|
شكرا الشيخة حصة زيارتكم دارفور/عواطف عبداللطيف
|
* المثل الشعبي يقول "من يرى ليس كمن يسمع" لذلك نثمن كثيرا الزيارة الميدانية للشيخة حصة بنت خليفة مبعوث الجامعة العربية للشؤون الإنسانية لدارفور وجنوب كردفان لانها كشف حساب عن طبيعة الوضع الإنساني وسبل كسب العيش لفئات المهمشين والمكتوين باضرار الحرب والنزوح، حيث طالبت في ختام زيارتها المنظمات العربية والأجنبية بتوفير الاحتياجات العاجلة لإعادة الإعمار والتنمية، وأعربت عن سعادتها لما تلمسته من الرغبة في العودة الطوعية والاستقرار. ووصفت أوضاع النازحين بأنها أكثر قساوة وأصعب مما يصوره الاعلام، ونادت بضرورة التحرك الفوري عبر آليات ووفق معايير محددة لمنظمات المجتمع الدولى والأمم المتحدة والمجتمع العربي والاقليمي، داعية لمزيد من تفعيل الشراكات وتوفير ثقة ودور أكبر للجامعة العربية، متمنية ازدياد الفرص لتلبية احتياجات من يعيشون في دارفور والمناطق النائية وهم يحلمون بالعودة والاستقرار وهذا هو بيت القصيد وبوابة السلام الحقيقي. * مثل هذه الزيارات مهمة جدا لانها ترفع الستارة عن الاوجاع وتضع الامور في نصابها الطبيعي عكس التقارير المكتوبة والمغلفة والتي عادة ما تلازم مثل هذه الاوضاع والتي تظلم المستهدفين بالتعتيم على اوضاعهم الحقيقية وتبعد ذوي البعد الانساني من امثال الشيخة حصة ملامستهم عن قرب والتحدث اليهم لتوفيق اوضاعهم والسعي لتقديم ما ينفعهم، ان تقييمنا لزيارة الشيخة حصة انها ستأتي اكلها قريبا لامتلاكها الحس الانساني بحكم دراستها وخبراتها التراكمية بمؤسسات المجتمع المدني محليا ودوليا ولجديتها التي عرفناها بها مما يجعلنا نتفاءل بنتائج ملموسة وسريعة تصب في صالح النازحين وتدعم مسارات الاستقرار والتنمية وتكمل الدورة وتوجد الحلقة المفقودة لوثيقة سلام دارفور في جانبها التنموي والانساني. * ان المشروعات المعلنة والتي تسعى الجامعة العربية والمنظمات الاممية والإسلامية لتنفيذها بمناطق دارفور وكردفان اهم اولوياتها كما صرحت تطوير عمل المرأة وادخالها لدورة الانتاج السلس، وما يخص الأسرة وبناء قدرات افرادها وتشغيل العاطلين عن العمل، حيث دعت الشيخة "حصة" لضرورة التحقق من تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين والاطفال بمعنى ان تكون المشروعات لرفع قدراتهم وتأهيلهم بتعليمهم وعلاجهم ومأكلهم ومشربهم.. * وبرغم ان الاعلام السوداني ركز كثيرا على لقاءات مبعوث الامين العام للجامعة العربية مع المسؤولين الحكوميين والنافذين وخصما على اصحاب المصلحة من النازحين المأزومين إلا ان المؤتمر الصحفي كشف عن حرصها على وضع النقاط على الحروف مؤكدة ان الاستقرار الآمن يتطلب مزيدا من الجهود والعمل المشترك.. * شكرا مرة اخرى للمبعوثة الانسانية واعتقد ان التحدي الاكبر لانفاذ مخرجات زيارتكم الطيبة هو وضع آليات محكمة تكفل انزال الخطط والبرامج على الارض وتكثيف المتابعة اللصيقة بوسائل وطرق جادة تضمن صلاح التنفيذ وبراءته من الانتقاص وهي مهمة مشتركة بين الجامعة العربية ومكتب متابعة دارفور والسلطة الاقليمية حتى يحصد المنتفعون " الغلابة " ثمار الزيارة.. كما ان ارادة النازحين القوية للعودة الطوعية وتعمير قراهم أحد أهم الآليات لترابط الحلقات ببعضها بعضا. عواطف عبداللطيف mailto:[email protected]@gmail.com همسة: بوركت الشيخة حصة وجعلها الله في ميزان حسناتكم في هذه الايام المباركة.
|
|
|
|
|
|