|
زمن الانكسارات العربية ونكسة حزيران – بقلم الطاهر على الريح
|
نشأنا فى زمن تعددت فيه الانكسارت العربية منذ أن تم زرع الكيان الصهيونى فى خاصرتنا العربية وآخرها ثورات الربيع العربى التى لم ترتكز على بر حتى الآن ليتم تقيمها اِن كانت تمرداً على الكيانات الشمولية فى عالمنا العربى أم مؤامرات أعدتها الاِمبريالية الغربية بالتعاون مع الخونة فى عالمنا العربى لتمزيقه الى كانتونات صغيرة واِرساء دعائم ما يريدون فى الشرق الأوسط الجديد كما ظل يرددون . واِن تعددت تلك الاِنكسارات اِلا أن ذكرى هزيمة حزيران 1976 م السابعة والأربعون تُعد الأسواء والتى أسميناها نكسة حزيران تخفيفاً لوطئتها على جماهير أمتنا العربية ، وهى ذكرى أليمة بكل المقاييس والتى قصمت ظهر أمتنا العربية و أذاقتنا الأمرين من هول ما لاقينا فيها من مآسى بفقدان الأرض العربية وما صاحبها بعد ذلك من التعنت العالمى عامة والاسرائيلى خاصة فى أرجاع الأرض وعودة من تم طرده من فلسطين . ورغم مضى السبع والأربعين عاما الا أننى ما زلت أتذكر أنه فى أول يوم اثنين بعد بدء معركة حزيران 1967 م انعقدت فيه الجمعية الأدبية بمدرسة نعيمة المتوسطة كانت وما زالت أصداء كلمات الأستاذ بله عبد الواحد ترن فى أذنى كلما خطر ببالى أو ذُكرت نكسة حزيران وكيف أنه كان يتكلم بصوته الجهورى عن معركة الأمة العربية ضد الكيان الصهيونى وأنها قد دخلت مراحلها النهائية وهى معركة حامية ا########س وأن الجندى العربى قد استبسل فيها أيما استبسال ، حيث كان يردد " وان شاء الله سوف تدخل القوات العربية هذه الليلة تل أبيب عاصمة الدولة الصهيونية " وكنا نقاطعه بالتصفيق الحار والمدوى وقد أخذتنا نشوة العزة والفرح بهذا الانتصار التاريخى على العدو الصهيونى ولم نكن ندرى وقتها حقيقة ما يجرى على الأرض وما يبثه الاعلام المصرى من صورة مغلوطة عن سير المعركة حيث كان يردد " أن القوات العربية لقنت العدو درسا لن ينساه وقد كبدته الخسائر الفادحة " وأذكر أنه قد هبت على المنطقة زوابع رملية حمراء اللون فى عصر ذلك اليوم الخريفى مما حدا ببعضنا الى التساؤل - رغم قناعاتنا البسيطة ساعتها بالقدرات الاسرائلية - عما اذا أطلقت اسرائيل قنبلتها النووية على الأمة العربية . وحيث أنه لم تمض أيامٌ الا وقد انكشف المستور وأصبحت الهزيمة نكسة وتحمل الرئيس المصرى جمال عبد الناصر المسئولية الكاملة عنها وأستقال الا أن الشعب المصرى أعاده الى سدة الرئاسة فى مظاهرات عارمة ، اِلا أن الحقيقة أن الهزيمة كانت نتيجة لتصرفات الدكتاتوريات العسكرية التى تتحكم فى شعوبنا وتحكم با سمنا ، ولم تنقذنا من أهوالها وأوحالها الا مؤتمر القمة العربى والذى انعقد بالخرطوم أغسطس العام 1967 م بلاءاته الثلاثة " لا صلح لا تفاوض لا اعتراف " بالكيان الصهيونى وكان للزعيم محمد أحمد محجوب طيب الله ثراه صولات وجولات أعادت لم الشمل العربى الى عهده الأول ولئن كان الدرس قاسيا الا أن نتائج حرب أكتوبر الفتية أعادت لنا الكثير من الهيبة التى أفتقدناها علنا نتدارس أمورنا بطرق ديقراطية لكى تفضى بنا الى بر الأمان .
|
|
|
|
|
|