|
الهجرة الفلسطينية بطعم الموت بقلم : سري القدوة
|
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
شعب يموت في اليوم خمس مرات ... شعب يموت غرقا وقصفا ونفيا وسجنا .. شعب يعرف كل اشكال الموت .. هو شعبي الفلسطيني ..
كل نشرات الاخبار تعرف شعبي وتتحدث عنه وعن احتمالات موته ببطء وموته بأشكال متعددة وبكل الطرق والسبل . .. كل محطات التلفزة ترصد الموت الفلسطيني وتتحدث عن حكايات الموت لأطفال فلسطين .. الموت قصفا والموت اعداما والموت غرقا والموت انتحارا والموت نوما ... الفلسطيني يموت في ارضه ويموت في السماء ويموت في البحار ويموت علي ابواب المساجد ..
للموت في حكاية شعبنا قصص طويلة يذكرها الاجيال ويحفظها كل فلسطيني ..
كل منا يعرف قصص الموت فمن لا يعيش وقائع الموت سمعها من اصدقائه او احد من معارفه .. وكان حكي له جده او جدته قصص عن الموت ... الموت لا يفارق الفلسطيني .. واليوم يدخل تاريخنا قصص موت جديدة ومن نوع خاص .. الفلسطيني يجبر علي ترك وطنه والبحث عن المجهول في طريق لا يعرف الرحمة .. شباب غزة يبحثون عن حياة وعيش بعد كل هذا الدمار واول ما يبحثون عنه اليوم هو رحله المجهول الجديدة .. فيكون الحل السحري رحلة الهجرة وان يهاجر الفلسطيني من جديد ليبتلعه البحر ويموت غرقا ..
لك الله يا شعبي .. لك الله معينا ومسيرا وميسرا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ...
هجرة الفلسطيني من يافا وعكا واللد والرملة قصرا وهجرة الفلسطيني من مخيمات اليرموك ونهر البارد واليوم هجرة الفلسطيني من غزة ..
الهجرة الفلسطينية بطعم الموت لها نكهتها وانت تتزوق مرارة الحياة .. فمن الموت المحقق الي الموت المجهول نمضي ويمضي معنا الوطن يسكن في انفاسنا .. يسكن في اعماقنا واهات شباب فلسطين ...
الهرب من الموت إلى الموت، هذا ما صار اهلنا في غزة يتقنونه في الأعوام الأخيرة حيث يدفعهم المجهول الي المجهول ..
في غزة يفكر الشباب في حقيبة سفر والتوجه نحو ما تبقي من الانفاق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لتبدا رحلة اجتياز الحدود .. بين رفح وغزة
الموت لا يعرف الا الفلسطيني من النكبة الي الغربية الي النكسة الي بيروت الي صبرا الي ايلول الي غزة الي مخيم جنين الي المنافي والمنفي الي المجهول دائما الفلسطيني يسير ..
رحمكم الله ايها الشهداء .. رحمكم الله .. ربنا يرحم شعبنا الفلسطيني برحمته ويحفظه من اي مكروه ..
انه القدر يلاحق هؤلاء الاطفال الذين ذهبوا للبحث عن الحياة وعن المؤى الامن لهم في ربوك الكون ..
ما اصعب علي الانسان أن يفترش رصيف الموت وينام علي الارصفة الباردة ويبتلعه البحر ويرحل بصمت .. وما اصعب أن يترك وصيته الاخيرة .. اني اليوم رحلت هذا هو رحيلي الاخير بدون أي مقدمات .. من هناك الي هنا ومن بين الموت الي الموت يكون رحيل الفلسطيني ليبدأ من جديد رحله البحث عن مكان تحت الشمس .. هل اراك .. هل تعرفون معني أن تموت جوعا او أن تغضب وأنت تبتسم او أن تبحث عن شربه ماء قبل أن يستيقظ اطفالك ساعة رحيلهم وان يكون قدرهم مجهول ..
ترحال وترحل وأبعاد .. وسجن واعتقال واستشهاد.. ومنفي ووطن جميل .. اه ما اجملك يا وطني .. وأنت تسكن فينا .. تلملم تلك الاشياء الجميلة في ذاكرة المجد القادم ليرحل الوطن معنا ويكون حكايتنا التي نحلم فيها قبل موتنا وقبل لحظة الرحيل ..
واخيرا لا بد لنا من طرح هذا السؤال الكبير
لماذا تصمت الجهات الرسمية والفصائل الفلسطينية عن انتشار اخبار هجرة المئات من ابناء القطاع بطرق "غير شرعية".. هل هناك من له مصلحة بإفراغ القطاع من شبابه لأغراض سياسية..؟؟؟؟؟؟
من المسؤول عن رحلة الموت وهذا الدمار ؟؟؟
سؤال ينتظر الجواب!
سؤال يقرع جرس الإنذار بكل قوة !!!
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
--
|
|
|
|
|
|