|
لماذا رفض التفاوض مع نظام الخرطوم ؟ 2 ___3 بقلم الحافظ قمبال
|
بناء علي ما ذكرنا في الجزء الاول من هذه السلسله ووفقا للعنوان اعلاه فان رفض التفاوض مع نظام الخرطوم اصبح من بديهيات الامور لدي الهامش السوداني ؛ كل الانظمه التي تسلطت علي شعوب الوطن عقب خروج المستعمر الاجنبي والتي يعتبر المؤتمر الوطني امتداد محكم لهم ادمنت تلك الانظمه ايجاد الحلول الجزئيه لازمات الوطن بكل تعنت ومدركين مآلاتها وذلك لضمان استمرارهم في سدة الحكم مستغلين غواء بعض ابناء الهامش الذين يفضلون الوظائف الشكليه والمال علي كرامتهم الانسانيه سواءا كانت الاتفاقيات التي وقعت بشان اقليم الجنوب (قبل استقلالها) وبشان دارفور واقليم شرق السودان وجبال النوبه والانقسنا والجزيره وكردفان ....الخ كلها اتفاقيات جزئيه وثنائيه لا ترقي لمنزلة انهاء المشكله جزريا ؛ وما لا يعرفه البعض ان حركة \ جيش تحرير السودان بقيادة الرفيق عبدالواحد نور منذ نزولها في ساحة النضال الوطني لن تكن تواقه للحلول الجزئيه لان حل ازمة الوطن لن تكن محصورة بعد في شغل الوظائف فقط وهي الوتيره التي ظلت تتبعها كل الانظمه المتعاقبه ؛ المشكله والازمه الحقيقيه في وطننا السودان لن تكون في الاقاليم المذكوره آنفا انما كل مشاكل الوطن محصوره في العاصمه الخرطوم الذي يديرها الصفوة من ابناء الشمال النيلي وهم الذين صنعوا وصدروا تلك الازمات واطلقوا عليها مسميات مختلفة ؛ ما يدور في السودان هي حالة طبق الاصل لواقع جنوب افريقيا سابقا اي سياسة التمييز والفصل العنصرين الذي ضحدهما المناضل الراحل نيلسون مانديلا ورفاقه بنضالاتهم الصامده وكانوا عازمين للحل الشامل الذي يضع حدا لاستعباد شعبهم رغم الاغراءات التي عرضت عليهم بقبول الحلول الجزئيه ؛ عدم الاعتراف بانسانية ووطنية الاخر المشار اليه اعلاه من قبل ابناء الشمال النيلي بثقافته وحضارته والتي هي سر نضالي لان الثقافه جزء من معطيات الاعتراف بالاخر المختلف لانك اذا لن تقبلني بعاداتي وتقاليدي وزي وفنوني ولغتي .... الخ كالذي يريد والد الاولاد ويرفض الاولاد وهي ثاني ازمه في وطننا . معظم شعوب كوكب الارض منذ الازل قادت حروب منها ما هي لاسباب موضوعيه كالدفاع عن اراضيهم واقتصادهم ومنها ما هي عبثيه كحرب الداهس والغبراء التي امتدت زهاء الاربعين عاما وحركة داعش في العراق الذي لا زالت تحصد ارواح الابرياء بسبب انتماءاتهم الدينيه ؛ لكن ما تقوده الان حركة التحرير بقيادة عبدالواحد نور في القرن العقلي هذا هي حرب من اجل الكرامة الانسانيه الذي يفتقدها ابناء الهامش السوداني منذ عهد المحتل البريطاني الي يومنا هذا وهي حق غير قابل للتفاوض والتساوم . ما يتطلع عليه حقيقة العاقلين من ابناء الهامش السوداني هي اعادة صياغة الهيكله العموميه للوطن السوداني وفقا لتنوعها دون اقصاء لاحد علي اساس دينه او عرقه او لونه او جهته ...الخ ؛ وفي تقديري ما تقوم به الصفوه في هذه الايام هي تهيئة اسباب هزائمهم طالما لا معني للهزيمه عند الهامش ولن يترك العاقلين منا استمرار القريب في استعبادهم اسوة بما فعله يوزرسيف(يوسف) بشعب مصر وان اختلفت الاسباب والامكنه ؛ الحافظ قمبال 2--3 mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|