|
احمد البلال الطيب ((( ))) أقواس فارغة/فتح الرحمن عبد الباقي
|
and#8203;and#8203;
and#8203;
اتفقت أو إختلفت مع أي شخصية ما هذا لا يقلل من احترامك لهذه الشخصية ، ويجعلك تجرده من الالقاب المعتادة ، أو الدرجات العلمية الممنوحة له سواء محلية او دولية ، والى هنا فهذا يتنافى ويتعارض مع عنواني أعلاه ، فقد وضعت اسم الاستاذ والصحفي المعروف الاستاذ احمد البلال الطيب مجردا من كل الالقاب والأوسمة والنياشين ، وهذا لا يعني أن السبب هو اتفاقي أو اختلافي معه في الرأي ، والاقواس الفارغة التي اتحدث عنها ، ليست صفة منسوبة لشخصه الكريم ، ولكنها منسوبة لقلة معرفتي أو قل جهلي بهذا الرجل . فاعرفه عبر كتاباته المتعددة وعبر نشاطه الاعلامي المتعدد سواء من خلال شاشة تلفزيون السودان الحكومي ، واجهة المؤتمر الوطني ، والذي يسبح بحمده ليل نهار . او من خلال منابر اعلامية مختلفة مرئية أو مسموعة أو مقروءة .
جل المغتربين ترتفع نسبة مشاهدتهم لتلفزيون السودان أو القنوات السودانية المختلفة ، اتفقوا او اختلفوا حول مضمون ما تقدمه هذه المنابر الاعلامية ، وهذا يرجع الى الحنين والشوق الذي يتقد في دواخلهم ، وبالنسبة لي فإنني احرص على متابعة بعض البرامج الحوارية امثال الواجهة في شاشة تلفزيون السودان ، وبرنامج الاستاذ خالد ساتي على قناة الخرطوم بصراحة ، وهو من اكثر البرامج ذات المعلومات الثرة ، وان معده ومقدمه يمتلك ذخيرة معرفية كبيرة ، وبرنامج حتى تكتمل الصورة والذي لم يكمل أي صورة تناولها بالنقاش .
في حلقة السبت الماضي وفي برنامج الاستاذ احمد البلال الطيب على شاشة تلفزيون السودان ، والتي استضاف فيها والي جنوب كردفان ، وعلى الرغم من انني لم احضر الحلقة من اولها ، فقد دخلت وبدأت اشاهد الحلقة ، وكان الاستاذ احمد البلال الطيب يتحدث ويتحدث ، وظننت ان عدوى حسين خوجلي قد اصابته ، وان البرنامج سيكون مثل ما يقوم به الاستاذ حسين خوجلي من نقد لبعض شواهد الحياة المسموح الكلام فيها ، كما اصبح ايضا الاستاذ الرشيد بدوي عبيد يتحدث في قناة قون ، وفجأة وبعد وقت غير قصير من المشاهدة اكتشفت ان الاستاذ له ضيف سيتحدث ، ولحسن الحظ كانت هنالك وسيلة اتصال مباشرة بالبرنامج ، فقد ارسلت رسالة قصيرة جدا وهذا نصها ( اتمنى ان تسال المخرج عن نسبة كلامك الى نسبة كلام ضيفك ، واعتقد انها 75%) هذه هي الاقواس التي عنيتها في العنوان . وانشغلنا بعدها بقدوم ضيف إلىنا في المنزل ، وحتى الان لم احظى بمشاهدة كامل الحلقة ، ولا ادري ان كان الاستاذ احمد البلال قد قام بقراءة الرسالة التي ارسلتها له على الهواء مباشرة أم أنه قرأها ولم يناقشها في البرنامج حيث كان يقرأ رسائل بعض المشاهدين .
في اليوم الثاني استقبلت رسالة غير قصيرة عبر الواتساب من الاستاذ احمد البلال الطيب ، يشرح فيها ويرد على رسالتي بالأمس ، وقتها كنت مشغولا جدا ولم ارد حتى على الرسالة ، وبعدها بلحظات جاءني اتصال عبر جوالي من السودان ، ورغم انني كنت بالمستشفى بمرافقة احد اقربائي ، وكنا قد تحولنا من الاستراحة الكبيرة الى استراحة صغيرة بقرب الطبيب الذي سنقابله مما يعنى ان الاستراحة الصغيرة كانت غير مهيئة لنقاش مثل هذا ، وان مواعيد الدخول الى الطبيب قد قاربت الا انني قد رددت على هذا الاتصال ، واذا بي اتفاجأ بان المتصل هو الاستاذ احمد البلال الطيب ، ليسلم ويقول لي انا احمد البلال الطيب ، ويشرح باسهاب ملابسات هذه الحلقة . وليعرف الجميع ان الاستاذ جاء من الفولة مباشرة الى تلفزيون السودان لتقديم هذه الحلقة ، وكان زمنها قد تقلص الى نصف ساعة فقط بسبب تأخيره بالفولة لعطل فني بالطائرة المقلة لسيادته . وانه كان مجهداً جداً ورغما عن ذلك كان يريد ان يكون أول من يبشر الشعب السوداني بحل مشكلة قبيلتي المعاليا والحمر . والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء السودان بسبب القتال الذي دار بينهما في الآونة الأخيرة .
عزى الاستاذ اسباب زيادة كلامه ــ ان جاز لي التعبير ـــ عن كلام ضيفه لأنه كان يقدم صورة عن الصلح بين قبيلتي المعاليا والحمر ، وكان يشرح تفاصيل الاتفاق وكيف تم الاتفاق ، ولم يتحدث هو عن رؤى او افكار تخصه ، ورغم ان ذلك كان بالإمكان ايصاله الى المشاهد عبر الضيف ليتناول النقاط نقطة تلو الاخرى ، ليقدمها للمشاهد ، هذا اذا لم يكن الضيف في المكان غير المناسب ، كما ان البرامج المباشرة لا يمنع ان يكون هنالك تقرير مصور وخصوصا ان كاميرا التلفزيون كانت حاضرة لتوقيع الاتفاق ، يقدم كل ما تناوله الاستاذ من تفاصيل الاتفاق مع صور التوقيع مع استطلاع راي اهالي المنطقة ، ليذكرها مقدم التقرير في نقاط وبطريقة اسهل مما قدمها الاستاذ احمد البلال ، ومن بعد ذلك يقوم الاستاذ احمد البلال مع ضيفه في مناقشة ما تم الاتفاق عليه ، ليقوم الضيف بالتحليل والتشريح لبنود هذا الاتفاق ، وما اذا كان قد حل هذا الاتفاق كل مشاكل القبيلتين ، وما اذا كانا سيعودان الى الصراع مرة اخرى .
رغم اختلاف وجهة نظري هنا في شكل البرنامج يومها ، ومهما كان الاختلاف الا انني لا اعدو سوى مجرد مشاهد عادي جدا قٌدم وجهة نظر عبر برنامج معين ، شاهده ، وربما اكون احد الملايين الذين قدموا وجهة نظرهم في أي برنامج كان ، الا انني وجدت نفسي مشدوها من اهتمام الاستاذ احمد البلال الطيب بتفاصيل رسالة قصيرة عبر الواتساب ، ولا تحمل سوى وجهة نظر من انسان عادي جدا ، فاستغربت كيف استطاع ان يقتطع من وقته الثمين ، في المرة الاولي ليرد برسالة يفوق حجم كلماتها رسالتي بالعشرات ، وطيات الرسالة لا تحمل دفاعا عن نفسه ، بقدر ما تحوي شرحا وافيا للأسباب التي دعته لهذا الكلام ، ومن بعدها يجري اتصالا مع مجرد مشاهد عادي ، وليكون كلامه مطولا ، ومستفيضا ، ولا يدافع عن نفسه بالرسالة بل يشرح الاسباب التي ادت الى زيادة كلامه ــ كما وصفته ـــ ومن ثم في نهاية اتصاله ليقول لي مداعباً ، في نهاية مكالمته ان شاء الله سوف لن يزيد كلامي عن كلام ضيفي مستقبلا . واذا طبقنا هذا المبدأ في حياتنا واهتممنا بهذه التفاصيل الدقيقة ، على كل المستويات ، وخاصة مسؤولي الحكومة ، سواء وزراء ، أو مدراء إدارات الخدمة المدنية لوجدنا آراء كثيرة ومتباينة ، ولتقدمنا كما تقدم غيرنا . كل شكري وامتناني للأستاذ الجليل لاهتمامه بهذه التفاصيل الصغيرة وايلائها كل هذا الاهتمام ، مهما اختلفت او اتفقت معه .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
8/10/2014م
mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|