|
سفيرة القلم كلمة حق حافظ أنقابو
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
في العام 2009 أدهشت الوسط الثقافي يافعة تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً اسمها صباح سنهوري عندما فازت بجائزة الطيب صالح للقصة القصيرة بمشاركة كانت بعنوان "العزلة" من مركز عبد الكريم ميرغني من بين أكثر من خمسة وثلاثين عملاً تم تقديمها لنيل الجائزة، وقد أحدثت هذه القصة جدلا كبيرا، في الوسط من حيث "تكنيك" الكتابة والصور الخيالية التي تبارى النقاد في امتداحها، واستخدام الأساليب المستحدثة في كتابة القصة، واستمر الرواج إلى أن قام المخرج الأردني برهان سعادة بترجمة النص سينمائيا بمشاركة الفنان الأردني الكبير حسن الشاعر وتم عرضه في أمسية محضورة في المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم. هذه الجائزة شكلت دافعا كبيرا للكاتبة صباح سنهوري في الاستمرار في الكتابة الإبداعية، من هذا العمر المبكر إلى يومنا هذا، وتمكنت من رفد مكتبة القصة بمجموعة قصصية أطلقت عليها اسم "مرايا" ، وتتميز كتباتها التي اطلعت على جزء منها بالعمق واختلاق الصور الخيالية التي تجعل القارئ مستغرقا في القصة حتى نهايتها ليعيد القراءة مرات أخرى. لم يتوقف الإدهاش في كتابات هذه الشابة فقط، بل حققت اختراق في جانب مهم لم يسبقها فيه الكتاب السودانيين، بمشاركتها في برنامج الكتابة العالمي في جامعة آيوة الأمريكية الذي اختارها ضمن مشاركي دورة العام 2014 التي لا تزال منعقدة في آيوة، بمشاركة عشرات الكتاب القادمين من أكثر من 160 دولة من مختلف الأنحاء. ولمن لا يعرفون هذا برنامج الكتابة العالمي، هو مجموعة ورش علمية في مجالات الأدب المختلفة بدأته هذه الجامعة منذ العام 1976 برعاية مباشرة من وزارة الخارجية الأمريكية، يستضيف الادباء من قرابة ال160 دولة لمدة عشرة أسابيع سنويا ويقوم بعقد ورش أدبية وورش للترجمة، تمكن الكتاب المميزين من الكتاب من الاستفادة من تجارب بعضهم في هذا المجال، والاستفادة من هذه الجامعة العريقة التي خرجت مشاهير العالم، وممثلتنا في صباح سنهوري تعتبر أول كاتب/ة من السودان يشارك في هذا البرنامج رغم قدمه. لذلك تستحق هذه الشابة لقب "سفيرة القلم" الذي جعلت منه جواز سفر للدخول إلى مكتبات هواة القراءة، وجعلت من نفسها نموذجا للإنسان الطموح الذي يتمسك بموهبته، رغم الطريق الشائك. قد يفتح هذا العمود، بابا لمهاجمة الأديبة صباح، كما حدث ذلك من قبل، من أشخاص لهم وقعهم في الوسط الإعلامي، كما حدث في وقت سابق، لكن لن يكون ذلك هاجسا من الاحتفاء بتجربة أثبتت أنها تسير بخطى ثابتة.
|
|
|
|
|
|