|
وقفة مع الذات العامة بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس mailto:[email protected]@msn.com
*مضى عام من حياتنا ليضاف إلى الأعوام الماضية ويخصم من باقي عمرنا في هذه الفانية، لابد أن يحاسب كل منا نفسه على ما ضيعه في الزمن الماضي، وأن يفتح صفحة جديدة يستفيد فيها من أخطاء الماضي ويبني على الخبرات الايجابية. *لا داعي لشغلكم بالوقفة مع الذات الشخصية، فهذا شأن خاص .. فقط أذكركم بضرورة مثل هذه الوقفة وقد دخلنا في عام جديد، نسأل الله أن يجعله عام خير وبركة وفتح جديد في حياتنا، نجتهد فيه بعون الله ومشيئته كي نحقق الذي لم نستطع تحقيقه في السنوات الماضية. *لكن لا يمكننا إغفال مجريات الأحداث العامة التي أيضاً تلقي بظلالها الايجابية والسالبة على حياتنا الخاصة، لذلك لابد من وقفة مع هذه الذات العامة التي نعيش فيها وتؤثر بصورة مباشرة في مجريات حياتنا الخاصة. *للأسف فإن مجريات الحياة العامة من حولنا مربكة ومحبطة، ليس فقط بسبب استمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة التي تلقي بظلالها السالبة على مجمل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والأخلاقية والنفسية، وإنما أيضاً بسبب المواقف الضبابية التي أضعفت الارادة السياسية وأدخلت السودان في متاهات ومسارات متقاطعة على الصعيدين الداخلي والخارجي. *هذه المواقف الضبابية المتناقضة في كثير من الأحيان جعلت الحراك السياسي حتى داخل حزب المؤتمر الوطني يفقد البوصلة، وكذلك داخل بعض الأحزاب الأخرى، الأمر الذي جعل المواطنين يعيشون في حيرة وقلق بشأن مستقبل السودان في ظل استمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة. *إذا أخذنا الاختناقات الاقتصادية على سبيل المثال، نجد أنفسنا أمام حالة شاذة من فقدان البوصلة، تتجسد في استمرار إنفلات الأسعار وشح الحاجات الأساسية بما في ذلك الأدوية، ولعل ما حدث في سوق الغاز في اليومين الماضيين يقف دليلاً على هذا الخلل المعيب. *ألا يكفي هذا لينبه أولي الأمر في الحكومة والمؤتمر الوطني إلى خطورة ما آل إليه الحال في ظل استمرار السياسيات القائمة، التي تستوجب مراجعة جذرية لاعادة ترتيب البيت السوداني الذي يمكن أن يسع الجميع إذا جد العزم وخلصت النوايا عبر التوافق الوطني المنشود، بعيداً عن المحاولات الفوقية لفرض الواقع المأزوم وإعادة إنتاج الأزمات بإجراءات متعجلة قبل الاتفاق القومي للخروج من دوامة الخلافات والنزاعات والاختناقات المتفاقمة. كلام الناس مكتبة بقلم نورالدين مدني
|
|
|
|
|
|