|
إنتخاباتهم سروال بلا تِكة.. بقلم عثمان محمد حسن
|
· أنتم الآن أيها السادة تعيشون الحالة البيزنطية بكل سفسطاتها و منزلقاتها.. أقول لكم.. راجعوا حساباتكم كلها كلكم.. دون استثناء.. حساباتكم فيها( عوار) مخل.. لأنكم تبتغون الجلوس حول مائدة مستديرة تدور بكم كما ( الروليت الروسي).. و رصاصة واحدة على الرأس منكم ( شختك.. بختك).. و تتصارع أجندة كل حزب منكم ضد أجندات الأحزاب الأخرى.. و تظل مأساة السودان ( تتسكع) في الهامش بينما المساومات تحتدم بينكم.. و ربما تحركت أيدٍ خفية للضرب تحت الحزام.. في ( وثبة) نوعية على الكرسي.. ( وثبة) باطشة لأقصى حد..
· و لا تزالون في جدل حول ( مكان) الحوار و ( موعد) وضع الحسابات ( المجردة) على الطاولة.. بينما الانفجار الكبير شجر يتحرك داخل المدن.. و في أطرافها.. و في القرى.. نراه بلا حاجة إلى ( زرقاء اليمامة).. و وميض النار يكتسح الرماد الحار الذي كان يدفنها.. و حريق ساحق نكاد نراه بالعين المجردة ( دون الاستعانة بصديق)..
· و مع ذلك ينبري مسئول هوايته الانكار، ليعلن أن كل شيئ مستقر.. و أن كل شيئ تحت السيطرة.. و أن حزبه أقوى حالياً من أي وقت مضى.. و كأنه لا يرى ما نرى.. و كأننا نحدق في الوطن من خارج الوطن.. ربما لأنه لا يشاركنا الاكتواء بمآسي هذا الوطن..
· و كل شيئ يتأرجح في الهواء.. فوق رؤوسنا كسيف ( ديموقليس) مربوطاً بخيطٍ واهٍ قابل للانقطاع متى هبت ريحٌ على الصبر الحاجز لانفجار المعاناة المقيمة في البيوت الموشحة بالكمد منذ أمد..
· العدل خاصم الحقوق .. و تم إعدام المساواة بحبل ( التمكين) المتين.. و ما تبقى من كِلا الحسنيَّيْن أضحى حبيس أضابير من نسوا أن " كل من عليها فان.." .. فظلوا يعضون بالنواجذ على كل شيئ بعد أن وضعوا أيديهم على كل شيئ.. و يصرخون كالطفل ( الهمباك): " ده بتاعي.. و داك كمان بتاعي.. كلو بتاعيييي.. كلو!"
· لكن أصحاب الحقوق لا يريدون أن يتركوا حقوقهم تحت رحمة نهر اللاعودة سريع الجريان.. سريع تغيير تضاريس ( الأراضي).. خاصة و الأحداث تتسارع دون اتجاهٍ كالبوصلة متذبذبة الإشارة بحكم إحاطة حقول المغناطيش بها من أركان الدنيا الأربعة..
· و الاصرار على المضي قدماً في حقل من الألغام بزعم أن الحكومة الحالية قد حملها إلى الكراسي صوت الجماهير الذي بحَّ.. مؤشر على أن الانتخابات القادمة سوف تسير على درب أختها السابقة متأبطة نزاهة ( إخوة يوسف ) في سيارات و أموال.. و جميع أدوات تسيير الدولة السودانية.. و ربما يبصم على النزاهة مركز ( كارتر) و بعض المراقبين المحليين و الدوليين و هم (ما ناقشين).. و مهما يكن الأمر, فإن هكذا نتيجة سوف تحفز للانفجار على ظاهر الأرض Explosion .. انفجار مثل ال Big bang يطال بعنف باطن الأرض Implosion” " فيتشقق الباطن و الظاهر.. و يتشرذم السودان.. دويلات فاشلة داخل دويلات فاشلة.. و ربما غير الحدث إنسان السودان و حوله إلى شيئ آخر..
· لذلك عليكم الاسراع بالاتفاق على الجلوس دون ( همبكة).. و أن تبحثوا عن أنجع السبل للحؤول دون الانفجار الكبير- و دعونا من ( خرخرة) الانتخابات التي هي أشبه بغسيل الأموال لإثبات شرعية.. ( حكومة شرعية بعد إنقلاب- مهما طال الزمن- زي سروال بلا تِكَّة.. و لا بقيف!)
|
|
|
|
|
|