|
يجب ان نواجه الحقيقه العاريه 6 سعيد عبدالله سعيد شاهين
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
تحدثنا فى الحلقة السابقة عن الازمة العميقه التى كانت بين الحزب الشيوعى ونطام 25 مايو ونواصل حيث كانت ام الكوارث التى
اوجدت مجرى عميقا وجرحا لا يبرأ فى مسيرة العمل السياسى فى السودان وادخلت او بمعنى اخر عمقت سابقة الدم فى العمل السياسى
فى السودان وللحقيقه والتاريخ يجب ان لا يفوتنا ان اول من ادخل الارهاب والعنف فى العمل السياسى فى السودان هو حزب الامه عندما
جلب الانصار بحرابهم وسيوفهم الى قلب العاصمه فى ما عرف بحوادث مارس لافشال زيارة اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة
الثوره المصريه للخرطوم بعد الاطاحه بالنظام الملكى وقبل ان يطيح به عبدالناصر ويحبسه بقية عمره مع القطط فى فيلاه بحدائق القبه
الى ان غادر دنيانا مقهورا ، وكان حضوره للسودان لامر سياسى لدعم الحزب الوطنى الاتحادى فى مسعاه للاتحاد مع مصر بينما كان
ينادى حزب الامه بالاستقلال . كما ننتهز المناسبه لنوثق ان اول اباده جماعيه كانت فى اول عهد ديمقراطى فى السودان وفى ظل حكومة
الرئيس اسماعيل الازهرى بما يعرف بعنبر جوده حيث تم ادخال عدد كبير من المزارعين واخرين مطالبين بحقوقهم فى عنبر كان
مخزنا للسماد و لايوجد به تهوية وفى درجة حراره عاليه وتركوهم الى ان لفظ العديد منهم انفاسه نتيجة الاختناق . ان 19 يوليو بقدر
ما كانت كارثه على الحزب الشيوعى اذ فقد اكثر عناصره صلابة وقوه ، وغادره عديد من عضويته نتيجة شعورهم بالخطر او عدم
رضائهم لما الت اليه الامور فمهما حاول الحزب ان يتنصل من مسئوليته عن 19 يوليو بعبارات شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها الا
انها كانت شيوعية المنحى والاخراج ودلائلها الواضحه من لحظة تجميع الضباط والجنود الشيوعيين بالخرطوم من مختلف مناطقهم
ووحداتهم خارج العاصمه و تهريب زعيم الحزب الاستاذ عبدالخالق محجوب واختبائه فى عرين الاسد بالقصر الجمهورى وفى منزل
قائد الحرس الجمهورى (مما اثبت نظرية منتهى الامن عدم الامن) والى ان تم تنفيذ الانقلاب ، ثم ما ظهر على الشارع من التحركات
العلنيه والمتابعه اللصيق للاحداث دون وضع اى اعتبار لاحتمالات انتكاسه ، المؤسف ان 19 يوليو لم تراعى اهم اسباب نجاحها
واستمراريتها والمتمثله فى المنطقه الاقليميه حيث السودان محاصر بدول لا تسمح لجسم غريب ان يزرع فى جسدها افريقيا وعربيا هذا
بجانب الوضع الداخلى الذى كانت اغلبية جماهير الشعب السودانى تعانى من الاميه والجهل والايمان بامتار سيدى فى الجنه كيف يمكن
ان ينمو عشب فى هذه الصحراء الجرداء فحركة 19 يوليو والتى ملأت شوارع الخرطوم بالاعلام الحمراء والهتافات الحمراء الطابع ،
و كما دفع الحزب الشيوعى ثمنها غاليا دفع الشعب السودانى ثمنا مضاعفا من ضياع سيادته وهيبته بين دول المنطقه وهى من مستحقات
الرجوع لبيت الطاعه للمعسكر الغربى وفى الكتاب الذى اصدره سعادة الاستاذ عبدالعظيم عوض سرور ما يؤكد ضلوع الحزب فى 19
يوليو والتخطيط المبكر لها وذلك باستدعاء كادر الحزب الشيوعى من ضباط الجيش وتجميعمهم بالخرطوم وكان هو احدهم ذلك ما
طرحه سعادته فى مؤلفه القيم حكايات السجن والمعتقل بل المتتبع لتلك المرحله يشعر بان الاستاذ عبدالعظيم مورست عليه ضغوط
لحجب حقائق ويشعر المتتبع للامور والملم ببعض خفاياها كأن الاستاذ عبدالعظيم يريد ان يعطس ولكنه يواجه صعوبه وهذا امر مزعج
اما انكار الحزب والقول بانه ضد التفكير الانقلابى فقد اثبتت الاحداث انه كان للاستهلاك السياسى لاغير ويكفى ان الاستاذ محمد ابراهيم
نقد عليه الرحمه ان اكد مشاركة وتخطيط الحزب لعدة انقلابات ومساندته لبعضها فى حواره المنشور مع الاستاذ ضياء الدين بلال وذلك
منذ ايام عبود ، كما ان وضع الاستاذ عبدالخالق محجوب عليه رحمة الله فى معتقله بمعسكر الذخيره والنجاح فى ايجاد قناة تواصل بينه
وبين قيادة الحزب خارج المعتقل ، والخطه الناجحه لتهريبه ومكوثه الى لحظة قيام الانقلاب لا يقنع كائن من كان بان الحزب فوجىء
بالانقلاب وانهم اجبروا على الانخراط فيه لتامينه لان كاريزمية الاستاذ عبدالخالق كانت كفيله بايقاف هذا الامر عند حده طيلة فترة بقائه
فى منزل قائد الحرس الجمهورى بالقصر الجمهورى على بعد امتار من مكتب الرئيس نميرى الذى كان فى قمة غضبه من هروب
الاستاذ عبدالخالق من معسكر تقوم بتامينه القوات المسلحه ، نعم ان التكتيك والتنفيذ كان فى قمة الذكاء والدهاء ، وفى المقابل عاب
عليهم القراءة الصحيحه للوضع الداخلى المشحون نفسيا ودينيا ضد الحزب الشيوعى خاصة بعد مجازر الجزيره ابا وامدرمان والتاميمات
التى ادت لهروب كثير من الراسماليه خارج السودان وبيع البعض ممتلكاتهم من عقار واراض ومصانع وورش بابخس الاثمان خاصة
الاغاريق حيث تم شحن الجميع بانها تخطيط شيوعى يتماشى مع نهج النظريه الماركسيه فى ملكية الدوله لادوات الانتاج والاقتصاد ،
بجانب كماشة الغضب الاقليمى والعالمى فى ان يستلم الحزب الشيوعى الحكم ويكفى شراسة ردة الفعل الاولى فى القرصنه الجويه
اللااخلاقيه التى قامت بها المخابرات الغربيه بالتنسيق مع الحاقد الاكبر على شيوعى السودان معمر القذافى لانهم كانو العقبه الوحيده
لتحقيق حلمه فى الاتحاد الثلاثى بين مصر ليبيا السودان وتحويلهم لرحلة نميرى لتوقيع ميثاق الاتحاد بدلا من طرابلس التى كان متجها
اليها من القاهره برفقة انور السادات الى موسكو بل حتى تجاهل وجود كتيبه فى مصر والتى كان يتواجد فيها لحظتها اللواء خالد حسن
عباس وتاهبه لقيادتها الى السودان بمسانده لوجستيه من مصر التى ساندت من قبل نميرى فى ضرب الجزيره ابا بالطائرات ، كيف كان
سيكون وضع السودان جراء الحصار الذى كان سيفرض عليه بحرا وجوا اذا نجح الانقلاب واستقر الامر حتى يتم خنقه اقتصاديا وعزله
سياسيا من دائرته الاقليميه والعالميه مع ملاحظة هامه وهى عدم هضم دول المنطقه للمارسه الديمقراطيه التى كانت تمارس فى السودان
وسرعة دعمها للانقلابات العسكريه التى يمكن ترويضها نعم لقد اثبتت الاحداث ان 19 يوليو اتت فى ظروف اقليميه ودوليه وداخليه
متشابكه وبالغة التعقيد وزادتها يوليو تعقيدا وتشابكا
وغدا نختم عن دور الحزب الشيوعى السودانى فى الحركة السياسيه فى السودان لنبدأ بعدها عن دور بعض التنظيمات والحركات ونختم
بالاسلامين
كسره
التاريخ لا يكتب بالعواطف او قرع الطبول الجوفاء والاصوات العاليه والترهيب انما من دفترواقع الاحوال اليوميه
|
|
|
|
|
|