هذا زمان السكوت ... !بقلم :د. عمر بادي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2014, 09:35 PM

د. عمر بادي
<aد. عمر بادي
تاريخ التسجيل: 03-18-2015
مجموع المشاركات: 160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا زمان السكوت ... !بقلم :د. عمر بادي

    mailto:[email protected]@yahoo.com د. عمر بادي
    عمود : محور اللقيا
    حال الشعب السوداني صار يذكرني بمقولة الإمام سفيان الثوري : (( هذا زمان السكوت و لزوم البيوت و الرضا بالقوت إلى أن تموت )) ! ستكون مقالتي الحالية كشفا لحال الشعب السوداني , الذي هو كغزية بالنسبة لي و أنا منه , فإن غوى غويت و إن رشد أرشد . اللهم لا شماتة , لكنه الحال المائل بفعل الضربات المتتالية من النظام القائم , حال لا يعجب الحسود قبل الودود , فهل نظل على الردح و العويل أم نسعى لتقويم الميل ؟
    الإحصائيات تقول أن السودان قد إحتل المرتبة رقم 171 من مجموع دول العالم ال 187 في تعداد الدول الأفقر في العالم , حسب إحصائية صندوق الأمم المتحدة الإنمائي عن التنمية البشرية لعام 2013 , و أن 85% من سكان السودان يعيشون تحت خط الفقر , و أن السودان قد صار ثاني أكثر الدول الأفريقية فسادا بعد الصومال حسب إحصاء منظمة الشفافية الدولية ....
    إن ضربات نظام الإنقاذ المتتالية على جسد الشعب السوداني طيلة الخمسة و العشرين عاما الماضية قد أجبرت الشعب السوداني على السكوت و على عدم الرد على الإساءات و أساليب الإذلال و كسر الهمة و الروح المعنوية , فهل حقا تم تدجينه و ترويضه كما الخيول الحرة أو الجمال ؟ لا و الف لا , إنه السكوت الذي على مضض في ظل إرهاب الدولة و لكن من غير إذعان لأنه نتاج إنعدام الحيلة التي باليد مع سطوة الجبروت و بطشه , و لكنه في حقيقته سكوت الجمل على الضيم و على سؤ معاملة صاحبه له فيخزن حقده في جوفه حتى تحين لحظة إظهاره فينقض على صاحبه و يلقيه ارضا و يبرك عليه حتى يهرس اضلاعه ! السكوت هو السمة الظاهرة في حالة الشعب السوداني , و لكنه إلى حين !
    أما لزوم البيوت فقد صار إجباريا لأسباب عدة , تتجلى في بدايتها في قانون الطواريء الذي دام عشرين عاما و ظل يعاد مع كل هبة شعبية , فقد حتم عدم الخروج ليلا و حتم إنهاء الحفلات في الساعة الحادية عشرة ليلا و حتم إغلاق المحلات التجارية و الأسواق منذ السابعة مساءً . أيضا تتجلى الأسباب في عدم الأمان عند الخروج خاصة أثناء الليل و ذلك لتكاثر عصابات النهب كإفراز للوضع الإقتصادي المتردي و الحكايات التي تروى عن ذلك كثيرة . أيضا تتجلى أسباب عدم الخروج في عدم توفر تكلفة الخروج سواء للترفيه أم لزيارة الأقارب و الأصدقاء , فتكلفة المواصلات العامة عالية , هذا إذا وجدت , و كذاك تكلفة الوقود لأصحاب السيارات الخاصة , و لذلك فقد قل التواصل الإجتماعي و ربما قد إنحصر في الزيارات القريبة و ردها و بذلك قلت ( الكشكرة ) في الدعوة لتناول العشاء و اكتفى الناس من ( العروض ) بتقديم الماء فقط و الذي يظنه الضيف في أحايين كثيرة أنه ( شربات ) جراء تغيير لونه حتى يتذوقه و ذلك لإنعدام المرسبات الكيماوية ( الروّاق ) في أحواض الترسيب و إنعدام الكلور القاتل للطفيليات في محطات تنقية المياه !
    الرضا بالقوت الزهيد هو سمة الزهاد , فهل صار الشعب السوداني زاهدا أم أجبرته الظروف على ذلك ؟ لقد زادت الضغوط الإقتصادية و غلاء الأسعار الذي صار مستفحلا و تخطى أي سقوف محتملة لقدرة المواطن العادي , فهل يعقل أن يصل كيلو اللحمة ثمانين ألف جنيها و الشعب السوداني يعتمد على أكل اللحوم طيلة عصوره فكيف يصير نباتيا ! و كيف يتم توفير لقمة العيش و المرتب إن وجد لا يتعدى صرف الأسبوع الأول من الشهر ؟ لقد صار معظم الناس يأكلون وجبة واحدة في اليوم , تكون عادة عند الغروب , مع ( سندة ) شاي الصباح مع الرغيفة أو القراصة ! ضغوط الحياة في إزدياد و إفرازاتها قد صارت ظاهرة للعيان , و تتجلى في كثرة حالات الطلاق , و في الأمراض النفسية المؤدية للجنون , و في تعاطي المخدرات كهروب من الواقع , و في إزدياد المهاجرين و طالبي الهجرة , و في انعدام الإخلاق و القيم .. لقد صار الإعتماد منصبا على تحويلات المغتربين لأسرهم الصغيرة و لأسرهم الممتدة و صار لا بد من وجود مغترب أو أكثر في كل أسرة و بيت . رغم ذلك أحس الآن أن الحكومة قد نوت على المغتربين ( ببنت العفنة ) في قرارات مؤتمر المغتربين الأخير التي الآن قيد الدراسة عند الأمين العام الجديد .
    تبقى الحديث عن الموت , و تختلف الأسباب و الموت واحد , فماذا يفعل الناس عندما تصير حياتهم خير منها الموت ؟ عند ذاك ينعدم الخوف , فالموت آت آت و لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها , و لذلك خير من القنوع و انتظار الموت أن تذهب إليه , و كما قال المتنبي :
    إن لم يكن من الموت بد فمن العيب أن تموت ########ا
    في شهر سبتمبر هذا أترحم على شهداء سبتمبر العام الماضي و على كل الشهداء في الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب , و ستظل ذكراهم خالدة مع المطالبة بالقصاص .
    أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم و هو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك افريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني . إن العودة إلى المكون السوداني القديم تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de