|
أنا أحب الفاسدين (1-2)/أبوبكر يوسف إبراهيم
|
أنا أحب الفاسدين!! (1-2) · أريد أن أصبح فاسداً والسلام!! .. كل ماحولي يقول لي كن فاسدا ترى الوجود جميلا .. وأنا أحاول، ولكني أعجز حتى اللحظة في معرفة الباب الذي سأدخل منه دخول الفاسدين !! · أتعاطف كثيراً مع كل متهم بالفساد ، أو كل من تحوم حتى حوله مجرد الشبهات بالثراء الحرام ، أو حتى متربح من منصبه ، أو حتى سمسار مناقصات ، بحكم أني ساصبح زميلاً لهم في المستقبل القريب ، فالكثير يتحدث عنهم باشياء لا تليق مع أنهم لم يرتكبوا جرماً !! · لقد تعودنا على الفساد فى كل شىء حتى أصبح جزء منا يتحكم فينا وفى حياتنا اليومية؛ فأصبح منظومة لها قواعدها وقوانينها التى تنظمها، ومن يخرج عنها يعتبر (فاسداً !!!) وينتهى به المطاف أن يصبح منبوذا ومغضوبا عليه من النخبة الفاسدة..!!. · سمعت – والعهدة على الراوي – أن واحد من هؤلاء أراد الحصول على شهادة جامعية لابنته من الجامعة الأمريكية في بيروت شريطة أن تكون معتمدة من وزارة التعليم العالي، وهذا حق من حقوقه ، صحيح أن ابنته لم تدخل هذه الجامعة الفاسقة الكافرة ولم تدرس بها ، ولكن هذا الأمر ال######## يجب ألّا يكون سبباً في الامتعاض من معاليه - حفظه الله .. يكفي أن بنات هؤلاء تربين في اكنفافهم المباركة الطاهرة ، وهذا يعادل كل شهادات الدنيا ، سواء من الجامعة الأمريكية في بيروت أو الجامعة الفنزولية في زامبيا !! · مسألة التزوير البسيطة هذه يجب ألا تشغلنا كثيراً عما يحاك ضد الأمة وضد وحدة هذا البلد المبارك من قبل الأمريكان والامبريالية المعادية للمسلمين ، وكون كل صاحب معالي حالياً أو سابقاً أو مستقبلياً يفترض أنه الرقيب والمحاسب ويفترض أنه المسؤول عن إعطاء كل ذي حق حقه ، وبالقابل لا يعني أن نحرمه حقه الشرعي في أن يكون فاسداً !! من حق كل مواطن أن يكون يكون فاسداً فالدين لله والفساد للجميع !
· وتفهُمنا لموقفه النبيل ، يجعلنا نفهم حقيقة ما حدث في سودانير وخط هيثرو وشركة الاقطان والتقاوي الفاسدة وكمان (49) قرضاً تمّ بها تمويل المشاريع الماثلة للعين من طرق وكهرباء وسدود وجسور حتى تساءل الخبثاء فعلى ماذا صرفت عائدات البترول إذن؟!! وما يحدث في غيرها بشكل ما يحدث بعده بشكل أفضل ، وحتى الجن لا يستطيع أن يتفنن بأفضل من أساليب الفساد التي برع فيها هؤلاء ، وإذا عملنا العقل بالتأمل فيما يحدث ، نؤمن أن ما حدث لنا هو عقاب من الله سبحانه سلط علينا من أنفسنا بلعنة الفساد الاخلاقي وانتشار المعاناة بين المواطنين الغلابة أولاد الستين في سبعين هو عقاب رباني، وعشان كده سلط الله عليهم باعمالهم!! · ولكن لأننا أصبحنا نهول الأمور ونخلق من الحبة قبة ، ولأن مسائل مثل الفساد المالي والسرقات والإهمال وخيانة الأمانة ليست أشياء مهمة وهي موجودة في كل مكان ولله الحمد فلذلك سرقت سودانير !! .. والدليل على ذلك يقال أن بعض سكان الأحياء الشعبية تركب الخمور ، وكل يومٍ نقرأ عن مصادرتها وجلد مُرَكِّبيها ، وهي ذات الأحياء الشعبية الفقيرة التي جرفتها السيول لسوء مااغترفت يد ساكنيها من الغلابة ! ، والدليل هي ذات الأحياء التي شيدت بينها الفيلات الفاخرة ويقيم فيها أغلب المتهمين بالفساد ولسلامة نياتهم واعمالهم الخالصة لله ، (لا للمال ولا للجاه) ، لم تتعرض لها السيول بسوء ولله الحمد والمنة !! · فجريمة الفساد يا أخوانا جريمة هايفة وبسيطة لا تستحق كل هذا التهويل من الذين في أنفسهم مرض وغرض ، هي ليست سوى مجرد خروج على النسق العام للمجتمع ، وهذا يعني أن أكبر جريمة قد يرتكبها مسؤول حالياً هي أن لا يكون له ضمير يعمل بشكل جيد ، فالضمير الجيد ليس أكثر من شهادة سوء سيرة وسلوك!! .. والذين تتزين الصفحات الأولى بصورهم في الصحف يعلمون أن الأمر ليس سوى خطأ فني في إخراج الصحيفة ، فلا فرق بين من يتربع فيها وأولئك الذين يقفون بلا "بدل سفاري" في صفحة الجرائم !! · ثم أما بعد : تمضي بي الأيام .. يسرقني الوقت كما يفعل كل شيء آخر .. ويترهل وجه أحلامي ، وأنا أنا .. أحدث نفسي بالفساد حينما أسمع أن المليارات تحفظ في الكونتينرات بجوار مكاتب الولاة وليس الخزائن لسهولة الهبش واللبش .. وأنا أقف متفرجاً لا حيلة لي ولا أعلم الطريقة المثلى لأن أصبح فاسداً!! .. بالمناسبة إني أحب الفاسدين ولست منهم ـ على الأقل حتى هذه اللحظة!! .. أقول قولي هذا وأسأل الله أن " يغطس حجر كلٌ منهم " ودعهم يقولون إني حاسد ، ولا أبالي ، وهذه قولة حق يراد بها باطل حين يردد هؤلاء اللصوص مقولة " كل ذي مال محسود" .. والتقول ما عارف ليه هو محسود ، ولنوضح له الأمر نقول له ببساطة : أنك لم ترث هذا المال من بيت أبوك يا حرامي!! بس خلاص، سلامتكم،،،،، [email protected] نقلاً عن صحيفة السوداني
|
|
|
|
|
|