|
مسيرة الإنقاذ .... مصائب قوم عند قوم فوائد ...معارضة فاشلة ... قوة عين
|
بسم الله الرحمن الرحيم ...... لكي نكون أكثر إنصافا عند تناولنا الحديث عن مسيرة الإنقاذ طيلة العقدين ونصف من الزمان يجب أن نتناول الظروف والوقائع والمنجزات التي وضعت الإنقاذ بصمة وجودها في تلك الفترة من عمر الشعوب ، قد لايتذكر الجيل الحالي الظروف التي جاءت فيها الإنقاذ من حكم السودان والتي وصفها الكثير من الكتاب بأن السودان في تلك الفترة كان عبارة عن جنازة بحر تحت حكم الأحزاب والتي كانت تصارع بعضها البعض والحصول علي مكاسب من التعويضات وأصبح السودان يحكم من قبل السفارات في الخرطوم وتدهور الأمن بشكل مريع وأصبحت حياة سكان الخرطوم في خطر كبير وقويت شوكة الجنوبيون في العاصمة وإنتشرت مدن الصفيح حول العاصمة مثل السوار في إنتظار ساعة الصفر والهجوم علي الخرطوم وإحياء ذكري قتل العرب في زنجبار وتكرار نفس تلكم التجربة قتل وسحل وتشريد كل العرب من السودان علي حسب زعم تلك المجموعات وتدهورت حالة الجيش ولأول مرة تتالت الهزائم علي الجيش السوداني بسبب الجوع وقلة العتاد ووجد كثير من الجنود قتلي في خنادقها وهي ممسكة للسلاح والجوع أخذ منها مأخذا كبيرا ، والجنوبيون في العاصمة يعتدون علي المواطنين في الشوارع والبيوت والمواصلات العامة وتسورت البيوت بالقزاز والأسلاك المكهربة وإغتني سكان الخرطوم السلاح في محاولة الدفاع عن النفس ، الصورة كانت مغايرة في السلطة صراع ينقله الإعلام في مسائل ########ة والشعب في حالة جوع وفقر وعدم الأمان والمقولة التي قالها المرحوم عمر نور الدائم عندما قيل له سقطت مدينة بيد المتمردين قال قبل ذلك سقطت باريس فما المانع من هذا السقوط والأحزاب تتصارع وخزينة الدولة خاوية وتوقفت الحياة وأقفلت كل المشاريع القائمة في البلاد . ظهور الإنقاذ في تلك الفترة كان إعادة الروح للجسد السوداني الذي كان ممدا في سرير الموت ، زيارة حسني مبارك للسودان في أيام الإنقلاب كانت عملية بحث عن هوية هؤلاء الإنقلابيون وعندما عرف العالم الهوية الدينية لهم زاد الضغط عليهم وهم في بداية السلم ووجدوا خزينة فارغة وسلاح معدوم وتالف وجون قرنق علي مشارف المدن السودانية الشمالية وهو يتوعد بشرب القهوة في شندي بيد بنات الجعليين وكيف كان الحال غير الوصف الدقيق ( جنازة البحر ) وحاولت الإنقاذ البحث عن الدعم العسكري من كل الدول العربية ولكن بإيعاز من مبارك رفضت كل الدول العربية مساعدة السودان في إيقاف تقدم المتمردين بعد سقوط الكرمك وتهديد مدن كوستي الشمالية وإعلامهم يتوعد الشماليين بما فعله الأفارقة في زنجبار ضد العرب والمسلمين في تلك البلاد ، الدولة الوحيدة التي وقفت مع السودان هي العراق في عهد الشهيد صدام حسين والذي ندعوا الله أن يكون من الشهداء في الجنة ، إعتمدت الإنقاذ علي كل الأجيال من الشيب والشباب وكلنا يتذكر صيف العبور وكيف أن أكرم الشهداء من شباب السودان وأساتذة الجامعات إستشهدوا في سبيل قضية آمنوا بها وكلنا يتذكر أمهات ونساء وآباء وزجات هؤلاء الشهداء عندما كانت تزف لهم بشائر إستشهادهم ولقد ضربت المرأة السودانية أروع أنواع الصمود في تقبل الخبر ولكن لا نستطيع إلآ أن، نقول ذلك المثل البسيط وبعد أن سيطر المرتشين والحرامية علي البلاد ودماء الشهداء لم تجف بعد إلآ أن نقول ( يموت فرس في رزق ###### ) . ولكي نكون أكثر إنصافا الإنقاذ لم تجد لحظة واحدة تستجمع فيها أنفاسها وتم محاربتها منذ أن ظهرت ولذلك تحدت كل الظروف ونقبت عن النفط وإستخرجته وجلبت الشركات والمصانع وبدلت حياة السودانيين وتغيرت كثير من مظاهر المدن وتبدلت حياة المواطن ولكن كان الأعداء اصحاب نفس طويل وتم فتح الحروب في كل جزء من السودان وأقاموا مشكلة دارفور والحركات العنصرية المسلحة في كل جزء من السودان وحاربوا البلاد والعباد وحاكموا رأس الدولة والمنظمات بكل أشكالها حاربت المواطن في عيشه ووجدت تلك المنظمات من يعينها في الداخل ولكن رغم كل هذا الضغط إستمرت مسيرة الإنقاذ وأقامت مشاريع عملاقة في البلاد سوف تحسب لها في ذاكرة التاريخ ولكن مواصلة الضغط في أي محفل دولي أضعف الدولة والعباد وخلق تذمر داخلي كبير ولو رجعنا للفقرة الثانية والتي قلنا فيها أن الإنقاذ إعتمدت علي مصائب قوم عند قوم فوائد ، وسط كل هذا الضغط والمحاربة وعندما تصل شعبية الإنقاذ إلي ادني مستوا لها تظهر مصيبة كبيرة توحد كل الشعب السوداني وتعود الدماء والحياة للإنقاذ مرة أخري تستمد بها الحياة لفترة من الزمن ومثال الهجوم علي هجليج من الأمثلة القريبة والحية ، في تلك الفترة ضاقت الحياة بالسودان وضاقت الحكومة بالضغط الخارجي ووجدت مجموعات المعارضة نفسها وحاولت الصعود علي هذا الوتر وضاغ الأفق وفي لحظة من حظوظ الإنقاذ إحتلت الجنوب منطقة هجليج وهي كانت ضربة حظ قوية أطاحت بأحلام المعارضة المنهزمة أصلا وتوحدت الجبهة الداخلية وتحرك الإعلام ولم تكن هناك قضية أكبر من تحرير هجليج وأي حديث غير ذلك يعتبر خيانة في حق الوطن وخجلت المعارضة وأصابها الخرس لأن حظ الإنقاذ كان ضربة معلم إستثمرتها الإنقاذ بشكل مدروس وشاهد كل العالم تحرير هجليج وكيف أن السودان من أقصاه إلي أقصاه ضرب الطبول والمزامير والأغاني فرحة شهد لها كل العالم ونقلتها كل وسائل الإعلام مشاهدة السفارات الأجنبية في الخرطوم وهذه المصيبة كانت الدماء المتجددة للإنقاذ لسنوات قادمة أخرست كل الألسن وهي من المصائب التي تدعم مسيرة الإنقاذ . ولو رجعنا لقوة عين الإنقاذ تميز سياسيو تلك المرحلة بقوة العين في أي سلوك يبتدر منهم ولو أخذنا عمليات النهب الكبيرة التي طالت المال العام أن الإنقاذ أضحكت عليها الشيطان حتي سقط علي ظهره من شدة الضحك بظهور فتاوي غريبة مثل فقه السترة وفقه التحلل التي برزت في الأيام الأخيرة بظهور فضيحة مكتب والي الخرطوم السؤال هل تلك الفتاوي تعتبر من الأحاديث الصحيحة أم المشكوك فيها ياناس الدين ؟؟؟؟ قوة العين تظهر هنا وبرغم كل الضجة التي أثيرت في كثير من قضايا النهب والسلب ويعتقد القارئ أن صاحب تلك القضية علي قاب قوسين أو أدني من المقصلة يبتدع لنا بدعة لا أنزل الله عليها من سلطان مثل بدعة ( التحلل ) وبعدها يعيش السارق بيننا بأمن وأمان هل هنالك قوة عين أكثر من ذلك ، ولكن رغم أن الإنقاذ وجدت الصدر الحنون من كل الشعب السوداني لأن البديل المتوفر مجموعات جاوزت الثمانين من العمر ومجموعات جربها الشعب السوداني لأكثر من مرة ولكن لأنها شوكة يغرزها العدو في صدر السودان لم تتنازل وتدع الشباب الطامح من حكم السودان هذا جعل الشعب يتمسك بالإنقاذ رغم المساوئ التي هي عليها ، ولقد خانت الإنقاذ دماء الشهداء الذين رووا تلك الأرض الطيبة بدمائهم في سبيل أن يعيش الجيل القادم حياة كريمة في وطن معافي وسليم ، لقد خانت تلك المجموعات تلك الدماء الطاهرة الذكية التي إفتدت نفسها لغيرها وهي مصدقة قول الله عز وجل ليكون المثل ( يموت الفرس في رزق ###### ) . تحدثنا عن محاسن الإنقاذ ولكن المشهد اليوم هو الهروب الجماعي من السودان ولأي جهة حتي لو كانت جهنم وتشتت الشباب في الصحاري والبحار والجبال ليكونوا طرائد سهلة بيد عصابات البشر التي باعتهم قطع غيار ورخصت النفس ورخصت النفس السودانية وهاجرت كل العقول الكبيرة ولم يتبق إلآ القليل من القابضين علي الجمر وأصبحت مفاصل الدولة في يد مجموعات صغيرة تملكت المال والنفس وتدهورت الحياة والنهب في المال العام وصل مراحل غير مسبوقة مع العلم أن هنالك فتاوي جاهزة للتحلل والتطهير وفقه السترة . هاشم محمد علي احمد
|
|
|
|
|
|