عندنا حيث العداء لامريكا والغرب غريزة، أو يكاد عبد العزيز حسين الصاوي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2014, 10:17 AM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندنا حيث العداء لامريكا والغرب غريزة، أو يكاد عبد العزيز حسين الصاوي

    عن جريدة الحياه، الطبعة الدولية

    من قبيل البديهيات القول بأن المجتمعات العربية لاتملك خبرة ديموقراطية حديثة ، حتي الاستثناء اللبناني مهدد الان بفقد هذه الصفة، بينما استثناءا الربيع العربي التونسي واليمني علي كف عفريت.النماذج المستنسخة عن النموذج الغربي البريطاني – الفرنسي قادمة مع الموجة الاستعمارية تعذر تجذرها في البيئة العربية. فهي ولدت متهمة في ملاءمتها للواقع التاريخي المحلي من المنظور الوطني العلماني وفي أصالتها من المنظور الديني الاسلامي، وفي عداليتها الاجتماعية من المنظور الاشتراكي .. اتهامات اكتسبت وهجا جذابا علي ضوء مابدا حينها انجازات باهرة للنموذج الاشتراكي المغاير، بينما عجزت الرافعة المحلية للنموذج الغربي ممثلة في حركات الاستقلال الوطني في الدفاع عنه. فهذه كانت وقتها في بواكير انبثاقها عن التركيبة الاجتماعية-الثقافية التقليدية لم تتخلص بعد كلية من تداخلها المعرفي معها، غير مؤهلة لدفاع سجالي يتطلب اقتناعا راسخا بالديموقراطية، ولاتطبيقي يتطلب أداء برلمانيا حكوميا ومعارضا كفؤا.
    بعد ذلك تولت النخب الاحدث التي تشكل وعيها التغييري متشربا خصائص تلك المرحلة، خلخلة تلك التركيبة العتيقة بتأييد شعبي كاسح فجره بالدرجة الاولي صعود المستبد الناصري العادل. ولكنها بدلا من خلخلة المكون الديني الجوهري للوعي العام ايضا ساهمت في إعادة إنتاجه بشكل اكثر فعالية من السابق عبر إضعاف حصانة القوي الحديثة سنا ومهنة التي نتجت عن التصنيع والاصلاح الزراعي ضد الفهم المغلق للدين، مما جعلها حقلا خصبا للولادة الثانية للاسلام السياسي بدء من الستينيات المتأخرة، وذلك بسبب الطبيعة الفوقية والتلقينية للتثقيف ( الاشتراكي العلماني ) دون معاناة فكرية حقيقة تنتج عن التنافس المفتوح مع الايديلوجيات الاخري. كما ترافق ذلك مع إبطال المحاولات الاولية باتجاه التجديد الديني التي كانت قد شرعت فيها مجموعات من كبار مثقفي اواخر التاسع عشر مسلمين ومسيحيين بالتفاعل مع المنتجات الفكرية والفلسفية لتجربة التنوير الغربية، وبقيت مسامات تسربه مفتوحة خلال المرحلة ( الليبرالية ) السابقة. فالناصرية وشبيهاتها إذ اقامت نظما ذات بعد واحد لاتتسع حتي للنقد الصديق، استخدمت مزيجا من نفوذها المعنوي- الشعبوي وادوات الدولة لحرمان البؤر الحية في حركات وتيارات التغيير اليسارية من تطوير قابليتها الافضل لتطوير تلك المحاولات بحكم انشغالها الجدي بالقضايا الفكرية والتخطيط المستقبلي، وذلك بأرغامها إما علي حصر جهودها الفكرية ضمن خطوط محددة قبليا، شرحا علي المتون، او الانشغال الكلي بالاحتماء من مطاردات السلطة إذا اختارت مسارا مختلفا الى الاهداف المشتركة بينهما. وفي الحالتين أدي ذلك إلى اهدار فرصة ثمينة لتطوير تلك القابليات بقطع الصلة مع تيارات التجديد في الفكر الاشتراكي واليساري الاوروبي التي كانت تتخمر خلال سبعينيات القرن الماضي فلم تجد طريقا الي الساحة العربية إلا من خلال أفراد، مثل الياس مرقص .
    إرساء معادلة العلاقة بين التغيير والاستبداد علي هذا النحو العضوي انتهي بمرور الوقت الى تسييد قوي الاسلام السياسي قيادة للحراك التغييري الذي نشأ ضد الأنظمة التي صنعت المعادلة. فبالرغم من ان الاسلاميين تحملوا القسط الاكبر من قمع الاستبداد التقدمي معتليا قمته في قوانين بعثية عراقية وسورية تحكم بالاعدام علي مجرد العضوية، إلا انهم كانوا اكثر المستفيدين منها. فهم، بعكس غير الاسلاميين، ينالون تعويضا مجزيا عن الخسائر التي تلحق بهم يوفره مناخ طارد لكل مايعوق عودتهم لنمو اصلب عودا من السابق لكونه متجذرا في الشعيرات الشعبية الدقيقة وإن افتقر الى مكون نوعي يجعله مصدرا محتملا لتغيير حقيقي : نظم تعليمية يختنق فيها الكيف تحت وطأة الكم الثقيلة وتنمية تتولاها بيروقراطية الدولة في غيبة مجتمع مدني يكبح جماح تغولها علي حق الطبقات الشعبية في الثرو ة القومية، فلا تنتج عدالة اجتماعية ولاطبقة وسطي، وعندما تنشغل الجيوش بأدارة الدولة والمجتمع عن واجباتها المهنية تنحتم الهزيمة المذلة فيكتمل الانغلاق الذهني فكرا وعاطفة .
    بذلك اكتملت مقومات تهيؤ الميدان لانتصار كاسح لخبرة التغيير الدينية المنزع علي غير الدينية في التنافس بينهما عندما حلت ساعة التغيير البوعزيزية متخذا شكل كتلة نخبوية- شعبية كبيرة مهيأة لاستقبال النداء الديني دون غيره، ينزاح التوازن فيها لمصلحة الاكثر تقليدية كلما ارتفعت درجة احتدام معركة التغيير ليصبح السلفيون الجهاديون وغير الجهاديين القسم الاكثر فاعلية وتأثيرا. الوضع السوري هو النموذج المصفي لهذا التحليل الايل الى مأزق يلتقي فيه استعداد ورغبة الخاسرين للاستعانة بالتدخل العسكري الغربي، الامريكي خاصة، مع عدم استعداد ورغبة الطرف المدعو، ليقينه باستحالة عدم تكرار السيناريوين العراقي والليبي حيث تحول المنقذ إلى العدو الاول بين عشية وضحاها بعد ان أدي مهمته. قد يكون هناك تفسير اخر للنفور الامريكي عن فكرة التدخل العسكري مفاده إن الصراعات السورية خدمة لاسرائيل، غير ان هذا الاعتبار المعقول يوازي في اهميته الاعتبار المضاد وهو الإمكانية الارجح لاستحالة السيطرة علي هذه الصراعات بالشكل المطلوب نظرا للتأييد الشعبي الواسع الذي تحظي به الممانعة بعضه علني ومعظمه بسكوت الارتداع الذاتي والمفروض بهيبة المقدس والوطني – القومي المقدسن. عندها ستؤول الامور الى نظام متشدد يأولل الصراع مع إسرائيل والغرب علي ماعداه بحكم طبيعته دون اكتراث للتكاليف البشرية والمادية، ولايلبث ذلك ان يصبح مبرر وجوده ومصدرا لشرعيته في اعين كتل شعبية واسلامية واسعة ترزح، كما السوريين، تحت نفس السقف المنخفض للوعي الديني.
    علي ان القطعيات والاطلاقات التي تحكم رد الفعل العربي المسلم ضد امريكا والغرب بما لايترك إلا فرجة ضيقة للغاية لتنمية وعي مدروس بحدود القبول والرفض للسياسات الامريكية وتاليا كيفية ممارسته بأكثر الاشكال فعالية، ليست وليدة اختلال التوازن المريع لصالح مخرجات الاستبداد علي مستوي الوعي الديني فقط، لانها تتلقي دعما من مصدر غير اسلامي وغير مسلم احيانا. هناك بعض مجموعات المثقفين العرب ذوي الخلفيات القومية واليسارية الذين وجدوا في اطروحات الرأسمالية المتوحشة والنيوليبراليزم والعولمة- الامركة منصة أطلاق ( علمانية ) ضد الغربي- الامريكي بديلا يبقيهم علي قيد الحياه السياسية والفكرية بعد ان تمت أسلمة القضية الفلسطينية وحلت الوحدة الاسلامية محل العربية والاستكبار محل الامبريالية والاستعمار. وبينما تجد هذه المجموعات حلفاء سياسيين من شاكلة الفنزويلي شافيز واحمدي نجاد الايراني والبريطاني جورج قالواي، فأن حليفها الاهم هم الصحفيون والكتاب الغربيون اليساريون والليبراليون، اصدقاء قضايانا العادلة،أعداؤها دون قصد. عن هؤلاء، مع ناشطي حقوق الانسان والسلام، يصدر النقد الاكثر حدة وجذرية للسياسات الغربية الرسمية وللنظام الرأسمالي فتستقبله اجهزة عربية – اسلامية مبرمجة لمسخه عداء سطحيا عاتيا لكل مايمثله الغرب. هنا ترحيب من نوع ما بالتدخل الغربي يتحول فيه الليبرالي الغربي الى أداة لتهميش رصيفه العربي ومعه قضية القضايا : التنمية الديموقراطية.
    ( جريدة الحياة، الطبعة الدولية 2 مايو 2014 )























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de