|
البشير سواها ولا يخاف عقباها!/حسن الطيب شرفي
|
أعلن رئيس المؤتمر الوطني خلال كلمة أمام اجتماع لمناصري حزبه في ولاية الخرطوم إغلاق الباب أمام أي حوار مع متمردي دارفور إلا الالتحاق بوثيقة الدوحة لسلام دارفور، وعدم الحوار مع "متمردي" الجبهة الثورية المعارضة إلا على ما جاء في اتفاقية السلام الشامل والخاصة بتسريح الجنود وإعادة دمجهم في القوات المسلحة السودانية. كما اشترط البشير لعودة الصادق المهدي إلى البلاد "التبرؤ" من اتفاق أبرمه مع الجبهة الثورية بالعاصمة الفرنسية باريس في 8 أغسطس الماضي. فالتهديد لن يكون هو الطريقة المثلى لحل الأزمة السودانية التي باتت تتعقد يوما بعد الآخر، وسيؤدي الي فشل الحوار الوطني وربما يقود الامة الي ما لا تحمد عقباة ، وستكون كارثية علي مستقبل البلاد التي ما زالت تئن من همجية الذهنية التي تحكمنا بالحديد والنار، وهي التي أوصلتنا للدرك السحيق الحالي من تمزق أفقدنا ثلث البلاد الجنوبي، وجيوش أجنبية تجول سنابكها في دارفور وأبيي، واستباحة أراضي البلاد من أطرافها، وجعلنا في صدارة قوائم الدول الفاشلة والموبوءة بالفساد، والنزوح والهجرة القسرية، وتجارة البشر، ووفيات الأطفال، وفي ذيل قوائم الحرية الإعلامية، وشتت نحو الملايين العشرة من أبناء البلاد في عهد الفوضى والاستبداد فيهم غالبية الكفاءات مما يشكل أكبر نزيف عقول وأيادٍ في تاريخ بلادنا، وأدى لصدور 61 قرار مجلس أمن دولي ضد السودان تحت قيادة المشير ولم يصدر قبلاً سوى قرار قبول السودان عضواً بالأمم المتحدة، وغيرها من المخازي. وبناءاً علي ذلك يقول الامام الصادق المهدي ولنا في سبيل ذلك خياران: آلية ملتقى قومي دستوري يتخذ القرارات المنشودة، أو إذا أصر النظام الحاكم على الانفراد والعناد فسوف يخرج أهل السودان بسبب استحالة المعيشة والمكابدة والمعاناة البالغة، نسبة للسياسات الخاطئة والفساد والاستبداد، سوف يخرجون عن بكرة أبيهم وفي كل مدن السودان في انتفاضة سلمية لنظام جديد. نحن سوف نغذي هذه الانتفاضة بالعمل مع زملائنا في المعارضة على تحقيق وحدة قوى التغيير حول أهداف محددة تكون بوصلة لها، وتؤكد على ملامح البديل الديمقراطي المنشود، كما سوف نصدر نداء في اللحظات الحاسمة ونناشد كل مقومات المجتمع تلبية هذا النداء. واخيراً، إذا كان الرئيس جاداً في عمليّة الحوار، فعليه الاعتذار للشعب السوداني عن خطابه الأخير، وإن لم يفعل، فعلى الأحزاب أن تتخذ منابر بديلة وتتناسى تلك الملهاة السياسيّة وتوحّد صفوفها في الداخل والخارج لإسقاط هذا النظام الفاسد، وكل عام وانتم بخير .حسن الطيب شرفي
|
|
|
|
|
|