|
كوندليزا رايس عروس جمال السراج
|
بسم الله الرحمن الرحيم
من الأخطاء الشائعة في السودان وعالمنا العربي كلمة «عريس» والتي تطلق على المتزوجين حديثاً، خاصة على الرجال.. أما على الأنثى فيطلق عليها «عروسة».. إلا أن هذه الكلمة من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية. وعريس في اللغة العربية هو العشب الملتف والذي يوجد دائماً أمام عرين الأسد والصحيح أن نطلق عليه كلمة «عروس» والاثنين معاً كلمة «العروسين».. أما عريس أو عروس الرائعة الفاتنة والعشوقة الممشوقة والملفوفة العود «والعطبولة» و «الطَفلة»: كوندليزا رايس هو أنا العبد الفقير لله سبحانه وتعالى وأعوذ بالله من كلمة أنا.. حيث ما زلت أذكرها جيداً ونحن طلبة في أكاديمية واشنطن للغات.. وكانت تدرس اللغة الاسبانية في ذلك الوقت وأنا أدرس عدة لغات. حدجتني ورمقتني بنظرة ثاقبة قوية ممزوجة بالإعجاب الشديد و «الكسير الشديد» من رأسي حتى أخمص قدمي.. ارتبكت كثيراً حتى تلاقت الأعين، إلا أنها قالت لي والإبتسامة تغمر وجهها: هاي.. قلت لها: هايين قالت: الأخ أمريكي قلت لها: لا سوداني وفي السودانيين: «حلبي جعليين» قالت ضاحكة: سوداني أبيض.. كيف يستوي ذلك؟ قلت: أنا سوداني أبيض لانو أمي ولدتني في الصباح الباكر، لذلك أتيت أبيضاً. ضحكت كوندي الحبيبة حتى ترورقت عيناها الساحرتان بالدموع وانفرط العقد من جيدها الفاتن. قلت باسماً: شوية شوية عشان مصارينك.. قالت: أنا أسمي كوندليزا وبدلعوني ب«كوندي» أنت اسمك منو؟ قلت: أنا اسمي جمال فقط وما عندي اسم دلع لانو عيب يدلعوا الراجل عندنا في السودان. قالت: بس أنا حا أدلعك وأقول ليك: «جيمي». قلت: ما في مشكلة يا كوندي... وبعد مرور السنون العجاف عرفت أنها احترفت السياسة وأصبحت وزيرة خارجية لأقوى دولة في العالم.. وفي يوم من الايام وأنا مستغرق في النوم، رن جرس هاتفي الجوال واذا بالطرف الآخر كوندي الرهيبة.. جيمي هاي.. مشتاقليك كثير.. كيفك أنت حبيبي.. شوف في طيارة خاصة موجودة في المدرج «17» بمطار الخرطوم، قوم طوالي وخلي النوم لأن النوم بجيب اللوم وأنا حا أكون مستنياك في المطار.. بعد مرور نصف يوم وجدت نفسي في امريكا وكوندي في استقبالي.. بعدها ذهبنا إلى فندق «.........» وجلسنا جلسة رائعة والموسيقى الحالمة تشدو في كل أنحاء الفندق.. فجأة نظرت إلى كوندي اللذيذة وقالت: شوف جيمي حبيبي أنا بحبك كثير ورفضت عرسان كثير وعايزة اتزوجك، رأيك شنو؟؟ قلت: شوفي كوندي أنا عندي شروط. قالت: كل شروطك مجابة. قلت: أنت كوندي ضعيفة شديد وعاملة كدا زي عنقريب القصب وأنا وأمي جننا وجن عنقريب القصب حتى في النوم مجننا وما بنحبو.. علشان كده لازم تسمني وترمي عظمك المهلهل دا. قالت:أنا موافقة جيمي حبيبي لكن اسمن كيف؟ قلت: عندنا في السودان شراب رهيب اسمو: «شراب موص كيفو» خطير جداً. قالت: وايش مكوناته جيمي حبيبي. قلت: معادلة الشراب هي: «15 طرقة كسرة+ 15 تفاحة+ علبة عسل نحل أصلي مختوم+ روب رايب+ رطل دخن+ رطل سمسم..» قالت: ودا بسمن جيمي حبيبي طوالي. قلت: حرم وعلى الطلاق من البقة الأولى تلقي نفسك عنبلوك طوالي. قالت: أيش معنى «عنبلوك» جيمي حبيبي؟ قلت: يا كوندي العنبلوك هو Brother بتاع الغنماية. قالت: موافقة جيمي حبيبي. قلت: الشرط الثاني يا كوندي. قالت: قول طوالي جيمي حبيبي. قلت: هدومك ديل ما بينفعوا في السودان لازم تلبسي الثوب السوداني. قالت: موافقة جيمي حبيبي. قلت: ولازم تعرفي تسوي ملاح الكول وأم بقبق وأم شعيفة وتعوسي الكسرة وتسوي القراصة. قالت: موافقة جيمي حبيبي. قلت: شهر عسلنا نقضي 15 يوماً في دارفور و 15 يوماً في الجنوب و 15 يوماً في الشرق.. قالت: بس ده ما شهر عسل دا شهر عسل و 2/1.. قلت: مالو نغير مفهوم شهر العسل عند الغرب. قالت: موافقة جيمي حبيبي. قلت: عمك بوش ما داير أشوف خلقتو بعد العرس وما يشبكنا نقة ويقوليك تعالي يا كوندي وأمشي يا كوندي.. قالت: شنو يا جيمي أنت بتغير من الراجل الكحكح ده. قلت: ما داير كلام كثير تنفذي وبس. قالت: حاضر يا حبيبي. قلت: الفلسطينيين ترجعليهم كل أراضيهم المغتصبة. قالت: بس يا جيمي.. قلت: يبسبس رأسك مفهوم. قالت: حاضر حبيبي. قلت: أخونا وزميلنا وحبيبنا سامي الحاج.. قالت: مالو ما رجعناه لأهله. قلت: تعوضوه. قالت: كيف قلت: سامي دا قعد عندكم 6 سنوات، تعوضوه كل يوم بمليون دولار. قالت: بس دا كثير جداً جداً. قلت: يا سامي يا مافي عرس خالص. قالت: حاضر حبيبي. قلت: نعمل توأمة بين حزب المؤتمر الوطني والحزب الجمهوري ويكون الرئيس الدائم/ عمر البشير. قالت: موافقة على طول. قلت: نصف القمح الأمريكي لينا وبلوشي. قالت: موافقة يا زوجي الحبيب. قلت: تمثال الحرية بتاعكم تفكوه وتركبوه في جزيرة توتي. قالت: التمثال دا حا يكون حلو خلاص في توتي. قلت: تعرفي يا كوندي القائم بالأعمال بتاعكم فرانديس راجل طيب خلاص وشكلو وشنبو ده يشبه شنب السراريج أكيد الراجل ده يكون مننا.. عشان كده لازم تعملي سفير امريكا الدائم في السودان بماكينة وزير إتحادي. قالت: ضاحكة ده موضوع سهل جداً يا حبيبي. بعدها قامت الولائم والأفراح والليالي الملاح وأغنية سودانا فوق تعلعل في السماء وكوندي الحلوة مبسوطة بالثوب السوداني والحنة السودانية المرسومة في اليدين والرجلين والساقين وريحة «الطلح والشاف» والخمرة ضاربة فوق في السماء والكل يغني ويبشر وكوندي تقول للنساء اللاتي أتين مباركات شكراً شكراً «جزاكم الله كل خير..» وفجأة عزيزي القاريء أحسست بيد أمي الحنونة توقظني من النوم وتقول لي: قوم يا ولدي الشمس مرقت. قلت لها باسماً: دخليها وأقفلي الباب.
|
|
|
|
|
|