|
فن أن تدعو للحوار من حكمت عليه بالإعدام
|
السلطة تدعو للحوار من حكمت عليه بالإعدام: أيعقل هذا الترتيب؟ هل تريد السلطة متحاورين يقبلان بكل ماتقترحه فقط لإنقاذ عنقيهما من القطع؟ ماذا لو كان الجلاد مندسا كعضو تفاوض مع وفد السلطة؟ نائب رئيس سلطة الظلم والفساد والإستبداد : ضمانات كافية لعقار وعرمان للانخراط في وثبة البشير
نشر رئيس تحرير اليوم التالى النبأ المذهل التالى:
(جدَّدت الحكومة دعوتها للحركات المُسلحة للحاق بالحوار الوطني، وأكدت توفير ضمانات كافية، لرئيس الجبهة الثورية، مالك عقار، وأمين عام الحركة الشعبية قطاع الشمال، ياسر عرمان، حال رغبتهما في الانخراط في العملية السلمية. وقال حسبو محمد عبد الرحمن، نائب رئيس الجمهورية، إن الحكومة تسعى لإقرار سلام عادل عبر الحوار، بإرادة وطنية وسياسية شاملة، باعتباره الوسيلة الأنجع لحل كافة مشاكل السودان، ونوَّه إلى أن المؤتمر الوطني أفلح في نقل ثقل الحوار الوطني إلى الداخل، وانخرط في حيثياته دون ضغوط خارجية، ونوَّه حسبو إلى حرصهم على إشراك كافة القوى السياسية، والحركات المسلحة، ومنظمات المجتمع المدني، والشباب والمرأة والطلاب. وشدَّد نائب الرئيس، على أن المؤتمر الوطني، جاد في عملية الحوار، وأقبل عليه بقناعة كاملة، برؤيتين أولاهما داخلية لإصلاح الحزب، وأخرى لإصلاح الدولة، وأشار إلى أن الصحافة ينتظرها دور وطني، لإشراك كافة فئات المجتمع في الحوار الوطني، تفادياً لحصره في النخب والقوى السياسية.) إنتهى الخبر
تصريح أشبه بهذيان المجانين: السلطة تدعو للحوار أو لمواصلته ـ من بين من دعتهم ـ الحركة الشعبية قطاع الشمال. ثم تأمر قضاءها الموجه بالحكم على قادتها الاثنين ـ حقار وياسر عرمان ـ بالإعدام. ثم ترسل السلطة بوقا رئيسيا لها ـ ليس اقل من نائب رئيس الجمهورية شخصيا ـ ليقول في عبارات سريالية أنهم سيوفرون للمحكوم عليهم بالإعدام ضمانات كافية إذا وافقا على الحضور للتفاوض. هل المقصود هنا ان حكم الإعدام سيتم تأجيله أو قل التريث فيه لحين إنقضاء التفاوض وتوقيع إتفاقية بخصوصه أم أن السلطة التنفيذية ـ وهذا سيكون لعمرى حدث تاريخى آخر ـ ستلغى عقوبة الإعدام التى أقرها القضاء؟ أقول حدث تاريخى لأنه يعنى العودة للعصور الوسطى التى لك تكن قد عرفت بعد مبدا الفصل بين السلطات. هل فهم القارئ هذا المسلسل المذهل؟ قد لايحضرا ليس رفضا للحوار ـ فقد ابديا من قبل موافقتهما على الحوار على الأقل ـ على حد تعبيرهما ـ لفتح ممرات إنسانية للمتضررين ـ لكن كيف يحضرا وقد يكون جلاد الحكومة مندسا بين متحاورى السلطة.......وهنا قد لا تجد السلطة بدا من التحاور مع رأسيهما قبل الشروع في إزاحتهما من مكانهما فوق عنقيهما......وهذا قد يسهل عليها المهمة. وإن لم يقطعا رأسيهما فلنتخيل بأى روح يتفاوضان؟ تحت تهديد المقصلة التى قد يتم تشييدها على عجل أمام صالون الحوار، ويسمح لهما في إستراحات الحوار إلقاء نظرة من النافذة عليها. هل سيكون لحقار وعرمان مستشارين ينصحاهما بقبول العرض لأنه يأتى من أناس عرفوا بالصدق والتقيد بالإتفاقيات والمواثيق ونظافة السيرة والسريرة والناى عن الفساد والحكم الطاهر النقى بإسم الدين؟. إذهبا إليهم مطمئنين فأنتم الطلقاء. ولن تحتاجا لحراسة شخصية فكله مبنى على الثقة مع أهل الثقة. هذه السلطة مع فاشيتها هى سلطة فكهة ساخرة، لاتحكم بل هى تؤلف أدب اللامعقول السودانى في إطار لم تفعله سلطة من قبل على وجه الأرض. د. حسين إسماعيل أمين نابرى [email protected]
|
|
|
|
|
|