|
فضيحة الإعلام السودانى الرسمى بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
|
بسم الله الرحمن الرحيم فضيحة الإعلام السودانى الرسمى بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس { رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى } . { رب زدنى علما } . أيام الطلب وإختلافنا إلى جامعة أم درمان الإسلامية للحصول على دبلوم الصحافة والإعلام كنا نحرص على أن لا نفوت أى محاضرة للدكتورة إجلال خليفة أستاذة الإعلام المصرية الشهيرة وأن لا نتغيب من محاضراتها وأذكر جيدا فى حديثها عن أركان الخبر كان تشدد علينا أن نحفظها كما نحفظ أسمائنا وهى من ؟ و متى ؟ وكيف؟ وأين ؟ ولماذا ؟ . يوم الأحد الموافق 15/ 6/ كنت أتابع فضائية النيل الأزرق العالمية كما يحلو لمذيعيها أن يسموها وكإعلامى مهاجر كنت مهتم بمتابعة برنامج بعد الطبع لأنه يستعرض أهم الأخبار التى جاءت فى الصحف السودانية ويستضيف أحد رؤوساء التحرير للتحليل الأخبارى ففى ذلك اليوم كان ضيف البرنامج الدكتور مختار الأصم الأستاذ الجامعى ورئيس قسم العلوم السياسية فى جامعة الخرطوم ونائب رئيس مفوضية الإنتخابات إستضافته الزميلة صفية وإستعرضت معه خبر مقابلة الدكتور جلال الدقير مساعد رئيس الجمهورية ورئيس حزب الإتحادى الديمقراطى المسجل الرئيس عمر البشير ومطالبته بإطلاق سراح الإمام الصادق المهدى فورا وقد وعد السيد الرئيس بإطلاق سراح الإمام الصادق المهدى فى خلال اليومين القادمين وتوجهت الزميلة صفية للدكتور الأصم تستفسره عن رأيه فى هذا الخبر فكان رد الأصم هنالك بشريات بإطلاق سراحه ربما غدا أو بعد غد وشدنى الخبر وتحولت إلى فضائية البى بى سى عربى إذا بى أفاجأ بخبر إطلاق سراح الإمام الصادق المهدى ولم أصدق الخبر تنقلت فورا إلى فضائية فرنسا 24 ولحسن الحظ صادف إنتقالى قراءة نشرة الأخبار وأذاعت المذيعة خبر إطلاق سراح الإمام الصادق المهدى رئيس حزب الأمة المعارض وعدت مرة أخرى إلى فضائية النيل الأزرق ربما أسمع تأكيد الخبر من الفضائية السودانية الرسمية جريا وراء السبق الصحفى لقد شغل إعتقال الصادق المهدى وسائط الإعلام العالمية والمحلية كما شغل المراقبين والمحللين السياسيين الدوليين والمحليين وأحدث هوجة إعلامية مثيرة للجدل بين مستنكر ومكذب ومنهم من ذهب بعيدا ووصف إعتقاله بالمسرحية المدبرة بين الإمام والإنقاذ على شاكلة إذهب إلى القصر رئيسا وأذهب أنا إلى السجن حبيسا وكتبت أنا مطالبا بإطلاق سراح الإمام الذى تجاوز السبعين وشبهت الأحداث بتلك التى جرت لإعدام الأستاذ محمود محمد طه وقلت أننى أخبرت المهلاوى بخطئه القانونى فنيا وهوالشاب الحدث فما كان له أن يعدم شيخا تجاوز عمره السبعين عاما وهى ذات الحجة القانونية التى إستندت عليها هيئة الدفاع عن الإمام المكونة من عدة أساتيذ أجلاء على راسهم المحامى كمال الجزولى والوزير الأسبق أمين مكى مدنى على كل كنت توقعت بمثلما أحدث إعتقال المهدى إحتجاجات عالمية ومحلية ومن الأعداء والأصدقاء على حد سواء كان لابد لوزارة الإعلام أن تعقد مؤتمرا صحفيا وتعلن الخبر إستجابة لنداء عدة مؤسسات عالمية ومحلية وإستمساكا بالحكمة وصوت العقل لتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية الضيقة حرصا لعودة اللحمة الوطنية وحرصا على وحدة الصف ولم الشمل وتأكيدا لمصداقية الحكومة فى دعوتها للحوار الوطنى الذى كان المهدى أول المستجيبين له من أجل حماية السودان من التشظى والتلظى والشقاق والإفتراق والإرهاب والإحتراب وللأسف ظللت متابعا للنيل الأزرق حتى الساعات الأولى من الصباح لا من قريب ولا من بعيد جاء ما يؤكد ما أذاعته البى بى سى وفرانس 24 اللتان تتميزان بمهنية عالية وإحتراف إعلامى عالمى بحق وحقيقة { مش أى كلام } وفى اليوم الثانى يوم الأثنين أذاعت النيل الأزرق العالمية الخبر الذى أصبح بايتا مثل الطعام { البايت } وإذا عرف السبب بطل العجب الخبر يخص المهدى وليس ندى القلعة وكما سأل العالم العلامة الحبر الفهامة أستاذ الأساتيذ الراحل المقيم البروفيسيور الطيب عبدالله خفير مستشفى الخرطوم الذى منعه من الدخول ألا تعرف عبد الله الطيب فأجابه الخفير لا أنا بعرف الطيب عبدالله الفنان وإتفرج ياسلام ويا حليلك يا سودان ! بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
|
|
|
|
|
|