|
طاغية السودان يحيك الدستور على مقاسه بقلم عبد الفتاح عرمان
|
mailto:[email protected]@psu.edu تولت بدرية سليمان، رئيسة لجنة التشريعات في المجلس الوطني- بالأحرى مجلس شوري المؤتمر الوطني- لجنة التعديلات الدستورية، وعمدت المذكورة إلى حياكة التشريعات الجديدة على دستور السودان الإنتقالي لعام 2005 كحياكتها للملابس في مشغلها الخاص. إذ نفذت كل التعديلات التي أمرها بها الديكتاتور عمر البشير، حيث كرست التعديلات التي أدخلت على الدستور السلطة في يد الطاغية البشير عبر إعطاءه حق تعيين ولاة الولايات عوضاً عن إنتخابهم كما كان في السابق. علاوة على ذلك، تم إعطاء جهاز الأمن والمخابرات سلطات الإعتقال والتحقيق وتحويل قوات الجنجويد- إسم الدلع قوات الدعم السريع- إلى قوة أمنية معترف بها تتبع لجهاز الأمن الذي يخضع لإمرة الرئيس مباشرة. وكما هو معروف أن دستور السودان الإنتقالي لعام 2005 في المادة 141 حصر مهمة جهاز الأمن في جمع وتحليل المعلومات وتمليكها للجهات المختصة، ولكن بعد التعديلات الجديدة أصبح جهاز الأمن يمتلك قوة موازية للجيش السوداني- إن وجد. صحيح أن الديكتاتور البشير قام من قبل بعزل ولاة منتخبون وتعيين بدلاء لهم، وفوق ذلك عمد إلى تأسيس ولايات جديدة لخلق مناصب لمعاونيه. إذ قام من قبل بعزل والي القضارف المنتخب كرم الله عباس، وعيَن مجرم الحرب أحمد هارون، والي جنوب كردفان الذي فاز بالإنتخابات المخجوجة في2011 وتعيينه والياً لولاية شمال كردفان التي فصلت على مقاسه. وإقتفى جهاز الأمن والمخابرات أثر الديكتاتور البشير الحافر بالحافر عبر تجاوزه لصلاحياته التي حددها له الدستور ومارس الإعتقالات، التعذيب، القتل والتحقيق مع السياسيين، الناشطين والصحافيين ضارباً بالدستور عرض الحائط، واذا كان الطاغية بالدف ضارب فشيمة جهاز أمنه الرقص!. الديكتاتور وجهاز أمنه يسعون إلى تقنين وضعهما النشار والإحتماء بالدستور، ولكن الدستور الذي تقوم بخياطته بدرية على مقاس البشير وجهاز أمنه لن يحفل به أحد، وسوف يزيد الإحتقان في الساحة السياسية الملتهبة أصلاً. وحسن فعل الديكتاتور وصحبه عبر تلك التعديلات الدستورية التي تكشف عن خدعة حوار (الوثبة) الذي كان يحاول قادة النظام الإختباء خلفه لتمرير تلك التعديلات والدخول في إنتخابات معروفة حصيلتها سلفاً للتجديد لرأس الإخوان المطارد من قبل محكمة الجنايات الدولية. يا سادتي، صحف النظام تضرب أكباد الطائرات لتنقب عن دعارة بنات السودان في دبي بالإمارات العربية المتحدة حيث قيل أن بعض بنات وطننا مسحن بكرامة بلادنا الأرض! في الوقت الذي تغض فيه صحف النظام الطرف عن الفاعل الحقيقي الذي دفع بهن إلى دبي عبر شبكات دعارة يديرها محسوبون على النظام الإسلاموي في الخرطوم. يا سادتي، إن الذي مرغ بكرامتنا الأرض في مشارق الأرض ومغاربها هو الديكتاتور البشير حينما أعطى الأوامر لجيشه وأمنه وجنجويده بممارسة سياسة الأرض المحروقة في دارفور، جبال النوبة ودارفور، وإغتصاب الدارفورية- وحديث الغرابية الذي ورد على لسان الترابي ليس ببعيد. يا كرام، الذي جعل إسم السودان إضحوكة على كل لسان هو رأس النظام الذي صدت المملكة السعودية طائرته من أجوائها حينما هم بزيارة إيران. والذي بعثر بكرامة بلادنا مهد الحضارات الأرض هو ذاته الديكتاتور الذي فصل الجنوب ليبقي على عرش السلطة. يا سادتي، الذي مرغ كرامتنا في الأرض هو شيوخ السلطان الذين حللوا القروض الربوية لحكومة الديكتاتور وحرموا الإحتفال برأس السنة الميلادية! وصار حالهم مثل الذين أحلوا دم الحسين بن علي وخافوا أن يبطل دم الباعوض صلاتهم!. يا سادتي، أكبر داعر وماجن موجود في القصر الجمهوري وليس في دبي.. وبلاش الكلام المغطغط وفاضي وخمج.
|
|
|
|
|
|