|
يجب ان نواجه الحقيقه العاريه 7 سعيدعبدالله سعيد شاهين
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
فى الحلقات الماضيه القينا الكثير من الضوء على الحزب الشيوعى لاهميته فى الساحة السياسيه السودانيه وتاثيره الفاعل فى مجريات
احداثه اليوميه وفى هذه الحلقة الختاميه عن الحزب الشيوعى نواصل حيث ان ظهور الحزب الشيوعى فى الساحه ومحاولة ان تكون
اماكن العمل والدراسه مسرح عملياته السياسيه الرئيسى ادى الى ظهور حالة التسيس للعمل النقابى والطلابى لدرجة باتت واضحه ان
قوائم الانتخابات تمثل اى تيار من التيارات المتصارعه وان الجهة السياسيه الفلانيه هى التى استحوزت على مقاعد التنظيم النقابى طلابى
اوعمالى وهذا كان له مردوده فى عملية الانتاج ورفع الناتج القومى لانشغال الناس بالامر السياسى ، وبات لافتا للنظر ان هذه المجالات
النقابيه والطلابيه صارت محور صراع وتنافس بين الحزبين العقائدين الشيوعين ثم تلاهم الاسلاميين ، وعدم وجود اثر واضح للاحزاب
العقائديه لركونها الى قواعدها الجاهزه رهن الاشاره ، ومن حدة الصراع بين الشيوعين والاسلامين ترسخت ظاهرة العنف الغير مبرر
بين التيارين الشيوعين بالملتوف والاسلامين بالعصى والسيخ الى ان تطور الامر للسلاح النارى ، وسيطر الشيوعين بارتياح على مقاعد
المكاتب التنفيذيه والقياديه للنقابات والاتحادات الطلابيه الى ان قوى ساعد الاسلامين فى منتصف السبعينات وصاروا يسيطرون على هذه
المقاعد وبدأها تقريبا القيادى الاسلامى على عثمان محمد طه نائب الرئيس السابق رئيسا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم فى السبعينات ،
كان لهذا الصراع الجديد فى الحياه السودانيه اثره الايجابى لرفع مستوى الوعى لكن مردوده للناتج القومى سالب لمردودات الصراع
السياسى . الطلاب بحكم عدم مسئوليتهم الماديه اتجاه اسرهم وهو شبه مجانية التعليم خاصة الجامعى حيث الاعاشه والسكن مجانا
بجانب فورة وحماس الشباب الذين كانوا اكثر تاثيرا فى هذه العمليه من الكوادر العماليه والتى يخشى بعضها من فقدان مصدر رزقه
وليس الكل فى مستوى تحمل ذلك كما ان العمل النقابى افتقد المهنيه البحته بمعالجات القضايا الاساسيه للعمال ومما يؤخذ على الحزب
مثلا انه بعد ان تولى المناضل العمالى الشفيع احمد الشيخ عليه رحمة الله المنصب الوزارى فى اكتوبر طالب العاملين بتجميد مطالبهم
مما اثار سخطا واستغله منافسيه زريعه ولكن فعلا تبعات {اليدو فى المويه ما زى اليدو فى النار} كما يقول المثل العامى ، لكن العامه
فهموها بانها مصالح خاصه وبعد خروجه من الوزاره عادت الامور لقديمها من مطالبات ومظاهرات وخلافه
الحزب الشيوعى لم يستثمر حقيقه الواقع السودانى المحافظ المتدين بمستلزماته واستحقاقاته لذا لم تتوسع قاعدته بالقدر اللازم وهو من
شيوخ الاحزاب فى السودان الحزب الشيوعى السودانى مارس التهميش السياسى لعدم مقدرته ولوج مناطق التخلف والتهميش باى اسلوب
اوباب حتى ولو العمل الاجتماعى والطوعى لذا انحصر نشاطه فى مناطق الحضر وهذا اثر على وضعه الانتخابى فلم تتجاوز مقاعده
البرلمانيه اصابع اليد الواحده رغم الصوت العالى والتاثير الشديد فى مراكز اتخاذ القراروالحراك السياسى فى العاصمه
رغم ايجابيات الحزب الشيوعى فى رفع مستوى الوعى الا انه ساهم فى تعويق العمل السياسى بقدر فعال الحزب كان له يد طولى
فى
الحركه الشعبيه لتحرير السوان بقيادة الراحل جون قرنق ورغم ذلك تعمد عدم الضغط عليها لوضع السلاح والدخول فى العمليه
السياسيه السلميه بعد ابريل فلو دخلت الحركه المعترك السياسى لالت لها كل دوائر الجنوب ولكان لها وضع مميز فى برلمان ما بعد
ابريل ولما وصل السودان مرحلة الانفصال
اخيرا نقول ان الفرص مازالت واسعه امام هذا الحزب اذا راجع الكثير من سياساته خاصة مسالة الاسم الذى اثار كثير من الجدل حتى
داخل اروقته منذ امد بعيد ، والعمل بجديه للاستفاده من مورثات وسيكلوجية الشعب السودانى المحافظ بطبعه واسيعاب كل ذلك بجانب
الاثر الروحى وقد اثبتت تجربة الحزب الشيوعى السوفيتى زهاء اكثر من سبعة عقود منفردا ومحاربته لكل الاشكال الدينيه من اسلاميه
ومسيحيه وحتى يهوديه والاعتماد على خلق مجتمع مادى يدار كالاله وبمجرد ان زالت هيمنة الحزب الشيوعى على السلطه انفجرت
الاوضاع وتقسم الاتحاد السوفيتى الى دويلات عده وظهرت النزعات الدينيه اكثر قوه وشراسه بعد ان خرجت من كمونها الاجبارى مما
يعنى ان الاسر حافظت على معتقداتها واورثتها لابنائها اذا حسبنا ان لينين قام بثورته والاطفال وقتها فى عمر العام وبعد زوال قبضة
الحزب الشيوعى السوفيتى صارت اعمارهم فوق السبعينات . ان دراسة هذه الظاهره بتمعن ربما تفيد الحزب الشيوعى السودانى اكثر
فى مستقبل ايامه
وغدا باذن الله تفتح ملف التنظيمات الاخرى والحركات المسلحه ثم نختم بالاسلاميين
كسره
التاريخ لا يكتب بالعواطف او قرع الطبول الجوفاء والاصوات العاليه والترهيب انما من دفترواقع الاحوال اليوميه
|
|
|
|
|
|