|
نحلم بكاودا والعالم من حولنا يحقق أحلامه بقلم عمر الشريف
|
حضرت تلك الايام المجيدة من شهر ربيع الأول لعام 1436هـ بوطنى الغالى الجميل بأهله وأرضه وطبيعته الخلابة ، كانت أيام حلوة تبعث السرور والمحبة وتشرح الصدور فى نفس كل سودانى ، أيام يعيش فيها المسلم بكل جوارحه عظمة الخالق سبحانه وتعالى ومحبة نبيه الكريم محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام . أيام تلهج فيها الالسنة بذكر الله سبحانه وتعالى وتضىء المساجد والميادين بنور الهدى وشوق اللقاء. ونصر الدين والنبى الكريم عليه الصلاة والسلام . أيام تنشرح فيها الصدور وتدمع فيها العيون بسماع سيرة المصطفى صل الله عليه والسلام ، رغم ما يوجد فى تلك الايام من بدع وتقاليد لا تمت للاسلام بصله لكن تحس محبة الله ورسوله فى القلوب وتشاهد دموع الفرح والشوق تنزل من العيون صادقة نسأل الله أن يجعل أيامنا كلها محبة وإخلاصا لله ورسوله الكريم .
سبقت تلك الايام أيام الاستقلال المجيد تلك الايام التى ضحى فيها بسلاء وشهداء الوطن بأنفسهم وأموالهم نصرا للدين ومحبة فى الوطن وأهله ليكون منارة عالية بين الدول وقد حافظوا على بلادهم وأهلهم وعلاقاتهم وكرمهم وطيبتهم حتى عهد قريب ، لم نسمع فى تلك الايام بمواطن ترك وطنه للبحث عن لقمة العيش ولا للعلاج ولم نسمع بأغاثة ولا قوات أممية ولا حركات تمرد ولا معارضة غير وطنية حتى صُنفنا بأننا الدولة والشعب المميز بين الدول والشعوب , كانت كثير من الخلافات العربية وبعض العالمية تحل داخل بلادنا . أين نحنوا الآن من تلك الايام ؟؟
اليوم أزمة معيشة - أزمة تعليم - أزمة ضمير – أزمة أخلاق - أزمة صحة - أزمة أراضى – أزمة مواصلات – أزمة غاز – أزمة حكومة – أزمة معارضة – أزمة سياسة خارجية – أزمة رياضة – أزمة مياة – أزمة كهرباء – أزمة تنمية . كلها أزمات ونحن مازلنا نتحدث عن تحرير كاودا وعن الحوار الوطنى وعن الانتخابات . مشكلة تحرير كاودا تعلم بها القوات المسلحة ومشكلة الانتخابات هى مكررة والنتيجة محسومة اما مشكلة الحوار الوطنى الذى أخذ أكثر مما ينبقى ولم نصل الى نتيجة صعب أن ترضى البشر جميعا . كم من معارض وحركة مسلحة وكم من ولاية وكم من حاضرة أو محافظة وكم من قبيلة . كيف نجتمع مع الصادق والترابى والميرغنى ونترك باقى الاحزاب الشمالية وكيف نجتمع مع مناوى وعرمان والحلو وحسنين وعقار وهم مختلفين مع بعضهم . السودان الذى نال منه الاعداء والجبناء والمنافقين يصعب أن يجمعهم صالون عزاء واحد كما كان ولا حفلة غناء واحدة لكثرة الفنانين والسياسيين المعارضين . خوفنا أن نكون مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان – أحزاب وقبائل وفصائل ومنظمات حتى نتحارب من أجل الدين والعقيدة مثل الشيعة والسنة فى تلك البلدان والعياز بالله . نريد قوات تخاف الله وتخلص للوطن ونريد حكام يخشون الله فى السر والعلن ويرحمون ويعدلون لشعبهم ونريد موظفين يحاسبون أنفسهم قبل حساب الخالق ونريد مواطنين يتحلون بصفات المؤمنين يشدوا بعضهم بعضا . أخلاقهم وكرمهم أخلاق نبيهم عليه الصلاة والسلام وشجاعتهم شجاعة عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وسخائهم سخاء عثمان بن عفان وعدلهم عدل عمر بن عبدالعزيز، يتمسكون بدينهم وتوحيدهم مثل أل ياسر حتى نعيد للوطن مكانته ونعيد للمواطن كرامته .. ونحرر كاودا ونجتمع فى ظل صيوان واحد ونحقق أحلامنا مثل باقى العالم .
مكتبة عمر الشريف
|
|
|
|
|
|