|
رحيل النظام هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة/الطيب الزين
|
منذ أن سطى نظام الإنقاذ على السلطة عبر الخيانة والتآمر على إرادة الشعب عبر إنقلابه المشؤوم، سارت الأوضاع من سيء إلى أسوء، وبات الشعب السوداني يعاني من أزمات متتالية سياسية وإجتماعية وإقتصادية خانقة ومستعصية سببت للشعب السوداني، أقسى وأشد الويلات والمصائب التي يعجز القلم عن وصفها، بسبب خواء العقل، وموت الضمير، وغياب المنهج السياسي العلمي الحكيم القادر على مواجهة تحديات الحياة في شتى جوانبها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حدة الصراع في البؤر التي كانت مشتعلة إصلاً، وساهم في إشعال بؤر جديدة، مما يجعل المرء يتساءل هل تحول حلم الشعب السوداني في التخلص من الأحزاب التقليدية التي عجزت هي الأخرى عن تقديم حلول حقيقية لمشكلات البلاد برغم وصولها للسلطة أكثر من مرة، إلى كابوس ليقع فريسة في قبضة نظام الإنقاذ المكروه، ليعيده مئات السنين نحو الوراء..؟ إن من حق المواطن السوداني الآن وبعد أن عانى الأمرين، فقدان حريته، ولقمة عيشه، أن يسأل النظام ورئيسه المنافق المراوغ، الذي جثم على صدره ربع قرن، هل المفاجأة التي وعدته بها هي جلوسك الخائب، مع المرغني والصادق المهدي والترابي الأكثر خيبة..؟ هل كان هذا ما ينتظره الشعب بعد خمسة وعشرين عاماً من الحكم المطلق تحت رايات الدين المنافقة، أن تنتهي تلك المغامرات، إلى توسل وإستجداء لقادة آحزاب طائفية ودينية متخلفة، لا تتوفر هي الأخرى على برنامج سياسي حقيقي يستهدف خدمة الشعب والوطن..؟ أليس من حق الشعب السوداني أن يسأل هل الدعوة التي وردت في خطاب رئيس العصابة الحاكمة في الخرطوم يوم أمس للجلوس لقادة تلك الآحزاب هي المفاجأة السارة التي كان ينتظرها الشعب السوداني في حضره وبواديه..؟ أن السودان وشعبه اليوم ليس في حاجة لثرثرة فارغة لتضييع الفرص وتبديد الوقت وهدر الموارد في هكذا مسرحيات عبثية، أن السودان في حاجة حقيقية لحكومة خلاص وطني، لا حزبية ولا طائفية، ولا عنصرية، ولا جهوية، حكومة وحدة وطنية تتشكل من العناصر الوطنية النزيهة، المشهود لها بالكفاءة والتفاني من أجل الشعب والوطن، تتولى حكم البلاد لمدة ثلاثة سنوات، ريثما تعيد الأوضاع لوضعها الطبيعي من خلال إستصحاب كل الأفكار والتصورات البناءة،سواء جاءت من أفراد أو احزاب أومنظمات المجتمع مدني للتوصل لصيغة وفاق وطني تضع حداً للحروب المستعرة في أغلب ارجاء البلاد، ومن ثم تبسط الأمن، وتقيم نظام ديمقراطياً، بعيداً عن مراوغات الآحزاب التي تتلاعب بشعارات الدين، لأن السودان عاش ويعيش وضعاً خطيراً بكل معنى الكلمة، الملايين من أبناءه بين فقراء معدمين ونازحين ولاجئيين، نتيجة طبيعية لسياسات عصابة الخرطوم العنصرية التي تتوارى وراء تحت شعارات الدين الكاذبة، تاركة البلاد تتفشى فيها أمراض العنصرية والكراهية والبغضاء والحقد والحسد، وجرائم القتل والسطو والإغتصاب والنصب والإحتيال، وأصبح السودان في واقع الأمر بلداً مقسما ومنهاراً وغارقاً في وحل الفساد والعنصرية، برغم شعارات الدين المرفوعة، ليس لتحقيق العدالة وبسط الامن والإستقرار، وإنما لتحقيق مصالح ذاتية ضيقة، لا تجلب للبلاد إلا الدمار والخراب، ولا سبيل لخلاص السودان من مأزقه الخطير، المتمثل في علاقات خارجية في الحضيض، وحروب مستعرة في كل جهات السودان وارجائه، وبطالة مستفحلة يوماص بعد آخر، وأزمة إقتصادية خانقة، وإنشقاقات داخلية في صفوف العصابة الحاكمة، لكل هذه الظروف، ليس أمام النظام ورئيسه المكروه، سوى تسليم البلاد لحكومة خلاص وطني، والنفاذ بجلده اليوم قبل الغد، الذي باتت تباشيره تلوح في الأفق. الطيب الزين
|
|
|
|
|
|