|
عذراً كلنا بلهاء.../خليل محمد سليمان
|
عذراً كلنا بلهاء... اصبحنا نعيش حد الترف في "الفارغة ومقدودة" بالله عليكم كم اهدرنا من الوقت والكلمات والجلسات والونسات وحتي الرسائل، واخص جيل وشباب الشبكة العنكبوتية في التريقة والكلام عن كلمة اصبحت فلك دار الجميع حولها، ونسينا ماذا علينا ان نفعل وبجد لوضع حد لهذه المأساة التي تحرق بلادنا كل صباح ووثبنا جميعاً في ضلالات التيه. البشير بخطابه الذي يظن الجميع انه بدل، وا أثق بعدم تبديله والبشير والنظام اول من روج لهذه الفرضية لأنها تخدم مصالحه في تغبيش المشهد وارباك الناس وكل الناس..!!! اولاً: البشير استطاع ان يجمع عدد من رموز القوى السياسية، قل ما شئت بصفقة سرية بأي حيلة هم جلسوا امامه بغض النظر عن اي خطاب يقدمه، فهم اصبحوا في جعبته و"حرق كرتهم" اما فرضية تبديل الخطاب فسيظهر المجرم البشير بخطاب آخر ويخاطب اللذين لم يحضروا وهم المستهدفين في الخطاب القادم، وسيستغل البشير العامل النفسي لخداع الشعب السوداني بأنه يريد الاصلاح ولكن قوى الممانعة داخل حزبه التي بدلت الخطاب كانت له بالمرصاد، ولكنه برغم ذلك سيمضي في الاصلاح وسيندغم ...لصالح الامة السودانية. ثانيا: البشير ونظامه ادار المعركة بإقتدار وحنكة اوهمت كل من له بصيرة، الكثير لم يستمع للخطاب بعمق واكتفي ببعض الجوانب الشكلية واللغوية والتعتعة؛ دون ان يفهم ما اراد البشير ومن وراء هذا الخطاب، وكأننا عاهدنا البشير بأن يقيم فينا حكماً باللغة الفصحى والعربية السليمة، والجميع له بالمرصاد ويتصيد اخطائه اللغوية، دون ان نسأله عن حال البلاد والعباد وما تفعله آلة القتل والفساد بالامة السودانية جميعها. ثالثاً: خطاب البشير بالفعل كان الوثبة الاولي التي جمعت كل القوى التقليدية واخرى لهثت في ان تجد مكاناً لتستمع بكل ادب وخشوع واُخري حاورت سراً ولم تحضر، لكنها وثبت ببركة الله مع الواثبين. رابعاً: الخطاب وجه رسالة قوية للعسكريين (اقصد المدنيين الذين تم منحهم رتب عسكرية) واحتلوا كابينة قيادة القوات المسلحة ويتملكني يقين ان كاتب الخطاب احدهم... لانه لا يعرف في المصطلحات العسكرية سوي الوثبة التي بها وثب المشير علي عقول الجميع؛ بأنهم سيتصدرون المشهد القادم، لأنهم في الظاهر عسكريين، لان الهدف هو افتعال صراع وهمي بين المدنيين والعسكريين داخل الحزب الحاكم لإلهاء الشارع وكسب مزيد من الوقت. نعم نجح النظام في إلهاء الجميع واهدار الوقت الثمين الذي كان من المفترض توظيفه وبكل جدية للتداعي وجمع الصفوف وترتيب الاولويات للخروج الي الشارع وتفعيل كل آليات خلع هذا النظام المجرم بكل السبل المدنية والعسكرية شئنا ام ابينا. الوثبة القادمة هي مربط الفرس سيكون فيها لعب كبير، لأن البشير ومن ورائه يقدر حجم من رفضوا الحضور ، وسيكون الجانب النفسي واللعب بالعاطفة لربما تجد سبيل لتليين مواقف المتصلبين والرافضين. ادعوا الجميع ان نتذكر بانه لم يعد في الوقت متسع "للفارغة ومقدودة" وابناء الامة واطفالها ونسائها تحصد ارواحهم وتفتك باجسادهم التي انهكها الجوع والمرض آلة حرب المجرم البشير وسدنته تجار الدين الفاسدين. وان نوظف الوقت والجهد في التواصل والترتيب لإسقاط النظام وليس حواره او مجالسته علي جماجم اهلنا وامتنا. خليل محمد سليمان
|
|
|
|
|
|