|
|
 الحكم الذاتى فى منظور شعب النوبة !! وبين حرب الوكالة وتداعياتها بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين
|
الحكم الذاتى هو حق شرعى وقانونى يسمح للأقليات قيادة شوؤنها وحماية مصالحها المشتركة. تمكين الاقليات المشاركة فى المجلس التنفيذى و التشريعى بعدل. هناك نوعان اساسيان من الحكم الذاتى. الاول الحكم الذاتى اقليمى والثانى حكم ذاتى لمجموعة ثقافية. ناخذ الحكم الذاتى الاقليمى الذى يمكن ان ياخذ شكل الفدرالية كالذى موجود الان فى نيجيريا وكندا. الحكم الذاتى الاقليمى يمكن ان يتحقق فى اى منطقة فى الارض.عندما تكون الاقلية التى تطالب بالحكم الذاتى الاقليمى الفدرالى مركزة فى اقليم واحد داخل دولة واحدة وان تكون هذه الاقلية هى الغالبية المكونة لذلك الاقليم. الحكم الذاتى الاقليمى هو تحويل السلطات بصورة مكثفة الى الاقليم وحكومته. فمن خلال هذه السلطات التى تم نقلها الى ذلك الحكم الذاتى سيمكن الاقليم وحكومته من جمع الايرادات من خلال الضرائب وايضا التدابير الملزمة لأعضائه. التعليم الاولى والثانوى مسؤولية حكومة الاقليم ايضا. كما ستسلم حكومة الحكم الذاتى الاقليمى باستمرار الحولة المالية من السلطات المركزية لانه حق شرعى وقانونى. كل اركان نظام الحكم الذاتى الاقليمى ومؤسساته ستكون راسخة لممارسة مهام الحكم الذاتى وتأمين الوظائف واعمال المجلس التنفيذى والتشريعى و القضاء والخدمة العامة. بهذا المنهاج هو تمكين الاقليات الاخرى القاطنة الاقليم المشاركة وممارسة حقوقها بالتساوى. يجب على الاقليات فى كل مكان فى العالم ان يدلوا بدلوهم فى القرارت السياسية الكبيرة التى لها تاثير فى حياتها لانها جوهرية فى حماية حقوقها. اهل الارض الاصليين لهم الحق القانونى والشرعى فى المشاركة فى القرارت السياسية وكما الحياة العامة. لان الغاء وابعاد اهل الارض الاصليين والاقليات الاخرى من القرارت السياسية والاجتماعية له انعاكس سلبى كبير فى حياتهم. الثمن الذى يدفعه المجتمع جسيم بالنسبة لتكلفة الاقتصاد ومعها فقدان الفرص بسبب التطاحن الداخلى الدموى فى سودان اليوم مثلاً. التمثيل جوهر ألة المشاركة لتمكين سماع اصوات الاقليات فى اجساد والهياكل الرسيمة للدولة. و التمثيل هو تاكيد على الاعتراف الايجابى لحق الاقليات لأخذ مكانتها فى العمليات السياسية فى الدولة ونفوذ تاثيرها على سياساتها. لان غالبية الانظمة الديمقراطية فى العالم يتم تكوين حكوماتها على اساس التمثيل. فلذلك فان الاقليات سوف تتمكن من الاستمرار فى تاثير فى تكوين المجلس التنقيذى والتشريعى و ايضا ضمان حق عضويتها فيه. فحتى لو كان ممثلي هذه الاقليات لم يصبحوا جزءاً من الحكومة, الا انهم قادرين على لعب دوراً مهماً فى العملية السياسية كجزء من المعارضة. كما ان قييم التمثيل للاقليات يتوقف على العوامل بدلاً عن الارقام. من الممكن على ممثلين اقلية فى اقليم اعطاء ممثليهم دور خاص فى عملية التشريع. مثال لذلك اعضاء من اسكتولندا فى البرلمان البريطانى مهمتهم النظر فى اى مشروع قانونى يتعلق بسكولندا مباشراً, فلذا يجب قراءة هذا التشريع مرات ومرات حتى يطمئنوا على انصافه ونزاهته وشفافيته. فاما نظام الحكم الذاتى الذى كان سائداً فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق يوغسلافيا بالتحديد لم يخلق انسجام سياسى وثقافى بين الاقليات العرقية الاخرى لانها وضعت حدود حادة ضدهم. ولكن احيانا لايمنع منح الحكم الذاتى لمجموعة او جماعة على مسائل محدودة كالثقافة واللغة والدين. حتى اذا لم تكن تلك الاقلية المركزة جغرافيا فى الاقليم مثالاً لذلك المسلمين فى الهند والمجموعة اللغوية فى بلجيكا والمجموعات الوطينة فى الميجر. الحكم الذاتى الاقليمى او الحكم الذاتى لمجموعة يمنح الحق فى تشريع المسائل الادارية ولكن مع استثناء السلطات الوطنية. ولكن مع ذلك يبقى الاختلاف كبير بين الحكم الذاتى الاقليمى والحكم الذاتى لمجموعة ثقافية او جماعة دينية لان المسائل محدودة ومحصورة ومحدودة. لا تتمتع بصلاحيات بصورة واسعة كما فى الحكم الذاتى الاقليمى لأقلية مركزة فى اقليم واحد وادخل دولة واحدة. فجبال النوبة احسن مثالاً لذلك, لان مشاركة شعب النوبة فى الشؤون العامة انه ادرك رئيسى لهويته سينبثق شعور قاطع على امتداد جماهير النوبة بانها جزءاً من الحكومة او الدولة , لانه جوهرى لحماية مصالحها وايضا سيفتح الباب على مصراعية لممثلى الحكم الذاتى الاقليمى لأى اقلية المشاركة فى سلطة المجلس التنفيذى والتشريعى. لان ذلك سيساعد على ابلغ صانعى القرار بهموم الاقلية ثم يؤدى ذلك بدوره الى صنع قرار عادل ومنصف. حقوق اهل الارض منحهم القانون فى ملاحقة حقوقهم التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحرية. كما يضمن لهم مبدا تقرير المصير ثم الحكم الذاتى الاقليمى فى المسائل الداخلية والشؤون المحلية التى تضم الانشطة السياسية الاجتماعية والثقافية وكما الاعتراف بحقوقهم الجماعية والحق فى الحفاظ على خصوصيتهم الثقافية. هذه الافكار كونت مبدا التفاوض بين النظام الحاكم فى الدولة و شعب الارض الاصيل فى صيغة الحكم الذاتى الاقليمى الفيدرالى الذى يرضى طموحاته وتطلعاته. لان مقاصد واهداف الحركة الشعبية شمال وامينها ياسر عرمان لاتتفق ولا تنسجم مع اهداف وطموحات ومصالح النوبة لان الاختلاف واضح فى المواقف والمنطلقات بين شعب النوبة والحركة الشعبية وقادتها. الحركة الشعبية ادخلت السلاح الى جبال النوبة لأبادة شعب النوبة حيث فقدت جبال النوبة اكثر من 600,000 من الرجال والنساء والاطفال الى الان. لا ننسى ايضا الاطفال الذين تم تجنيدهم قسراً الذين يفوق عددهم اكثر من 7000 طفلاً الى الجنوب, وايضا الرجال والشباب الذين تم تجنيدهم فى قوات الجيش الشعبى فى الجنوب يفوق عددهم 20,000 رجلاً كدروع لدولة الجنوب كل ذلك على حساب انسان جبال النوبة المغلوب على امره. فلذا لم يكن من الممكن ان تكون الحركة الشعبية الممثل لشعب النوبة ولا الاطار الامثل لمستقبله. ياسر عرمان الذى لايملك الحق ولا الشرعية فى تمثيل شعب النوبة, ولا التفاوض باسمه فالسؤال الذى يطرح نفسه لماذا لم يذهب ياسر عرمان و أهله الجعليين ومعهم الشايقية والمساليت لمحاربة نظام المؤتمر الحاكم فى الخرطوم ويتركوا النوبة وشأنهم. ولماذا لم يشعل الحرب فى مناطق الجعليين والشياقية؟ ولماذا لم يحرك الجعليين اهله والشياقية بالقيام بأنتفاضة شعبية لأسقاط النظام الحاكم فى الخرطوم ويتولى السلطة المتباكى عليها؟ ياسر عرمان الذى دبر المكائد ودس الدسائس لشعب النوبة فى اسمرا ومصوع لايهمه النوبة حتى لو قضى نخبهم جميعهم, بقدر ما يهمه مصالحه الذاتية. شعب النوبة له الحق فى ان يختار الطريقة التى يريد بها التمثيل والمشاركة فى السلطة التنفيذية والتشرعية من خلال الحكم الذاتى الفيدرالى ضمن السودان الموحد سياسيا وجغرافيا, وليس ياسر عرمان الذى يحدد مصير ومستقبل شعب النوبة. يكفى ان الحركة الشعبية سبب خراب ودمار و تمزيق وتقسيم جبال النوبة وانسانها انه لأذى وضرراً كبير يصعب تفسيره. يجب على شعب النوبة وبالاخص ابنائه منسوبى الحركة الشعبية ابعاد ياسر عرمان وغيره من السيطرة والقيادة و الحركة الشعبية واجندتها المدمرة التى لم تخدم مصالح شعب النوبة, الا مصالح الانتهازيين النفعيين. اخيراً اقول لياسر عرمان شعب النوبة ليس غبياً وليس اعمى وليس أخرس ايضا, بل قادر ان يسمع ويرى. ياسر عرمان يريد ان يوظف الدين كورقة اخيرة لايقاع الفتنة بين شعب النوبة, ولكن هيهات وهيهات ان الدين لم يكن مشكلة شعب النوبة يوما ما. فجبال النوبة فيها المسلم وفيها المسيحى وفيها الاحائى, عاش شعب النوبة مع بعضه البعض لأكثر من خمسمائة عام فى جبال النوبة دون ان تقع بينه فتنة دينية او قبيلة الى الان وسيبقى كما هو الى يوم الدين. لو لا الحركة الشعبية الجسم الغريب على جبال النوبة لما حدث ما يحدث اليوم لشعب النوبة من ولايات ومن سيطرة وهيمنة ياسر عرمان وغيره عليه. فما كان لشعب النوية ان يقاتل لصالح اجندة لاتخدم مصالحه وطموحاته وتطلعاته, الا مصالح الحزب الشيوعى الذى يريد بلوغ مقاليد السلطة من على ظهر شعب النوبة الابى. نتحدك يا ياسر عرمان ان كنت اكثر ذكاء او مكر او تأهيل من ابناء النوبة. سيبقى شعب النوبة ضمن السودان الواحد والموحد سياسيا وجغرافيا. لان الشعوب الاصلية لا تنفصل ولا تهجر أرض اسلافها لانها هويتهم الوطنية. اكرر سيبقى شعب النوبة فى السودان ما بقيت الحياة. كيفما كان ابناء شعب النوبة تقع على عاتقهم مسؤولية المفاوضات من البداية حتى النهاية وليس ياسر عرمان. فلك يا ياسر عرمان ان تتذكر جيداً بان شعب النوبة أولاد البلد الاصليين.
حتى لقاء اخر
|
|
  
|
|
|
|
سليم عبد الرحمن دكين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست