المستور..! - بقلم يوسف الجلال
|
03:57 PM Feb, 10 2015 سودانيز أون لاين يوسف الجلال - الخرطوم-السودان مكتبتي في سودانيزاونلاين
لا يملك المرء - حيال ما يجري من ملاسنات بين المؤتمر الشعبي وحركة الاصلاح الآن - سوى أن يتعجب من "حالة" نكران "الحالة" الفكرية من قبل كلا الطرفين. أو أن يندهش من حالة "التملص" من التاريخ السياسي، وركله بحذاء متسخ، على نحو ما يفعله الطرفان حالياً.
انظر الى الاصلاحيين والشعبيين – كليهما – ستجد أنهما ظهرا في "مظاهير" من يخلع عنه رداء الانتماء السياسي، ومن ينزع عنه "هناديم" القناعة الفكرية. بل ستصل الى حقيقة واحدة، هي أن كلا الحزبين قام بمعايرة الطرف الآخر بالمشاركة في انقلاب الإنقاذ..!
والناظر بعمق الى الملاسنة التي تجري - حالياً - بين بعض قادة المؤتمر الشعبي وحركة الاصلاح الآن، سيتيقن بأن الطرفين قاما بالبصق على تاريخهما، في خطوة تُقوِّي من الأحاديث القائلة بانتفاء المبدئية لدى أكثرية منسوبي حركات الإسلام السياسي. وفوق ذلك كله، ففي الملاسنة إقرار صريح بخطأ انقلاب الإنقاذ، الذي أورد السودان موارد مؤذية. مع ان منسوبي الشعبي والإصلاح الآن، اذا سألتهم عنه في ظروف طبيعية، فإنهم يتمترسون في خانة المنافحة والدفاع عن الانقلاب، لكن كما هو معلوم فإن اختلاف اللصوص يُظهر المسروق.
الثابت، أن بعض "قروبات الواتساب"، ظلت تشتعل بحالة متصلة من السباب السياسي، وتضج بسيل غير منقطع من تبادل الاتهامات، بين منسوبي حركة الاصلاح الآن والمؤتمر الشعبي. أما مكمن الأذى والأذية، فإن حالة العراك اللفظي بين الطرفين، لم تشتمل على مساجلات رصينة. وليتها كانت كذلك، إذ ان القارئ – ربما - يجد فيها ما يفيد. لكنها انحصرت في استتفاه كل طرف لصنيع الطرف الآخر، دون ان يدروا انهم ثبّتوا كل ما كنا نقوله في سابقات الأيام، عن الأخطاء التاريخية التي وقعت فيها الإنقاذ.
الشاهد، أن كمال عمر يُعد القاسم المشترك الأعظم في ملاسنات الإصلاحيين والشعبيين. ونحن بدورنا نجد له العذر، إذ أنه يتصرف – سياسياً – كما لو انه كادراً طلابياً. ويفكر بطريقة أقرب الى اركان النقاش منها الى الفعل السياسي الناضج، كما قال الجميل "حسن إسماعيل" في أحد أقواله. وإن كان حسن يرى مبرراً لذلك، على اعتبار أن كمال عمر لم يكن من نجوم اركان النقاش، ولم يكن من فرسانها، لذا فهو يحتاج لأن يعيش تلك المرحلة، ولو في سنوات متقدمة من عمره السياسي.
الأكيد، أن حركة الاصلاح الآن ينطبق عليها حديث كمال عمر، حول انها شريك أصيل في ما حاق بالبلاد. وفي هذا من حق كمال عمر ان يُباهي بأن نصيب حزبه من الإدانة أقل، لكونهم نفضوا أيديهم مبكراً من الجريرة السياسية، بينما تمسك بها قادة الإصلاح الآن، ممن قال أحدُهم "إن فصله من المؤتمر الوطني أمر ليس خطيرًا، لأن الأرزاق بيد الله". وهذا لا يفضح الرجل وحده، وإنما يكشف طريقة تفكير غالبية منسوبي الحركة الإسلامية الذين ينتسبون إلى الحزب من باب التكسب المادي.. فتعجب يا صاح..!
نُشر بصحيفة (الصيحة)
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- الحكومة الالكترونية و أشجار العشر والمسكيت و اكوام القمامة خطوط متوازية لا تلتقي ابد بقلم صلاح حمزة 22-01-15, 01:29 PM, صلاح الدين حمزة
- خمسة و خمسة نصيحة للسيد والي الخرطوم بقلم صلاح حمزة - باحث 15-01-15, 12:42 PM, صلاح الدين حمزة
- الاحتفال بمناسبة ذكري الاستقلال - احلام و اماني بقلم صلاح حمزة 15-01-15, 05:22 AM, صلاح الدين حمزة
- الاحتفال بمناسبة ذكري الاستقلال - احلام و اماني بقلم صلاح حمزة 30-12-14, 06:00 PM, صلاح الدين حمزة
- قياداتنا و العولمة/صلاح الدين حمزة 24-09-14, 02:36 PM, صلاح الدين حمزة
- سمنار الفيدرالية والبناء القومي -أديس ابابا/صلاح حمزة باحث 14-09-14, 01:59 AM, صلاح الدين حمزة
- الشذوذ الاداري والدروشة/صلاح حمزة 11-08-14, 02:50 PM, صلاح الدين حمزة
- مشاكل الوطن و الشذوذ الاداري ومتفرقات عن الكارير والكرور و الكنكشة بقلم / ماهر إبراهيم جعوان 17-07-14, 11:23 PM, صلاح الدين حمزة
- تبصير الأنام بأسباب الإعتداء على المال العام/صلاح الدين حمزة 03-07-14, 01:46 PM, صلاح الدين حمزة
|
|
|
|
|
|