|
مهرجان البركل ...!! بقلم الطاهر ساتي
|
: ومن إحدى مناطق الحرب، يتصل الزوج بزوجته حزيناً و دامعاً : (بعد فطرت مع أصحابي في بيت نوال كنا منتظرين الشاي لمن هجموا علينا المتمردين فجأة، وثلاثة من أصحابي ماتو في نفس اللحظة و الرابع مات الليلة، وأنا مضروب في الرأس والصدر والبطن، وحالتي حرجة والمنطقة محاصرة، وطالبك العفو والعافية و تخلي بالك على العيال، وتسددي ديوني و..)..قبل أن يكمل الوصية، تقاطعه الزوجة بغضب : (نوال دي منو ؟)..!! :: وهنا - بمروي وكريمة - يسأل الزملاء بعضهم ثم المسؤولين، منذ أسبوع، عن الجهة التي تقف وراء فكرة (مهرجان البركل الثقاقي السياحي الدولي)، وإن كانت صاحبة الفكرة - وكذلك الجهة المنفذة - ولائية أم مركزية، أم أن الفكرة والتنفيذ مبادرة شخصية؟..فالكل يسأل بعضهم، ومع ذلك الكل في حيرة من أمرهم بعد أن استعصت عليهم الإجابة، وكذلك استعصى عليهم فهم مواقف المسؤولين بالولاية من المهرجان..!! :: نعم، تفاصيل المهرجان مهمة، و لكن الإجابة على سؤال (نوال دي منو؟)، أيضاً مهمة..فالشاهد أن حكومة الولاية لم تساهم بجنيه في تكاليف المهرجان..بل، بعض محلياتها - محلية مروي - تستغل الحدث وتتحصل رسوماً من الباعة وستات الشاي بساحة المهرجان التي كانت (صحراء)..وكذلك بعض محلياتها رفضت استضافة بعض مناشط المهرجان، وعلى سبيل المثال كان تبرير معتمد محلية البرقيق الرافض (من الأول ما ختونا في الصورة، وما عارفين عنو حاجة)، أو هكذا مواقف سلطات بالولاية ..!! :: والأغرب من كل هذا، ووزير الثقافة بالولاية - الدكتور حقوقي محمد الفاتح أبوشوك - لم يُخاطب ضيوف وجماهير المهرجان في ليلة الافتتاح التي شرفها رئيس الجمهورية، وإن كان هذا تغييب خطابه أمراً قد يكون هذا أمراً طبيعياً، فما معنى ألا يرد ذكر اسمه هذا ووزارته - لا بالخير ولا بالشر - في كل خطب الذين خاطبوا الرئيس والحشد الجماهيري في ليلة الإفتتاح..فالمهرجان ثقافي، ووزير الثقافة - من باب الواجب - ظل يشكل حضوراً دائما بموقع المهرجان، ومع ذلك (أقصوه)، لماذا؟.. ربما لموقف حكومته من المهرجان، إذ كان موقفاً أقرب إلى (اللامبالاة)..!! :: المهم، تكاليف المهرجان تتجاوز (3.500.000 جنيه).. دفعت منها شركة التأمينات (500.000 جنيه)، وإتحاد المصارف (600.000 جنيه)، وكذلك والي الخرطوم (250.000 جنيه)، ثم الشركة السودانية للاتصالات (120.000 جنيه)، وبنك النيل (100.000 جنيه)، وزارة المالية الإتحادية 2.000.000 جنيه).. وشركة دال بالخيام والمسارح والمياه ومواد عينية ..تلك هي أهم الجهات الداعمة للمهرجان، وأكبرها وزارة المالية الاتحادية..!! :: واللجنة التي يرأسها الفريق الشرطة عبد الرحمن حطبة هي التي تشرف وتنفذ كل مناشط المهرجان عبر لجانها الفرعية..ويبدو أن هذه اللجنة لم تشرك كل محليات الولاية في كل مراحل التخطيط، ولذلك اعتذرت بعض المحليات عند التنفيذ، وكذلك تفاجأت حكومة الولاية بالحدث ثم تعاملت معه كـ(أمر واقع)..ولهذا كان - ولا يزال - سؤال الزملاء لبعضم وللمسؤولين : من يقف وراء هذا المهرجان؟.. أما الإعداد والمناشط و الأهداف - والإيجابيات والسلبيات - غداً بإذن الله .. !!
|
|
|
|
|
|