|
إختتام مهرجان كان السينمائي العالمي
|
بقلم : بدرالدين حسن علي كان يوم أمس يوم الفرح الكبير لشخصيتين سينمائيتين عالميتين ، يوم لا يضاهيه أي يوم في حياتهما وباختصار كان يوم أمس إختتام فعاليات الدورة 67 لمهرجان كان السينمائي العالمي ، والذي حضره وشاهده ملايين في المعمورة و كان اليومان الأخيران من المسابقة حافلين بالفعل مع البروز القوي لفيلم المخرج الكندي كزافييه دولان " Mommy " والذي تناولته في السابق ، و فيلم المخرج الروسي أندريه زفياغينتسيف " Leviathan " اللذين قفزا إلى واجهة المسابقة كأبرز المرشحين لنيل جوائز المهرجان الكبرى .
اليوم التاسع من المسابقة حمل أخباراً سعيدةً للمخرج الكندي الشاب كزافييه دولان ، ابن الخامسة و العشرين الذي قدم الى كان حاملاً فيلمه الروائي الخامس Mommy فجّر قنبلةً في المهرجان مع الإستقبال المدوي للفيلم لدى النقاد و الجمهور ،دولان – أصغر المرشحين للسعفة الذهبية – يجدد لقائه مرةً أخرى بممثلتيه آن دورفال و سوزان كيلمنت في هذه الحكاية عن ديان ، المرأة التي تأخذ حضانة ابنها المصاب بحالةٍ من فرط النشاط بعد سنواتٍ قضاها في التنقل من مركز رعايةٍ إلى آخر ، نمط حياة ديان و حالة ابنها لن تجعل علاقتهما هذه تسير على ما يرام . دولان في فيلمه الخامس يجدد استكشافه لعلاقة أمٍ بإبنها ، من خلال بصمته في صناعة شخصياتٍ قويةٍ و ممتلئة ، و هذا انعكس بصورةٍ تلقائيةٍ على قيمة العمل ككل الذي نال مديحاً نقدياً هو الأفضل في المهرجان ، و انصب المديح على حيوية الفيلم و نضج النص في تجسيد تفاصيل هذه العلاقة و على ميزان الكوميديا و التراجيديا الذي يخلقه بإحترافيةٍ شديدة ، و على الأخص للعاطفة الشديدة التي تستحوذ على المشاهد أثناء مشاهدته ، و بالتأكيد الأداءات الثلاثة التي تقود العمل .
البريطاني الكبير كين لوتش جاء للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان للمرة الرابعة عشرة ، فيلمه Jimmy’s Hall يحكي - في نصٍ كتبه كالعادة بول لافيرتي – حكاية جيمي غريلتن الذي بنى عام 1921 قاعةً للرقص على مفترق طرق الريف الإيرلندي حيث أصبحت محط الشباب في حينه ، جمعتهم على حب الحياة و التعلم و الحلم و الرقص.
كين لوتش - الذي سبق و نال السعفة الذهبية قبل ثمانية أعوام عن The Wind that Shakes the Barely – حافظ كالعادة على الخلفية البراقة للصورة حيث الريف الإيرلندي الساحر إطارٌ جميلٌ لهذه الحكاية التي يختزل من خلالها إيرلندا العشرينيات في تلك القاعة الشهيرة للرقص.
الفيلم نال استقبالاً متوسطاً قد لا يؤهله للمنافسة الجدية على الجوائز الكبرى ، و بالرغم من القيمة التي منحها لوتش كالعادة لفيلمه و طريقة تناوله لإيرلندا ، إلا أن ذلك بدى في معظم المراجعات التي تناولت العمل خالياً من الروح و عاجزاً عن توريط المشاهد بشكلٍ حقيقيٍ فيما يجري على عكس ما حدث في عددٍ من أفلام المخرج البريطاني الكبير .
وكان الموعد مع العمل السينمائي الرابع للمخرج الروسي أندريه زفياغينتسيف Leviathan الذي كرّم بجائزةٍ خاصة في آخر ظهورٍ له في المهرجان مع Elena قبل ثلاثة أعوام ، في الفيلم الجديد يتتبع زفياغينتسيف بطله كوليا الذي يعيش في بلدةٍ صغيرةٍ بالقرب من بحر بارنتس في الشمال الروسي ، لديه محل لتصليح السيارات إلى جوار منزله الذي يقطن فيه مع ليليا و ابنه من زواجٍ سابق رومكا ، قبل أن يبدأ عمدة البلدة فاديم سيرجييتش في تهديد كل ما يملكه كوليا . مجدداً يقدم زفياغينتسيف الفيلم الفلسفي القابل للقراءة و التحليل معتمداً على البناء الممتاز لشخصياته ، اللعبة التي يبدو بأنه يجيدها تماماً خصوصاً بعد The Return و Elena ، المخرج الروسي الممدوح قال انه أخذ فكرة فيلمه من قصةٍ حقيقيةٍ جرت في أميركا قام بتطويعها لتصبح روسية الهوية . الفيلم وصفته أكثر من مراجعة بالتحفة السينمائية و وضعه البعض على رأس قائمة أبرز المرشحين للتويج بالسعفة الذهبية ، متقدماً نسبياً على أفلام مايك لي و الأخوين داردين و نوري بيلجي جيلان و متساوياً ربما مع فيلم الكندي كزافييه دولان ، المديح تركز قبل كل شيءٍ على النص الممتاز الذي كتبه كالعادة أوليغ نيغن و الذي يبدو مزيجاً من عددٍ من المصادر الأدبية و أصيلاً في الوقت ذاته ، بالإضافة – كالعادة – لصورةٍ من العيار الثقيل يليق بالحكاية .
ختام المسابقة الرسمية كان مع فيلم المخرج الفرنسي أوليفييه آساياس Clouds of Sils Maria الذي تدير يدير فيه النجمةجولييت بينوش إلى جوار كريستن ستيوارت و كلوي غريس موريتز ، الحكاية عن ماريا إندرس الممثلة المشهورة التي هي على وشك القيام بدورٍ مسرحيٍ قامت به عندما كانت شابة ، حيث تبدأ رحلة ماريا مع ذكريات عشرين عاماً من النجاحات و الإخفاقات على عتبات الشعور بالتقدم في العمر . آساياس قال بأن الكتابة هي من أعادته للعمل بعد أربع سنوات على النجاح الذي حققه Carlos في كان ، شغف العودة للوقوف وراء الكاميرا كان لا يقاوم ، و هو شغفٌ إنعكس إيجاباً على الفيلم الذي كوفىء بمراجعاتٍ نقديةٍ ممتازة أبقته في دائرة المنافسة على احدى الجوائز الكبرى ، جزءٌ من المديح كان من نصيب الخلفية البصرية للحكاية و التي تبدو غنيةً جداً كعادة أفلام آساياس ، علاوة بالتأكيد على فكرة التعامل مع ممثلةٍ أربعينيةٍ تؤدي دور ممثلةٍ اربعينية ، و هو امرٌ بدى واضحاً من كمية المديح الذي ناله أداء جولييت بينوش ، إلى جوار أداءت أخرى ممدوحة من كريستن ستيوارت و كلوي غريس موريتز . يذكر أن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان تنتهي رسمياً يوم الأحد مع إعلان اسم الفائز بالسعفة الذهبية و جائزة لجنة التحكيم الكبري إلى جوار جوائز المسابقة الرسمية الأخرى .
|
|
|
|
|
|