|
هل هبطت الطائرة الماليزية فى دارفور !؟
|
العالم هذه الايام مشغول باحداث ساخنة لكنها وللغرابة او الصدفة متفرقة لا تربطها رابطة، فاوروبا مثلا والى حد كبير الولايات المتحدة الامريكية منغمستان فى الازمة الاوكرانية وملفها الساخن الذى يشهد تطورات مضطردة و متسارعة اصبحت تسابق خبرة الاوروبيين و قوة الامريكان بينما يتمتع فلاديمير بوتين من التهديد الى خلط اوراق الاوروبيين ملوحا تارة بقوة الغزو وبقوة الغاز تارة اخرى
وبينما شغل موضوع الطائرة الماليزية المختفية شركات صناعة الطائرات وجعلها فى موقف مكشوف امام العالم حيث اتضح ان فرضية ان كل طائرات الدنيا معلوم مواقعها بالضرورة ومراقبة بدقة اقلاعا وتحليقا وهبوطا هى مجرد خرافة وان الواقع ان طائرات العالم تطير فى عالم مجهول لولا ان افصحت هى عن مواقعها وانها لو شائت بما تحمله من بشر و متاع وتكنولوجيا ومئات الاطنان من الفولاذ ان تصبح صفرا فهى قادرة على ذلك كما شكلت القصة حالة من الاستفزاز والحرج الشديدين للعملاق الصينى والذى تحمل الطائرة فى جوفها الغالبية من مواطنيه، فكيف تختفى هذه الطائرة فى مناطق نفوذه دون اثر واين جيشه الجرار وعتاده الرهيب ووضعه كاحد اقطاب العالم عسكريا وتكنولوجيا وهو لا يقوى على ايجاد رعاياه بل كبرت علامات الاستفهام وشملت استراليا ونيوزيلنده وكل دول الغرب حيث بدا الامر يتحول الى ما يشبه الكابوس المرعب خاصة وان احداث الحادى عشر من سبتمبر لا زالت حاضرة ومن اهمها السؤال المطروح كيف عجزت اجهزة الرصد الامريكية عن رصد الهجوم المنفذ على اراضيها والذى لم تقم به طائرة حربية بل مدنية وليست طائرة واحدة ، او اثنتان او حتى ثلاث بل خمس طائرات فشلت كل تكنولوجيا امريكا وفى قلب امريكا من رصدها وترقب حركاتها
وبينما تستغرق مصر فى ازمتها المزمنة وحالة الفوضى التى تعمها وتعم ليبيا من جانبها غرقت دول الخليج فى صراع خليجى ايضا بتطورات الاحداث بين السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من الجهة الخرى ودخل الخلاف مرحلة غير مسبوقة فى تاريخ العلاقات الخليجية حيث قامت الدول الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة وفى هذه الاثناء تحاول الكويت بذل الوساطات لتهدئة الامور وبقيت سلطنة عمان على حيادها بينما استمرت قناة الجزيرة من جهة وبقية القنوات العربية من جهة اخرى فى تاجيج نيران الصراع والتحريض على الانقسام برغم حقيقة ان غالبية من يعملون فى هذه القنوات من معدى ومقدمى البرامج والاداريين والصحفيين فيها وفى معظم الصحف العربية التى تصدر فى الخليج او فى بريطانيا وامريكا بل ومعظم مستشارى اصحاب القرار والنفوذ فى دول الخليج هم من جنسية واصل واحد الا انهم وعلى ما يبدو لا يتفقون الا على عدم اتفاق اهل الخليج !!!
اما افريقيا فهى دائما ما لديها ما يكفيها من الحروب والصراعات من بوكو حرام نيجيريا ومجازر افريقيا الوسطى حتى الحرب الاهلية البشعة فى دولة جنوب السودان والتى لسعت بنيرانها اطياف كبيرة من السودانيين خاصة فى المعارضة والصحافة والراى العام عموما وبدات تستحوذ على اهتماماتهم وتصرف انظارهم اليها
بقيت دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق الان ملفات منسية وبعيدة عن دائرة الاهتمام وحتى الممثل العالمى والناشط الدارفورى جورج كلونى مشغول هذه الايام بعلاقته الجديدة مع المحامية البريطانية من اصل عربى امل العمودى وقد رصد سنتيل حشود ضخمة من جيش الانقاذ وعتاده تتجمع فى دارفور فى شكل غير مسبوق فى اجواء عزلة وانصراف دولى ومحلى عن قضية المنطقة وبدات التصريحات الحربية من بعض الانقاذيين تبشر مرة اخرى بكسح ومسح وقش قادمين ربما بصورة اشد عنفا واوسع نطاقا فيما بدا يعرف بالهجوم الاخير اوصيف القضاء على الثوار وتحت كل الاسماء والسيناريوهات تبقى هناك ملايين الاعين والاذان تترقب مصيرا مرعبا وهى لا حول ولا قوة لها بما تحمله الغيوم القادمة من موت وتشريد ودمار
ان اسوا كابوس تخشاه كل اجهزة العالم الامنية هو ان تكون الطائرة الماليزية قد تم اختطافها من قبل جماعة ما الى جهة غير معلومة ليس بها رصد متقدم مثل اغلب افريقيا مثلا وقد اشتهر السودان تحديدا قبل اشهر قليلة من خلال حادثة اختطاف الطائرة الاثيوبية الاخير ومعها الانتهاكات المتكررة للطيران الاسرائيلى لاجوائه بانها سهلة ساهلة حيث تبخرت الدولة فى السودان وبقية جماعة تسيطر على ما يهمها من جغرافيا فقد تكون الطائرة قد هبطت فى احد المدارج المعدة فى دارفور مثلا حيث يتجاهل العالم التداول الكبير للسلاح والذخائر ثم يتم هناك تفريغها من حمولتها من مسافرين وامتعة ثم تحميلها بذخائر ومواد فتاكة لتقلع بها وتطير قاصدة هدف ما فى جهة ما تكرارا للحادى عشر من سبتمبر فى ظل عالم يفشل فى رصد الطائرات تنتهك السماء وحقوق الانسان تنتهك على الارض واعلام سفيه يريد ان تقفز الشعوب وتنطط فرحا بدراهم مسابقات العبط والانصراف
اللهم الطف بنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|