71728657 إن إعدام شعب بأكمله تارة بالتجويع، وتارة بالحديد والنار، وتارة بالفيتو والضغط على أعضاء مجلس الأمن- هو كلام نبوي بالنسبة للشعب العربي الفلسطيني يُنبئ بقيامه ترتكز في جوهرها على الإيمان بالحياة من خلال الموت، وهذا ما تعنيه كلمة فلسطيني بحد ذاتها و كفي بالاسم تعريفا،و هو انتصار الحق الذي عرّفه الرئيس أبو مازن أكثر من مرة في أكثر من موقع أنه الإنسان الذي يدفع الموت كفدية (إرفع رأسك فأنت فلسطيني). إن المسألة هذه بالنسبة للشعب العربي الفلسطيني هي دائماً نهضة من الموت وبواسطة أن هذا الخيار للموت من أجل حياة جديدة فلسطينية خالصة.. هو خيار يُميز الأخلاق الفلسطينية كما يُميز الوجود والنظرية، والنظرية الفلسطينية حلم كبير ولعنة كبيرة تحمل في طياتها مستقبلاً حقيقياً. إن الذي يجري على مسرح الشرق الأوسط، والمشرق العربي بصورة خاصة ليس مصادفة تاريخية، ليس جنوناً فردياً. بل ضرورة صهيونية إستعمارية جامعة شاملة يُراد إعلانه بالديمقراطية. الديمقراطية الامريكية ديمقراطية الدم والجثث والدمار، والتي تعني بداية للحرب التي لم تنقطع على الشعب العربي الفلسطيني. لقد سقطوا في قبضة العدو الوطني، وباعوا الوطن والقرار للإمبريالية الاميركية – الصهيونية باسم الديمقراطية، وحتى صكّ البيع كان معقداً وذليلاً حتى وصلوا في فلسطين، وكل الأرض العربية الى نهاية الصفحة فقلبوها، وبدأت حرب الإبادة الحقيقية ضد الجماهير. الآن هناك حرب تم تحويلها الى ذباب القاذورات، والموتى، ومواد أولية حرب إخراج الشعب العربي من المسرح وتحويله الى شراذم، وطوائف، وقبائل همجية هكذا يريدون تجديد التاريخ كما في المختبرات ومصحات الامراض العقلية. المسألة ليست وجود فلسطين، بل هو وجود إسرائيل ليس علينا أن نثبت شرعية وجود فلسطين، بل علينا أن نلغي (اللاشرعية) المطلقة التي إسمها إسرائيل، المسألة ليست تصلباً دون جدوى. ليست تصلب الشرايين لحظة الموت، لكنها جدل التاريخ الذي لن يتوقف، والهدنة المؤقتة الوحيدة الممكنة هي إنسحاب إسرائيل دون قيد أو شرط حتى خط الرابع من حزيران 1967، ومرونة ديناميكية من المتحجرين الذين يتنعمون بسياسة طفولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة