|  | 
  |  المدينة والحاكم والكلاب/خالد قمرالدين |  | مدهش كان ذاك الصباح ، كانت المدينة على موعد مع زيارة الحاكم ، لم تكن تعيره أدنى إهتمام ، لأنه كسابقيه من الولاة ، إن لم يكن أسوأهم على الإطلاق ، يقولون عنه هنا وهناك ، انه حتى قبيل تسلمه أمر الولاية بخمس سنين ، لم يكن يملك مبلغ خمسة مليون ، والآن يملك المليارات ، أي من أثرياء البلاد الذين تلاعبوا بالمال العام .
 
 كانوا يعلمون أنه يأتي ليكيل لهم الوعود الفارغة ، قال بعضهم عنه انه أكذب من يمشي على أرض الولاية ، والولاية بطولها وعرضها تئن تحت المأساة ، إحدى مآسيها هو ، وسابقه ، وسابقهما ، وكلهم ، حتى راس الهرم ، قال لهم  بهرام في مواجهة مشهودة (لماذا تكذبون وتصرون على الكذب) ، الغريبة أنهم يدّعون براءة الأطفال ويصرون على تسيير البلاد بعقلية الأطفال .
 
 لم تخرج المدينة ، ولم يخرج رجل عاقل واحد ، كانوا (شوية) مجانين وسكارى كل منهم يريد محادثة الحاكم في شأن خاص ، ولكن دائما كان يحول بين قدسيته ، وإقدامهم غير الطبيعي  كلاب راسته .
 
 كانوا (شوية) صبية مدارس ، دفع بهم معلميهم إلى ساحة الإستقبال ، وإعتصموا بمدارسهم في إنتظار مجيئهم المغبر .
 
 كانوا (شوية) مرتزقة ومأجورين ، لا يعصون للحاكم أمراً ، ويفعلون ما يؤمرون ، ليس حبا في سعادته ، ولكن خوفا من تجسس وتحسس بعضهم على بعض ، وقطع الأرزاق ، يقولون أنهم حفظوا وآمنوا بـ(وفي السماء رزقكم وما توعدون) ، ولكنهم يخافون .
 
 لم تهتم  المدينة ، ولم يخرج أهلها ، كانوا يعتصمون ببيوتهم يمارسون العصيان النبيل ، والتمرد غيرالمسلح .
 
 سبقه متحدث ، هائج ومائج ومائع ، بأمر أبتر او أقطع ، لم يكن ذي بال ، وحينما قدّم سعادته ، وصعد المنبر ، وعد بسحق التمرد ، والتنمية ، والإعمار ، كسابقيه ، لم يهلل أو يكبر له أحد ، حاول أحدهم دعمه بهتاف شوارعي ###### ، لم ولن يخطر ببالك على الإطلاق ، كان نشازا  ، تبدد ،ردده  صاحبه  ولم يردده أحد   (الحاكم الجامد جامد)  !!! (الحاكم الجامد جامد) . !!
 
 مدهش ذاك الصباح  ، أدار السائق المحرك ، وضغط على الزر ، فكان التفجير والعذاب والإرهاب
 
 
 أفجر قلبي بيك
 أرتاح من عذابي
 يقولوا علي إرهابي
 
 بعدها غبتُ عن الوعي ، لم أتبين ملامح المدينة ، ولم أتذكر أكاذيب الحاكم ،  لم أرى أمامي الكلاب ، السكارى ، الصبية ، المرتزقة ، و .....  ولم أستمع متبقي كلمات الأغنية ، من ذاك الـ mb3 ،  المنصوب أمامي ، لأتساءل هل فعلا ََ مدهش ذاك الصباح ، ام ان الحكومة (دايرة كده) . !!
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |     |  |  |  |