|
حديث المدينة...في انتظار نتائج التحقيق
|
الثلاثاء 13 أغسطس 2014 ربما ليس من الحكمة الآن التوغل في سرد تفاصيل ما جرى في مقر صحيفة التيار يوم الحادثة.. فقد استجوبني محققو الشرطة عدة مرات، وصار الأمر- الآن- في كنف أيدٍ أمنية، سجلهم ناصع في كشف ألغاز الجريمة مهما تعقدت.. وأنا أثق في شرطتنا، وأنتظر نتائج تحرياتنا. ومع ذلك يجدر الإشارة إلى بعض الملاحظات المهمة أن هذه الحادثة نادرة في تأريخ السودان؛ لأنها تهزّ الإحساس بالأمان العام.. فحتى هذه اللحظة ظلّ الشعب السوداني لا يستسيغ شكل الحراسات الأمنية الصارمة التي تحيط بكبار المسؤولين في حلهم وترحالهم.. ويعدّها نوعاً من الغلو والإفراط في اتهام نوايا شعب طيب مسالم متسامح لا يجرح خاطر نملة.. فإذا وصل بنا الحال الآن إلى الحاجة إلى شرطة مدججة بالسلاح لتحرس مقار الصحف، ثم عناصر من (BODY GUARD)؛ لترافق رؤساء التحرير فسيأتي- قريبا- اليوم الذي تحتاج فيه كل أسرة سودانية إلى حارس شخصي يرافق كل طفل إلى مدرسته إلى أن يعود معه. التحدي الأكبر أمام الشرطة السودانية أن تضع لكل سؤال إجابة في هذه الجريمة المنكرة، وتضع الأغلال في كل يد لها صلة.. حتى يمثل الجميع أمام منصة القضاء، وتتحقق المحاسبة. عمل أي صحفي في الهواء الطلق بحكم المهنة (ورئيس التحرير ليس كـ (رئيس حركة التحرير).. فالصحافة ليس فيها أسرار.. مهنة من (خلف الزجاج).. في الهواء الطلق فإذا امتدت يد بعصا أو بندقية فلا تفسير لذلك إلا محاولة لإطفاء الأنوار في الشارع العام لمصلحة من يحميه الظلام.. فالصحافة ليست شرطة مباحث بل مجرد شعاع ضوء لإنارة الأركان المظلمة لمصلحة صاحب السلطة الأول والأخير المواطن. في صحيفة التيار خضنا الكثير من جولات التحقيقات الاستقصائية.. التي مثلت إنجازاً مهما للصحافة السودانية ومصلحة كبرى للوطن والمواطن.. كان أبرزها التحقيق الصحفي في قضية شركة الأقطان والذي بعد أكثر من عامين كاملين من نشره لا تزال آثاره ووقائعه شاخصة بقوة في المشهد العام، وكنا نؤمن أن صدقنا يحمينا فكانت أبواب صحيفة (التيار) مفتوحة مشرعة طوال النهار حتى ما بعد منتصف الليل بعد إرسال آخر صفحة إلى المطبعة.. يستطيع أي عابر الدخول بسهولة إلى كل المكاتب بما فيها مكتب رئيس التحرير، فهي صحيفة المواطن يملك كل ما فيها ويعمل تحت إمرته كل من فيها.. ومن هنا وجد الجناة الثغرة التي لا تحتاج إلى بطل ليستغلها ولا تحتاج إلى عشرين شخصاً مددججين ببنادق الكلاشنكوف على ظهور سيارات الدفع الرباعي.. يكفي ثلاثة ليقوموا بنفس العمل.. إلا إذا كان المقصود بثّ رسالة إلى كل الصحفيين السودانيين تعلن ميلاد عهد جديد عنوانه (لسانك حصانك). على كل حال نثق في أن تفاصيل الجريمة ستكشف للجميع بأعجل ما تيسر.
|
|
|
|
|
|