|
الشهيد على كاربينو- على دربك سائرون/بحر عربى
|
لم تتاح لى فرصاُ كثيره تجمعنى وجها لوجه بالقائد الشهيدعلى كاربينو ، إبان تواجدى فى أراضى حركة التحرير فى دارفور ، ذلك لأن على كاربينو وقته كان قائداُ مغموراُ جم التواضع يعمل فو وحدته القتاليه ، وفق إمرة و تعليمات قائده الفذً عبدالله أبكر ثم من بعده القادة العظماء الذين خلفوه ، منهم من إستشهد و منهم من باق فى درب النضال حتى النصر أو الشهاده ، و فى اللحظات القليلة التى سمعت إسمه يذكر بكل خير لم إعر إنتباهاً كثيرا ذلك لأن كل قادة الحركة كانو يقدمون الغالى و النفيس فى سبيل النضالً من أجل الحرية و العدالة و لا يسعون الى نيل الشهرة أو الجاه أو المال مثلهم فى ذلك قائدهم الفذّ عبدالله أبكر الذى إشتهر عنه قوله " أنه بعد أن يتحقق التحرير سيعود الى كرنوى و الى جنوب وادي سيرا و وادى هور مواطناً عادياً ليرعى إبله " ، إلا أنه مع مرور الأيام سرعان ما إنتفض الغبار عن الرجل الشاب على كاربينو ليظهر معدنه الأصيل ويصبح قائدا جسوراً يقود المعارك من الخطوط الأمامية. وعلى الرغم من اليأس و الإحباط اللذان دبا فى رجال النضال بسبب سوء إدارة أزمات الحركة من قيادتها و بسببه توارى الكثيرون عن الأنظار ، إلا أن كاربيو بقى رابط الجأش كما يقول العرب القدامى و أخذ على عاتقه مسؤلية إعادة صفوف قواته و شق خط جديد أو فصيل جديد فى الإطار العام لحركة التحرير ، و ليتفادى الإنزلاق فى متاهات الإستقطابات و التحالفات الخادعه التى لن يتولد منها سوى التقاعس و الشهرة على دماء و أرواح الاخرين أضاف لفصيله إسم العداله و برز به الى مصاف التنظيمات الفاعله ليقود نضالاً مشتركاً مع مكونات حركة التحرير الأخرى . كان نضاله نضالاً حقيقياً مثلما كان هو رجلاً حقيقياً بمعنى الكلمة يهدف فقط الى تحقيق الحرية للمكبلين بأصفاد الفاشية الدينية و الثقافية و التفرقة العرقية و القبلية . كان يهدف الى تحقيق العدالة للمسحوقين سياسيا و المقصيين إجتماعياً و المظلومين إقتصادياً . لقد إستشهد هذا الفتى الهسور مثلما مضى قبله شرفاء النضال الأشاوس عبدالله أبكر و خليل إبراهيم و جدو شاقور و عبدالله دومى و حسن مانديلا و نورالدين إلياس و أحمد أبودقن و عبد الشافع عربى و قادة أخرون يضيق المجال ذكرهم إن رجالاً مثلهم قلما تجود أرض أخرى غير دارفور ، ليس فى ديدنهم حرق القرى و إستباحة النساء و قتل الأبرياء و الإحتماء وراء الدروع المدنية فى الخرطوم ، إنهم طهارة فى المسلك و اللسان . كم أنت حزينة يا دارفور بفقدك لهؤلاء الأبطال ، عزاؤنا إنك ستنجبين و ستنجبين بطلا تلو الاخر لا يكترث للموت ما دام هناك ظالم و مستعبد ، و غداً سنرى بطلاً اخر فى شموخ كاربينو يتمتع بجرأته الجسديه و المعنويه فى قيادة الرجال فى معارك الكرامة من أجل العدل و المساواه فى الحقوق ، رغم أن القلب ملئ بالحزن لفراق عبدالله أبكر و خليل و شاقور و دومى و نور الدين إلياس و أبودقن و كاربينو إلا أننى لا أجد كلمات بنفس قوة الشعور سوي القول مات أجسامكم و لم تمت أرواحكم م نضالكم ، فنضالكم باق ما بقى الشرفاء فالى جنات الخلد يا على كاربينو يا حفيد نضال هندوكة و رمضان برّه و سالم أب حوه و التعايشى و على دينار . أحرّ التعازي الى أسرته الكريمة المكلومة و الى مهمشى الشعب السودانى فى كل مكان و دارفور على وجه الخصوص ، و النصر قادم و إن أبى الطغاة فى الخرطوم , و غداّ سنبنى بلداً حراّ و ملاذ امناّ لكل من أراد بحر عربى مريلاند – الولايات المتحدة
|
|
|
|
|
|