|
الحقيقة والمصالحة في السودان تقترب ... واسكتلندا تبقي تحت التاج البريطاني. كتب صلاح الباشا
|
* كنا قد ذكرنا مرارا في اسهاماتنا بالراي في الصحف والمواقع ان حل المشكل السوداني بكامل تعقيداته وملفاته المحزنة والمتراكمة منذ سنوات الانقاذ الاولي وحتي الوصول الي الجنائية لن يتحقق الا بتطبيق مبدا الحقيقة والمصالحة الذي سبق ان طبقه الرئيس والزعيم الجنوب افريقي الراحل نيلسون مانديلا في بلاده. * فقد سبق لمانديلا بعد خروجه من سجن السبع وعشرين عاما وفوزه بمقعد الرئاسة في العام 1990م بحنوب افريقيا علي الرئيس الاسبق ديكلارك الذي كان حزبه يمثل حزب البيض ( الخواجات ) منذ عشرات السنين بمثلما كان يمثل التفرقة العتصرية البغيضة في اقبح صورها ضد اهل البلد الاصليين من الافارقة .. وحتي لا يكون هناك عنف متبادل بين البيض والسود فقد نجح ما نديلا في العبور ببلاده الي مرافيء الاستقرار وذلك باشراكه لحزب عدوه السياسي الرئيس الاسبق ديكلارك كنائب للرئيس حتي يتصالح المجتمع وتستقر البلاد بعد ان اعترف كل مرتكب لكل جريمة بحريمته .. حيث عفا المتضررون بموجب صلح عجيب وتعويضات مجزية من قضاء كان في قمة المسؤولية المتجردة . * وحين نذكر هنا هذا الامر فان هناك معلومات محلية وخيوطها افريقية ويتم نسجها بدول الترويكا (امريكا وبريطانيا والنرويج ) حول اهمية انجاح الحوار الوطني في السودان واصبحت تقترب ملامحه كثيرا من مبدا الحقيقة والمصالحة حيث تقول المعلومات ان علي الحكومة السودانية ان تشرع في قبول مقترح حكومة انتقالية يراسها البشير وتتسع لكل الحركات والاحزاب .. علي ان يسحب مجلس الامن شكواه حول مسالة دارفور ويحفظ بموجبه ملف الجنائية بعد سحبه من لاهاي . * صحيح ان فصيل عبدالواحد نور غير موافق علي الحل ... لكن الرجل ليست لديه القدرات علي صنع بدائل اخري تحقق السلام .. خاصة وان فرنسا التي تاويه ستؤيد رغبة مقترح الترويكا .. كما ان اسرائيل لن تسنده في هذه الحالة ان تمت . * ولكن تاتي بعض التصريحات من قيادات بالمؤتمر الوطني تعمل علي (طرشقة ) مثل هذه الخطي الحثيثة نحو الحل الشامل ظنا ان دورها السياسي بكل طموحاته سوف يتبخر ان توحد السودانيون تحت ظل حكم انتقالي مستقر يمهد لحياة ديمقراطية وحريات كاملة لينطلق السودان نحو افاق السلم والتنمية والتراضي والمصالحة .. انه محض طموح شخصي لا يعني الشعب السوداني كثيرا . * وفي حالة نجاح مثل هذا الحوار الوطني تحت ظل الحلول الدولية للمشكل السوداني فان غض الطرف عن فكرة انتخابات اصلا هي مضروبة ستصبح نسيا منسيا لان الانتخابات ستاتي بذات الملامح الحالية للمجلس الوطني القادم الذي لا فرق بينه وامانات المؤتمر الوطني الحاكم حتي لا تدور ذات الساقية التي فاق عمرها الخمس وعشرين عاما. * ومن جانب عالمي اخر فقد اكد شعب اسكتلندا بكامل وعيه وبحرية تامة الانحياز الي خيار البقاء موحدا تحت تاج المملكة المتحدة في الانتخابات التي انعقدت مؤخرا والتي كانت نتائجها هي رفض الاستقلال عن التاج البربطاني .. وشعب اسكتلندا يدرك هنا ان الكيانات الكبيرة هي مصدر القوة السياسية والاقتصادية .. وامامها تجربة المانيا التي توحدت بعد اربعين سنة انفصال .. وربما امامها تجربة دولة جنوب السودان الفاشلة... وهذا الدرس من الشعب الاسكتلندي يعتبر هاديا ومرشدا لبعض اهل السودان الذين يؤيدون قيام دويلات محصورة و كسيحة في اطرافه المتعددة ... نعم انها احلام يقظة بائسة. والي اللقاء . mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|