|
فقيد العباد .. الشيخ عبد الله اسحاق/ بقلم: رندا عطية
|
هناك اناس يصبحون جزءاً من حياتك دون ان تكون لك بهم اي علاقة شخصية، وبالرغم من ذلك فاننا نجدهم يقومون بالمساهمة في تشكيل شخصيتك وجدانيا وروحيا، حتى اذا ما غيبهم الموت عن عالمك فانك تشعر بان هناك جرحا غائرا ومؤلما في داخلك ناتج من احساسك انك قد فقدت جزء من تاريخك وماضي حياتك، وهذا هو الاحساس الذي اعتراني ما ان سمعت بخبر استشهاد الشيخ عبد الله اسحاق نتيجة حادث مروري قبل اعوام عدة، ليصبح عزائي فيه ان من يجدد ذكراه فينا كل عام هو شهر .. رمضان . وكيف لا وشيخ عبد الله اسحاق قد كان لمسجد ودنوباوي اماما، لليالي شهر رمضان الكريم معطرا، بتلاوته للقرآن الكريم خشوعا، وبصوته العذب دعاء، فنحن كنا في شهر رمضان الخير نتنادى كل نساء وفتيات حي ود البنا على اختلاف مشاربنا وتوجهاتنا السياسية ممن هي ذات خلفية اسرية شيوعية، الى اخرى مايوية، الى اخرى اسلامية مشوبة ببعض التطرف والتعصب حال تعاملها مع الآخر حتى سنين قليلة وأخر تفرقت دماؤهن ما بين الانصارية والختمية!، ولكننا بالرغم من كل هذا الخلاف والاختلاف كنا سرعان ما نتنادى للذهاب لمسجد الانصار بود نوباوي لتأدية صلاة العشاء والتراويح والتهجد في الشهر الكريم، وسؤال واحد يدور بيننا فيما نحن ذاهبات للمسجد هو:(ترى هل سيصلي شيخ عبد الله اسحاق بنا اليوم؟). ولم لا وانا حينما اجد صعوبة في نطق كلمة باحدى آيات القرآن الكريم انتظر مجيء صلاة العشاء بفارغ الصبر لاجدني للسمع مرهفة في صلاة التراويح لاسمعها فيما شيخنا الراحل عبد الله اسحاق يقوم بتلاوتها في صلاة التراويح (عذرا .. لانني قد نسيت ان اخبركم ان الشيخ كان يصلي بنا صلاة التراويح بالاجزاء). لهذا وذاك فقد كان خبر موته اليما ومفاجئا، ذاك الخبر والذي ما ان علمت به وانا في غمرة اعمالي حتى قمت بالاتصال باهلي لاخبرهم به فوجدتهم به يعلمون، وحينما عدت من العمل شاركتهم الم فقده (مع ملاحظة اننا لسنا انصارا، وان كفي لم تتعرف يوما بكفه سلاما). لاتذوق اثر ذلك عظمة الاسلام وكيف انه لكل البشر، فكما ترون يكفي ان تكون مسلما حتى يغمرك احساس ان كل المسلمين هم اخوانك الذين هم لك اهل وعشيرة، ولهذا وذاك فان المرحوم الشيخ/ عبد الله اسحاق هو للعباد فقيدا، بامامته لنا، بصلاتنا خلفه، بترديدنا لدعائه، لذا اجدني اسالكم ان تشاركوني رجائي ودعائي لله سبحانه وتعالى بان يتقبل عبده عبد الله اسحاق شهيدا، وان يدخله اللهم فسيح جناته، بحق كل حرف تلاه من كتابه الكريم. فخلفه لم نكن نتذكر الا اننا مسلمين قبلتنا واحدة، سائلين المولى عز وجل ان يتقبل صلاتنا وتلاوتنا. اللهم تقبل دعوة عبادك وامائك في فقيدهم .. عبدك عبد الله اسحاق.
[email protected]
|
|
|
|
|
|