|
الطاقة النفسية الجبارة بقلم ماهر إبراهيم جعوان
|
ما أحوج أمتنا إلى من يأخذ بأيد أبنائها لاستغلال طاقاتها البشرية ومواهبها وينميها ويستخدمها ويوظفها توظيفا مثاليا ينفع الله به البلاد والعباد بالعدل والإنصاف وإيتاء الحقوق ثم باكتشاف طاقتها النفسية المهدرة والمعطلة والخاملة والتي لو أتيحت لها أسباب النهوض والاستيقاظ والنشاط لعادت أمتنا إلى سابق عهدها ومجدها وعزها وخيراتها ولتعافت مما هى فيه من ضعف وخور يجمع المربون على أن التهيئة النفسية الحقه تساهم في وضع فسيولوجيا الأفراد في أعلى حالات التأهب من أجل إنجاز المهام المكلفين بها بنجاح ( لا توجد نتائج قوية بدون فسيولوجيا قوية ) ويقول أنتوني روبينز ( تعد الفسيولوجيا أقوى أداة لدينا لتغيير حالاتنا من أجل النتائج المبهرة ) وهذا ما حدث يوم بدر حيث خرج صلى الله عليه وسلم يهيأ أصحابه ويحرضهم فرفع المعنويات وغير حالتهم النفسية فأشار إلى مصارع القوم وألح على الله في الدعاء وأعطى التهيئة وقتها الكافي قائلا (والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة) فأقبل الجند، وأدبر الخوف من قلوبهم، وكان الانجاز الذي وصل معدله إلى 300% تقريبا، إذ استطاع 314 أن ينتصروا على 1000 وهزموهم هزيمة نكراء رغم قلة العدد والعدة وهذا ما حدث مع سلمه بن الأكوع حين اختاره صلى الله عليه وسلم لتسلق جبل بني لحيان لكشف كمائن العدو على الجبل لتأمين الجيش من المفاجآت موضحا صلى الله عليه وسلم أنه ليس بين هذا الذي سيصعد الجبل في الليل البهيم وبين مغفرة ذنوبه إلا صعود الجبل والإتيان بخبر القوم فيقول سلمه (فرقيت الليلة الجبل مرتين أو ثلاث) وهو معرض للموت أو القنص أو الأسر في أي لحظه فكان المستهدف انجازه صعود الجبل مرة واحدة وهذا يكفي ولكن معدل الانجاز تحقق بنسبة300% يقول أ/ الغضبان (أي جني هذا الذي يصعد الجبل وحده ثلاثة مرات لا يعرف الرعب سبيلاً إلى قلبه( فلا مجال للفجوة ولا للخطأ ولا للفشل مع التحفيز والتهيئة ووضوح الرؤية وها هو حذيفة بن اليمان ينجح ب100% في الإتيان بخبر القوم ولم يخرق الإستراتيجية العامة للنبي صلى الله عليه وسلم (السلمية المبدعة) ولم يحدث فيهم حدثا برغم البرد الشديد والرياح العاصفة والظلام الحالك والخوف الشديد من أن يقوم من مكانة وما أن ظهر فجر الأجر إلا وهان عليه مشقة التكليف (اضمن لك العودة والجنة) ومحمد بن مسلمه قائد العمليات الخاصة يقوم بمشهد تمثيلي ولا أروع ويأتي برأس الكفر كعب بن الأشرف فأخذ الإذن وانطلق إليه وسط قبيلته وقطع رأسه 100% امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وسيف الله المسلول يخرج بالجيش في ملحمة بطولية عسكرية فذة تدرس كأرقى خطط القتال رغم صعوبة الموقف وقله العدد فالمسلم يقابله 67 مشرك 3000 مقابل 200000 في مؤتة نتائج مبهرة ولا أروع نفوس قويه لا تقهر أرادة وعزيمة لا تغلب و(نعيم بن مسعود) في الخندق إنما أنت رجل فخذل عنا فأستخدم العقل والحيلة والمكر في فض التحالف الآثم بين اليهود والمشركين وزرع بينهم الشقاق وعدم الثقة فكان تخلخل الأعداد وتفرقهم و(أبو جندل بن سهيل) يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ويل أمه مسعر حرب لو أن له رجال) وهو وحده ومأسور بين رجلين من المشركين فيتغلب عليهم 200% فيقتل أحدهما ويفر الأخر ويجمع حوله أمثاله فتقوم الدنيا على قريش ولا تقعد وتهدد مصالحها الاقتصادية وسمعتها الدولية وتطلب هى تغيير البنود الظالمة بالاتفاقية ويكون ذلها من حيث أرادت العزة وفقرها من حيث أرادت الغنى وضعفها من حيث أرادت القوة إذا لابد من استفراغ الطاقات النفسية ببراعة التحفيز وقوة الترغيب وحسن التهيئة حتى تهضم النفوس والعقول أهمية العمل وضرورتيه وأثره في الحياة وبعد الممات
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|