|
الصين الصديقة .. سياسة متوازنة ومصالح مشتركة بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
mailto:[email protected]@msn.com
*في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي كنا أكبر مجموعة من الصحفيين والاعلاميين السودانيين في زيارة لجمهورية الصين الصديقة، من مختلف المؤسسات الصحفية والاعلامية التي كانت محدودة ومعروفة في ذلك الوقت، الصحافة والأيام والاذاعة والتلفزيون ووكالة السودان للانباء. *كنا خمسة عشر صحفياً واعلامياً برئاسة التجاني الطيب - وكالة السودان للأنباء - عليه رحمة الله، وكلفنا بإردتنا الحرة شيخ ادريس بركات - من الصحافة - ليكون سكرتيراً للشؤون الحياتية ، وكان من أبرز اعضاء الوفد طه عبد الرحمن ومحمود أبوالعزائم عليهما رحمة الله من الاذاعة وفضل الله محمد والكاركاتيرست عزالدين عثمان - عليه رحمة الله - من الأيام وحامد وافي عليه رحمة الله من "سونا"وعوض الله سليمان من صحيفة القوات المسلحة والشفيع والعتباني من التلفزيون ومعنا ثلاثة من ابناء دولة جنوب السودان أذكر منهم حسب الذاكرة جورج كواناي. *اتيحت لنا زيارة معظم انحاء الصين، حيث وقفنا على تجارب حية مثل الزراعة على مدرجات الجبال في داتشاي، وتجربة الاطباء الحفاة، و تجربة الصحفيين والاعلاميين الميدانيين في المصانع والحقول، وشهدنا بعض المنجزات الكبيرة التي أتيحت لنا فرصة زيارتها. *كانت الصين قد خرجت لتوها من معركة داخلية انتصرت فيها على من اسمتهم في ذلك الوقت ب "عصابة الأربعة" حسمتها لصالح الانفتاح التدريجي على العالم والعولمة والعصرنة، إضافة للثورة الثقافية التي نقلت الصين من حالة الانغلاق الايديولوجي الى رحاب التعامل المتوازن مع الغرب وهي تستصحب معها كامل إرثها الحضاري العريق. *ظلت الصين بإرثها الحضاري ونهجها السياسي حريصة على تأمين متطلبات العدالة الاقتصادية والاجتماعية في الداخل، وموجبات تعزيز علاقاتها الخارجية المتوازنة دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين مهما كانت درجة القرب منهم. *استمرت هذه السياسة المتوزانة داخلياً وخارجياً تميز علاقات الصين الخارجية، تعززت هذه السياسة في الآونة الاخيرة وهي تنفتح أكثر على العالم وأفريقيا خاصة ومع السودان بصفة أخص دون تدخل في الشؤون الداخلية في شؤون هذه هذه الدول. *نقول هذا بمناسبة زيارة الوفد الصيني رفيع المستوى بقيادة وزير خارجية الصين وانغ يي لبلادنا في ظل علاقات متطورة بين بلدينا تعززها مصالح اقتصادية مشتركة لصيقة الصلة أيضا بعلاقة السودان مع الجارة الشقيقة دولة جنوب السودان. *لذك لم يكن من المستغرب أن تتضمن زيارة الوفد الصيني للسودان المشاركة في الاجتماع الذي عقد أمس بالخرطوم لتسوية أزمة الفرقاء في دولة جنوب السودان، اضافة للمباحثات السودانية الصينية التي تهدف لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين السودان والصين في شتى المجالات. *اننا اذ نرحب بالوفد الصيني الزائر برئاسة وزير خارجية الصين وانغ يي نؤكد ثقتنا في الدور الايجابي الذي يمكن أن تؤدية جمهورية الصين الصديقة لدفع الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل في بلادنا وتعزيز خطوات التوافق السوداني الأهم لتأمين الاستقرار وبناء مستقبل السودان، إضافة لدورها الايجابي المنتظر لمحاصرة تداعيات أزمة الفرقاء في دولة جنوب السودان لتحقيق السلام والاستقرار وموجبات البناء الوطني للجارة الشقيقة دولة جنوب السودان. كلام الناس مكتبة بقلم نورالدين مدني
|
|
|
|
|
|