|
إحباط وتفاؤل واحand#65275;م مشروعة .. !! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
منصات حرة
* حالة إحباط عارمة جداً تحيط بنا فيما يخص الوطن ، حالة تجعلنا في حالة شلل تام وعدم إحساس بلون وطعم الأشياء أحياناً ، ( علم ) السودان مثand#65275; ، and#65275; ادري لماذا and#65275; نستطيع أحياناً حمله بأيدينا والتلويح به في اتجاه السماء ، هناك حاجز قوى يقف بيننا وبين الإحساس بالإنتماء للعلم واحترامه والوقوف اجand#65275;لا وتقديراً في حضرته ، وهذا الاحساس دون شك له اسباب موضوعية جداً اولها الشعور القوي بان العلم مغتصب وand#65275; يرفرف بحريه ، وتحمله الأيادي الآثمة التي ترفعه نفاقا ، ويمكننا ان نتصور عندما نرى علم السودان موضوعاً في لوحة سيارة او بجانب زجاجها الخلفي او موضوعا في لوحة دراجة بخارية and#65275; تحمل ارقام ، ماهو الإحساس الطبيعي في تلك اللحظة ، دون شك جميعنا مر بهذا الإحساس الذي and#65275; يصعب وصفه ، حتى عادة وضع علم السودان على المكاتب and#65275; نجدها الا في الشركات الحكومية والتابعة للحزب الحاكم ، كل شي مرتبط بالعلم اصبح منفرا لدرجة الشعور بعدم الإنتماء لهذا العلم ، لانه بكل بساطة تحمله ايادي غير امينه وand#65275; تحترمه وتستغله بإسم الوطنية ابشع استغand#65275;ل ، ومن الطبيعي جداً ان يحس كل وطني غيور بعدم الأمان عندما يراه يرفرف فوق المباني الحكومية او على السيارات والدراجات البخارية وهذا الإحساس هو الذي يولد عدم الرغبة في حمله والتلويح به في إتجاه السماء وترديد نشيد العلم .. !!
* لم يتوقف الإحساس بالغربة فقط تجاه العلم ولكنه امتد ليشمل حتى الأغاني والأناشيد الوطنية والإحساس بغربة غريبة تجاهها ، فهذه الأناشيد في زمن مضى كانت تجد تفاعلاً منقطع النظير من أبناء هذا الشعب ، وكان الجميع يتوحد في حضرتها لاحساسهم العميق بانها تعبر عنهم وعن تطلعاتهم لدرجة ان يوصف كاتبها بشاعر الشعب ومغنيها بفنان الشعب ، ولكن اليوم اندثرت كل هذه المفاهيم لان الكلمات اصبحت and#65275; تعبر عن الواقع والفن اصبح يباع ويشترى ، والأناشيد الوطنية يؤديها الفنانون أمام السدنة والانقand#65275;بيين ، تخيلوا ان تسمع ملحمة اكتوبر على تلفزيون السودان او ان يتغنى البعض باكتوبر في حضور من كتبت ضدهم وand#65275; عزاء هنا للتاريخ ، هكذا رويداً رويداً تم افراغ الوطنية من محتواها الحقيقي عن عمد واختلط الحابل بالنابل .. !!
* اليست الوطنية آنساتي سادتي هي ان يحترم الجميع هذا الوطن من موقعه وحيث كان ، ان يحترم الموظف وطنه بالأمانة والمحافظة على الأموال العامة والقيام بواجباته على اكمل وجه ، اليست هي ان يحترم شرطي المرور الشارع العام ويسهل لأصحاب المركبات السير بالتوجيه والنصيحة ، أليست هي ان يكون الرئيس صادقاً مع شعبه والوزير محافظاً للأمانة والنائب البرلماني معبراً عن تطلعات واشوق المواطن الذي وضعه ممثand#65275; له ، اليست الوطنية ان نحلم جميعاً بالحرية والسيادة الوطنية والديمقراطية والكرامة ، اليست هي ان نتفائل جميعاً بالتغيير نحو الأفضل ، نعم .. من الطبيعي ان يشعر اي وطني غيور بالإحباط نحو الوضع الحالي بكل تفاصيله السيئة ، وان يحلم بالتغيير وان يتفائل ما امكن بمستقبل أفضل وغد مشرق بالأمل والحب والأمان والتقدم والتطور والرفاه ، وستظل الاحand#65275;م مشروعة طالما هناك وطن يعيش بدواخلنا لم تشوه صورته بعد ونتمنى ان نعيش فيه يوماً كما نحب وكما تهوى قلوبنا .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة منصات حرة مكتبة بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
|
|
|
|
|