|
الجيش والجيش الموازي بقلم samih aldabi
|
مازال يعتقد كثير من السودانيين الذين يقولون انهم لا يحبون نظام المؤتمر الوطني ان الجيش السوداني يمكن ان ينحاز الى جانب الشعب في اي لحظة ويراهنون عليه ، ينسى هولاء ان الجيش السوداني صار مؤدلج بفكر الاسلامويين السودانيين وانه يحارب من اجل الشريعة الاسلامية حسب فهم المؤتمر الوطني او ما يسمى المشروع الحضاري وما به من ثوابت ومبادئ المؤتمر الوطني وليس الثوابت الوطنية التي تصب في مصلحة البلاد والمواطنين وهذا شئ لا يحتاج لتفكير انظر لخطاب التعبئة من اكبر مسئول الى اصغر مسئول باي لجنة شعبية باللجان الشعبية بالاحياء تجدهم يرددون ان حي على الجهاد وان الدين في خطر ونحن فداء الدين والشريعة هل الدين في خطر ام الوطن هو الذي في خطر. اين الجيش والياته عندما يحل موسم الفيضانات والسيول كل عام اين الجيش وسلاحه الطبي وشباب شارع الحوادث يقدمون الخدمات بلا مقابل للمواطنيين اين الجيش وامداده واطفال الشوارع والنازحين في المعسكرات يموتون من البرد اين الجيش و المحتل المصري يمنع دخول المسئولين حلايب جيش يحارب في جبناء وعملاء حسب قولهم ولم يحقق انتصار يسحق التمرد طيلةالخمس وعشرين عاما الاخيرة ماذا كان سيفعل اذا حارب شجعان وغير عملاء وهل سيعوض الجيش ما يدفع له خصما على ميزانية التعليم والصحة . هذه حرب خاضها جيش المؤتمر الوطني وتسببت في فقر الشعب وغنى اسر المؤتمر الوطني وقادة الجيش وتسببت في تشريد الشعب السوداني وخلقت مآسي لا تحصى ولا تعد في في كل بيت سوداني جنوبا وشمالا غربا وشرقا . يعتقد هولاء الذين ما زالوا يؤملون في الجيش ان الحرب الاخيرة في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ليس لها مبرر وان الترتيبات الامنية متفق عليها مسبقا وفق ما جاء في نيفاشاوي فوت عليهم ان الترتيبات الامنية اغفلت وضع الجنود الشماليين في جنوب السودان الذين لم يتم اختيارهم ضمن الوحدات المدمجة لذلك كان لابد من التفاوض لوضع تصور لحل تلك المعضلة وهذا ما كان قد بدا التفاوض حوله بالفعل بين الحركة الشعبية شمال والمؤتمر الوطني ولكن كعادة الحكومة وخرقها الدائم لكل اتفاق حاولت نزع سلاح الجيش الشعبي بالقوة باعتبار ان ذلك امر بسيط بالنسبة لهم وان الجيش الشعبي شمال صار ضعيفا بعد انفصال الجنوب ولكنهم تفاجاوا بمقاومة شرسة يتجرعون بسبب تسرعهم ذلك الهزائم تلو الهزائم ويجعلهم في حالة من الهذيان بدخول كاودا والصلاة فيها وتدور ماكينة الكذب ومشغلها اسحق احمد فضل لله باطلاق اشاعات النصر وموت القادة الميدانيين والسياسيين للحركة و ويفوت عليهم ايضا هل اذا سلمت الحركة الشعبية سلاحها واندمجت في الجيش هل سيسلم الدفاع الشعبي والمجاهدين سلاحهم ايضا هذا ما لا يفوت على كل ذو فطنة فالمؤتمر الوطني لديه من القوات الاخرى الموازية للجيش التي تجعل من الجيش مكانا للاستيداع و مكانا للاختبار والتمحيص والتاكد من ولاء الضباط بغرض تصفية وفلترة واعادة صياغة للافراد وتصعيد من يتاكد من ولائه لجهاز الامن الوطني التي صار وزارة دفاع موازية ، واحالة كل من يتشكك في ولاؤه وخضوعه لجهاز الامن للصالح العام . وقعت الحكومة حتى الان اكثر من اربعين اتفاقا مع حركات المقاومة المسلحة كلها فشلت بسبب الترتيبات الامنية التي لا تريد الحكومة احتواء القوات المسلحة السودانية على رتب كبيرة من خارج مثلث حمدي . مكتبة حيدر احمد خيرالله
|
|
|
|
|
|