|
جائزة الطيب صالح بقلم صلاح يوسف
|
على المحك صلاح يوسف [email protected] جائزة الطيب صالح وجهت الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) الدعوة للمشتغلين بقضايا الآداب والفنون لحضور الجلسة الافتتاحية للفعاليات الختامية لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي (الدورة الرابعة) تحت شعار (لا... لست أنا الحجر يُلقى في الماء، لكنني البذرة تُبذر في الحقل) المأخوذ من مقولاته. وستبدأ الفعاليات صباح اليوم الأربعاء التاسع عشر من فبراير بقاعة الصداقة حيث تتواصل إلى مساء يوم غد الخميس العشرين منه، لتنتهي بإعلان أسماء الفائزين في المسابقة وتوزيع الجوائز. ولقد درجت (زين) منذ أربعة أعوام، على إقامة هذه الفعاليات السنوية بانتظام تخليداً لذكرى عبقري الرواية العربية، الطيب صالح، بإعداد رفيع المستوى وإعلام مكثف وتنفيذ متقن لا يغفل حتى أبسط متطلبات الاحتفالية بما يليق بمكانة الطيب صالح الأدبية السامقة واسمه الذي يشع طيبة وصلاحاً. وفي كل عام ظلت هذه الفعاليات تحظى باهتمام بالغ من أدباء ومثقفي السودان الذين يفخرون بملكات الطيب صالح الفريدة وجهده المعطاء الذي رفع به اسم السودان عالياً عندما أسمع العالم صوت إبداعه الروائي والقصصي الذي ترجم لعشرات اللغات فحاز على رضا وأعجاب كل من قرأ موسم الهجرة للشمال ونخلة على الجدول ودومة ود حامد وعرس الزين ومريود وضو البيت، فضلاً عن مختاراته ومقالاته ونثرياته الغنية بالمعارف والتجارب دون إغفال للمهارة السردية وسحر اللغة الشعرية. كما حرص بعض الأدباء والمفكرين العرب على تلبية الدعوة لحضورها والمشاركة بتقديم الشهادات والإفادات وأوراق العمل النقدية ذات الصلة بالمناسبة التي تمولها (زين) بالكامل بما في ذلك الدعوات والاعاشة وضيافة الحاضرين وقيمة الجوائز وطباعة الكتيبات التعريفية والافادات والدراسات والأعمال الفائزة في الدورة السابقة مع توزيعها على الحاضرين بلا مقابل. ومعروف أن للجائزة مجلس أمناء، يضم صفوة من الرموز الفاعلين في ميادين الأدب والإعلام والثقافة والفنون والعلوم، يسعد أعضاؤه لكونهم يعملون من أجل إحياء ذكرى عبقري الرواية بكل معاني الحب والتفاني ونكران الذات. فما أن تنتهي فعالية حتى يشرعوا في الإعداد للفعالية القادمة بلا كلل أو ملل مستفيدين من تجارب الاحتفاليات السابقة لإضفاء صفات الجدة والتنوع والابتكار كل عام، الشيء الذي جعل الجائزة السنوية لا تقتصر على الرواية والقصة القصيرة وهما محور أبداع الطيب صالح بل تمددت إلى الدراسات النقدية والترجمة والتأليف المسرحي وغير ذلك مما قد يتبلور سنوياً من خلال المقترحات تحقيقاً لمقولته في رواية موسم الهجرة للشمال (أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب في قلبي فينتج ويثمر). وبذات القدر نجد أن كثيراً من المبدعين والأدباء والكتاب من مختلف بقاع الأرض يتنادون للمشاركة في هذه المسابقة وتتزايد أعدادهم عاماً بعد عام تقديراً لمكانة الطيب صالح. وفي مثل هذا التنادي الحميم لا غرابة أن يحظى بالجوائز من هو جدير بها من غير السودانيين وفق ما تقضي به لجان التحكيم التي يتم اختيار أعضائها بعناية استناداً إلى إحاطتهم ودرايتهم بأسس ومعايير مجالات المسابقة. لقد وطدت (زين) علاقتها بالعديد من المشتغلين بالآداب والفنون من خلال هذه الرعاية الكريمة والذكية للجائزة ووسعت رقعة الرعاية لتشمل مختلف الأنشطة الثقافية وبعض المؤسسات الناشطة في هذا المجال حتى صارت رقماً لا يستهان به في دائرة الفعل الثقافي دون أن تتخلف عن رعايتها للقضايا الاجتماعية والانسانية. وعليه تكون (زين) قد حجزت لنفسها مكانة في قلوب الأدباء والمثقفين وبعض شرائح المجتمع عرفاناً لها بما تقوم به من أعمال جليلة دفعاً للثقافة وتعبيداً لدروبها الشاقة لتؤدي رسالتها الإبداعية نحو الارتقاء بالإنسان وإعلاء شأن الوعي والاستنارة. ولعل المناخ المعافى الذي يتنسم هواءه كل من يحضر هذه الفعالية السنوية يٌكسب المرء عافية تعينه على المضي بثبات في دروب الخلق والإبداع طالما أن هناك من يحرص على تلقي الثمرة الناضجة ومن يقدّر الذين يضعون البذرة ويرعونها في الحقل. فالشكر منا للشركة السودانية للهاتف السيار (زين) على كل ما تقوم به من شراكة واعيه ورعاية ذكية وعون سخي.
|
|
|
|
|
|