|
حراسة الدعوة وحماية الفكرة بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان
|
حراسة الدعوة وحماية الفكرة بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان حراسة المفاهيم والأسس والمبادئ في أوقات الصعاب واجب لا مناص عنه للمخلصين الأوفياء فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة وهذا وقت الوفاء للدعوة وحراستها وحماية الفكرة والتمسك بها لأنه عنوان النصر المبين فهذا أنس بن النضر لما أشيع مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد قعد البعض عن الجهاد فقال: ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه وهذا أبو عبيدة بن الجراح يحث الصحابة على سرعة مبايعة أبي بكر قبل تجهيز النبي صلي الله عليه وسلم فأطلق عليه أمين الأمة وهذا هارون الرشيد لما سأل عن عدد الحجيج وأعجب بجهده في عمارة البيت الحرام فإذا بأبي حازم شيخه ومعلمه يرده إلي المبادئ والثوابت فقال يا أمير المؤمنين كل واحد يأتي يوم القيامة مسئولا عن نفسه وتأتي أنت مسئولا عن هؤلاء ولاشك أن المدد الثوري التربوي من أولى المبادئ والأسس والثوابت التي نحيا به فبالتربية والتكوين نصل إلى التمكين بصف رباني قدوة قادر على التغيير والتأثير وحشد المجتمع حول مبادئ الحكم الرشيد التواصل المجتمعي والإقناع ومناقشة الحجة بالحجة بعيداً عن العصبية والتشنج وقولوا للناس حسنا وكسب القلوب مقدم على كسب المواقف ومفايح القلوب بيد الله (القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء) الترمذي ليتحول كل فرد إلى وحدة إعلامية متنقلة بين الأهل والجيران والأحباب والزملاء لمواصلة الحشد بالميادين وخير معين لنا هى الصلة الدائمة والمستمرة والمستقرة بالله تعالى والتعلق بالآخرة هي مفتاح النصر (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه) البخاري فحراكنا مابين الحشد بالميادين ورص الصف لله (قم فأنذر)(قم الليل) صف لا يعرف الراحة إلا عند أول قدم في الجنة ويكره السكون والعجز ويقهر الأعذار ويسارع في الخيرات ما وجد إلى ذلك سبيلا ذو همة عالية وطاقة جبارة ولن يتأتي ذلك إلا بالمحافظة على ثوابتنا التربوية ومناخاتنا الإيمانية الفردية والجماعية حتى في أصعب الظروف (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ and#1750; لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا، وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ and#1750; وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا and#1750; وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ،وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ.....) والأخوة الحقيقية عنوان الوفاء والصدق في البيعة التي تجري في عروقنا ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله فتحية للأوفياء لدينهم ودعوتهم وقضايا أمتهم ولإخوانهم وأخواتهم الذين سخروا بيوتهم وأهليهم وأبنائهم فداءا لعقيدتهم تحية لهم وإن بعدت المسافات وغابت الأجساد والأشكال والهيئات ولكن تلتقي الأرواح على غير نسب ولا مصلحة في رباط قوي لا تنفك عقده موثوق بحبل الله المتين متعاهدين بالسير على الطريق لا نقيل ولا نستقيل (الأرواحُ جنودٌ مجنَّدةٌ . فما تعارف منها ائتَلَف . وما تناكَر منها اختلف) مسلم جمع بيننا الخلق القويم والمنهاج المبين وسنة الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم ومسؤلية العمل للدين ورفع راية الأوطان ولواء الحق المبين كل منا من مكان مختلف من بيت مختلف من عائلة مختلفة أعمالنا وأعمارنا متفاوتة ولكن الله ألف بيننا دونما اجتهاد (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) كما ألف بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وأبا بكر القرشي ثبات ويقين بالنصر المبين وفرج الله القريب وقضاءه النافذ ومشيئته التي لا ترد وحكمته الغير خافية على المؤمنين ، نؤمن يقينا بعدالة قضيتنا واتصالها بالسماء فمن أجلها أرسل الرسل وأنزلت الرسالات واستشهد الأخيار إنها قضية حق وباطل نؤمن بأن الله معنا ولن يترنا أعمالنا فيد الله تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرس لدعوته وتحفظ أولياءه فربكم يمهد لأمر عظيم ولابد له من تضحيات عظام فيعد جيلا الآن في الميادين ولاسيما الشباب والأطفال والنساء تحوطه عناية السماء لتنتهي مرحلة التية التي عاشتها الأمة سنوات طوال وجهدنا وجهادنا اليوم ليس لمصر وحدها وإنما لخلافة راشدة وأستاذية العالم لعودة الأندلس وتحرير الأقصي المبارك وفتح روما والثبات في هذه الأحداث الجسام حتى يأتي وعد الله هو الذي يجلب رضى الله (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) فتحا داخليا محليا قريبا ثم أتت الآيات تبشر بالفتح العالمي فاستعينوا بالله وابشروا (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)
[email protected]
|
|
|
|
|
|