|
الفساد السياسى افشل اكتوبر وابريل بقلم حسن البدرى حسن /المحامى
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ان فساد الدولة السودانية لم يولد اليوم بل هو امتداد حقيقى لفساد جبهة الهيئات او القوى الحديثة وفساد الجبهة المتحدة التى من ضمنها كانت الحركة الاسلامية التى اغرقت السودان تماما فى الفساد الى اخمس قدميه حتى قضت على الاخضر واليابس ولحقت ايضا بالاخلاق لانها فجرت فى خصومتها السياسية وحتى لحقت بالسلوك العام للمواطن السودانى وعليه, على اجيال اليوم واجب قومى كبير فى العمل بالاولوية فى اجتثاثه (اى الفساد) حتى اصبح صفة ملازمة للحكم فى السودان يجب التخلص منها اولا ثم بعد ذلك يكون التفكير فى محاولة قيام ديمقراطية حقيقية ينعم بها شباب اليوم ومن بعد انتخابات ديمقراطية سليمة لان المواطن فقد المصداقية تماما فى ان تدير حكومة الامر الواقع الحالية شئون السودان الذى لم يتبق منه الا اشلاء والذى اصبح لا لون له ولا طعم ولا رائحة, الحقيقة اصبح السودان لا لون له ولا طعم ولا رائحة لان السودان الذى ورث من اكتوبر التى كانت حصاد جهاد مدنى قاده الطلاب والمهنيون والعمال وقطاعات البورجوازية الصغيرة وبعض من الاحزاب التى ركبت موج الجهاد المدنى الاكتوبرى ولكن بالرغم من كل ذلك الحصاد السليم الا ان فساد القوى الحديثة التى كانت تعرف ب(جبهة الهيئات)التى اشرفت على تشكيل حكومة انتقالية اسهمت هذه الحكومة فى صياغة برنامج سياسى لها ولكن للاسف الشديد تدثر هذا البرنامج بادبيات الحزب الشيوعى السودانى الذى كان مسخا افقد اكتوبر طعمها لان اليسار كان له حضورا كثيفا فى فعاليات جبهة الهيئات ومناوراتها السياسية مما سبب انفجارا سياسيا ادى الى تكوين الجبهة المتحدة التى ضمت عضويتها الوطنى الاتحادى والامة والشعب الديمقراطى وجبهة الميثاق (الجبهة الاسلامية القومية او الانقاذ فيما بعد)وكانت هذه الاحزاب المتحدة تمثل تطلعات القوى التقليدية والحركة الاسلامية المتحالفة معها أنذاك, ذكرت هذه الحقيقة لكى اصل الى ان التقابل الايدولوجى والفسادفى السياسة السودانية ظهر على سطح السياسة السودانية منذ ذلك الوقت لان النتيجة كانت محور يسارى يتزعمه الحزب السيوعى ومحور اليمين ممثلا فى الاخوان المسلمين او جبهة الميثاق او الجبهة الاسلامية القومية والوهابية الذى يسمون انفسهم انصار السنة ! والان يسمون انفسهم اصحاب القبلة ! اما الوسط فاصبح حائرا يتقاذفه اليمين تارة واليسار تارة اخرى الى اصبح الكثيرين من الحزب الاتحادى الديمقراطى اخوان مسلمين متسترين تحت عباءة الختمية مثال هذا ابوه خليفة واخر جده خليفة الى ان اصبح الحزب الاتحادى ضيعة لليمين السياسى الاسلامى وبنفس القدر لعب اليمين هذا الدور القذر بين كوادر حزب الامة والانصار وهذه الحقيقة مست حتى الشاب الصادق المهدى فى تلك الفترة وخالف عمه الهادى المهدى وطرد المحجوب من رئاسة الوزراء وهو لم يبلغ الثلاثين من العمر وكل هذه الفتنة كانت سببا مباشرا فى اضعاف الاتحادى والامةولم تقم لهما قائمة الى يومنا هذا الا بين من رحم ربى من الاتحاديين النبلاء الشرفاء امثال الهندى وعصبته وكثيرون فيما بعد ايضا تخاذلوا واصبحوا حصان طروادة للجبهة الاسلامية القومية الانقاذ حاليا او حزب المؤتمر الوطنى, الحقيقة اعود الى الفساد السياسى الذى افشل اكتوبر وافقدها طعمها ولونها ورائحتها الا وهو التناقضات التى تشكلت بها حكومة الاستاذ الراحل المقيم سرالختم الخليفة والتى شملت عضويتها سبعة وزراء من جبهةالهيئات ووزيرين جنوبيين وخمسة وزراء اخرين يمثلون الاحزاب السياسية الامة والوطنى الاتحادى والشعب الديمقراطى والحزب الشيوعى نفسه لانه كان متدثرا تحت عباءة جبهة الهيئات التى تعتبر فى حقيقتها يسارية بحته!!بالاضافة الى جبهة الميثاق , الحقيقة ان الفساد السياسى الذى اقعد اكتوبر توارثته الحكومات التى تلت اكتوبر وبالتالى اصبح صفة ملازمة للوضع السياسى فى السودان الى ان ظهر جليا فى تجربة الانتفاضة فى 1985 والتى ايضا كانت تمثل ايدولوجية اليمين الذى اقعد هو الاخر بتجربة انتفاضة ابريل وفعل الافاعيل المنكرة الفاسدة التى افسدت الديمقراطية الثالثة الى ان انقض عليها اليمين السياسى بانقلاب يونيو 1989والذى ورثت فيه الايدولوجيةاليمينية حكم السودان المسكين بقيادةحركة الاسلام السياسى الفاشله هى الاخرى واصبحت تعوث فيه فسادا بأسم المشروع الحضارى الى ان دجنت كثير من قيادات القوى الوسطية واستمرت فى غيها الفسادى على المستويين المالى والسياسى وحتى على المستوى الاخلاقى للواقع السودانى الذى دخلته سوسة الفساد منذ تسليم عبدالله خليل السلطة للعسكر مرورا باكتوبر التى ذاب حصادها السياسى بين مطرقة اليسار السودانى وسندان الانقلاب العسكرى المايوى الذى كان عموده الفقرى يسار من نوع اخر وهو الاشتراكية الناصرية التى حكمت ستة عشر عاما افسدت فيها البلاد وواصلت فى فساد الحياة السياسية , الحقيقة ان السودان ورث الفساد السياسى منذ زمن بعيد فى عالم السياسة بعد الاستقلال وما تجربة تسليم عبود الحكم الا مثالا صغيرا من حجم الفساد السياسى الكبير فى السودان!! فالسؤال لماذا لطم الخدود والبكاء على الاطلال من الفساد الذى فعله الاخوان المسلمين او الجبهة الاسلامية القومية او الانقاذ او حزب المؤتمر الوطنى؟؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!الاجابة مااؤسس على باطل فهو باطل عليه, يجب على الاجيال التى بين راحتيها ماتبقى من السودان ان تبدأ مسيرة استقلال السودان من أ ب الى لام الالف والياء حتى تستطيع هذه الاجيال ان تنعم ببصيص امل فى ان تبنى سودانا سياسيا خاليا من الفساد السياسى وحتى المالى لمليون ميل مربع لان هذه الازمة الفسادية ايضا يعيشها جنوب السودان الذى انفصل قبل بضع سنين.
|
|
|
|
|
|