|
تصرف غير أخلاقي! ضياء الدين بلال
|
mailto:[email protected]@gmail.com أستاذنا الرائع جعفر عباس (أبو الجعافر)، لا يكتفي بتخفيف المعاناة عن القراء بالكتابة الساخرة اللطيفة؛ فله كثير من الأعمال الجليلة في مناطق كثيرة في السودان. أبو الجعافر، ظل يسخِّر علاقاته وصلاته في الدول العربية، لمصلحة مشاريع الخير في السودان، في الجوانب الصحية والأكاديمية. أرسل لي هذه الرسالة التي تكشف بعضاً مما يحدث من إفساد واستغلال سيِّئ لأعمال الخير التي يتبرع بها الخيرون.. وسأعلق على الموضوع غداً إن شاء الله. ضياء قبل نحو أربع سنوات نجحت وزوجتي في جمع تبرعات من مختلف الجهات في قطر، وشيدنا عيادة متكاملة للأطفال في حرم مستشفى كوستي العتيق، على أحدث طراز، على ربوة عالية، وتفننت إدارة المستشفى في عرقلة تنفيذ المشروع، ولكن تدخل وزيري التخطيط العمراني والصحة ومعتمد كوستي، وهم على التوالي الطيب الجزار وعبد الله عبد الكريم وأبو عبيدة العراقي، أسهم في تنفيذ المشروع، وقمنا بتزويد العيادة بمختبر بلا نظير في أي مستشفى خاص أو حكومي، مع ثلاجة كبيرة لحفظ مواد الفحص والأدوية، وأثثنا أربع غرف للكشف الطبي، وغرفة للتغذية، وصالتين لانتظار مرافقي الأطفال المرضى بمقاعد وثيرة، وعنبرين، يتسع كل منهما ل16 سريرا، للإقامة القصيرة للمرضى، وزودنا كل سرير بمراتب طبية وملاءات وكومودينو، وكرسي للمرافق، كما زودنا غرف الأطباء بالمكاتب وطاولات الكشف، وكل ما يلزم الطبيب من السماعة إلى ميزان الأجسام وثيرمومتر قياس درجة الحرارة، وقمنا بتركيب أجهزة تكييف حديثة تعمل بالغاز، لأن النوع الذي يعمل بالنظام المائي عبر فلتر من "القش"، لا يصلح للمستشفيات، ويسبب تعقيدات صحية للمصابين بالربو وأمراض الجهاز التنفسي، وباختصار جهزنا العيادة بحيث تكون قادرة على استقبال الأطفال المرضى بعد افتتاحه بنصف دقيقة، وناهزت كلفة البناء والمعدات والمعينات الطبية المليار جنيه (بالقديم). وترأس والي النيل الأبيض السيد يوسف الشنبلي برفقة قيادات إدارية في ولاية النيل الأبيض، ومحلية كوستي حفل الافتتاح البهيج للعيادة، التي كانت وما تزال بمعمارها المتميز أجمل مرفق في مدينة كوستي، وكان أكثر الناس سعادة بالافتتاح وزير الصحة السيد عبد الله عبد الكريم بحكم أنه طبيب، وعاش عمره كله في كوستي وكان يعرف مدى حاجة المدينة وضواحيها لمثل تلك العيادة المتخصصة، بل وأعلنها صريحة بأن هناك حاجة لتدريب الفنيين على الأجهزة التي في مختبراتها، لأنها كما أسلفت بلا نظير في الحقل الطبي في السودان، وقبل فترة قصيرة قامت إدارة المستشفى بتعطيل كافة المكيفات في العيادة، وعندما تعالت الشكاوى والاحتجاجات تعللت إدارة المستشفى بأن استهلاك المكيفات من الكهرباء، مرتفع جدا، ثم اتضح ان هذا التبرير تمهيد لتصرف أقل ما يقال عنه إنه لا أخلاقي، فبلا أدنى إحساس بالحياء أو تأنيب الضمير، تم نزع المكيفات من العيادة ونقلها إلى مكاتب الإدارة، لينعم المسؤولون عن صحة الطفل بالهواء المنعش، و"يفطس" الصغار والرضع من الحر، ولم يصرح من نهبوا معدات لا تخصهم ولم يشتروها من ميزانية المستشفى، لماذا كانت كلفة تشغيل المكيفات في العيادة باهظة وصارت في حدود المعقول عندما تم تشغيلها في مكاتبهم، وهي حسب علمي لا تعمل بالطاقة الشمسية!! وأقولها – وعلى مسؤوليتي – إن ما أقدمت عليه إدارة مستشفى كوستي لا وصف له إلا بأنه عملية سطو لممتلكات الغير، وأن يعطي مسؤول عن مرفق طبي راحته الأولوية على صحة وعافية وسلامة "رعاياه" خيانة للأمانة المهنية، وأقول للسيد والي النيل الأبيض إنني واثق من صحة ودقة أي معلومة أوردتها هنا، فقد تحريت الأمر جيدا، وبالتالي فهو لا يحتاج لجنة لتقصي الحقائق، بل يتطلب الحسم، فجميع أهل كوستي، ومعهم أطباء في مستشفى المدينة يستنكرون ما حدث، وأرجو من سيادته التحرك الحازم حتى تعود المكيفات ل"أصحابها الأصليين" ومواقعها الأصلية، ومحاسبة كل مسؤول اعتبر نفسه أولى بنسمات الهواء البارد من المرضى سواء كانوا أطفالا أو راشدين. جعفر عباس الدوحة – قطر
|
|
|
|
|
|