إذ تعلو القبيلة على الدولة / جبرالله عمر الامين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2013, 05:05 PM

جبرالله عمر الامين
<aجبرالله عمر الامين
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إذ تعلو القبيلة على الدولة / جبرالله عمر الامين

    [email protected]

    تحالف عرب القواسمة وقبائل رفاعة بقيادة عبدالله جماع والفونج الافارقة بقيادة عمارة دونقس الذي توج باقامة اول دولة اسلامية في السودان، قام على اساس الندية والتراضي والقبول بالاخر. تجربة كنا ندرسها في المدرسة الابتدائية ونعجب ونفتخر بها. فهي تستحق
    ان نُدرّسها اليوم لابنائنا، مستنبطين منها العبر والدروس، ليعرفوا ان اجدادهم عرب وافارقة، وضعوا اللبنات الاولى لهذه الدولة
    التي يتقاتل اليوم اباؤهم فوق اديمها غير مبالين اذا انتهى بهم الامر لتفكيكها وتمزيق اوصالها.
    فالاحتفاء الذي تنظمه قبائل رفاعة باحد مؤسسي هذا التمازج والمصاهرة السياسية والاثنية مبادرة نحن في امس الحاجة اليها في هذا المنعطف الخطير من تاريخ بلادنا. وكنا نود ان تنهض بها وزارة الثقافة والاعلام او احد مراكز الدراسات او جامعة من جامعاتنا العريقة. فيكون لذلك معنى اسمى ومضامين اوسع من ان تنظمه(الاحتفال) قبيلة في وقت يدعو خطابنا السياسي الى نبذ القبلية والجهوية اللتان بلغتا حدا من الجسارة اصبحت فيه القبيلة ترفع السلاح في وجه الدولة مهددة بتفكيك سادتها ولحمتها.
    من حق قبائل رفاعة علينا ان نشكرهم،ونثمن عاليا لغة الخطاب التي اجتهدوا للنأي بها في حفل الافتتاح عن ما تضمنه اعلانهم في الصحف. فالذي يقرأ الاعلان يشعر من عنوانه وخاتمته ان الاحتفال بالقبيلة ممثلة في جدها عبدالله جماع وابنه عجيب المانجلوك وليس باقامة الدولة رغم الاشارة لها في صدر الاعلان.
    بلغة الصحافة لم يكن الاعلان متوازنا بابرازه احياء ذكرى الشيخ عبدالله جماع وابنه عجيب المانجلوك وتجاهل شريكه في تاسيس الدولة عمارة دونقس. اضف الى ان اقامة الاحتفال في قَرّي حاضرة قبائل العبدلاب يزيد من تكريس القبلية والجهوية قومي.
    كان من الاجدر ان تتدخل الدولة عبر مؤسساتها ذات الصلة فتقبل اولا مبادرة قبائل رفاعة. وتشكرهم عليها. ثم ترتقى بالحدث الى المستوى القومي لتنفي عنه صبغة القبيلة ويكون احتفاءا وتكريما من الشعب السوداني لمؤسسي دولته الحديثة. فيكون حضور رئيس الجمهورية ومشاركته رسالة للجميع بان اقامة اول دولة سودانية في العصر الحديث مناسبة قومية تحتفل بها الدولة لا القبيلة. وان مؤسسيْها عبدالله جماع وعمارة دونقس كفتا ميزان متواسيتان ورمزين وطنيين ما كان احدهما ليستطيع اقامة الدولة بمفرده. والاحتفال باحدهما دون الاخر تفريغ لذلك التحالف من المضمون الذي نريد ان نستلهمه اليوم. ونتجاز به عقدة القبيلة والجهة الى رحاب القومية النبيلة.
    لقد دعا رئيس الجمهورية في اكثرمن منبر الى نبذ القبلية والجهوية. فكلتاهما الى جانب النعرات الاثنية تصنف في مقدمة الكيانات التحت وطنية التي تهدد وجود الدولة الحديثة.........
    مرة اخرى لا أعني من هذا الاستدراك التقليل من شأن وجهد قبائل رفاعة التي أكن لها ولكل القبائل السودانية الاحترام والتقدير. وما اردت قوله هنا ان الاحتفالات بهذا المستوى تعطي انطباعا بان الحشد القبلي والالتفاف حول القبيلة قد يتحول الى تفاخر واستعراض للعددية ان لم نقل القوة. فيحتفل الفونج باقامة احتفال مماثل لاحياء ذكرى عمارة دونقس ثم تتلوها بقية القبائل في شرق وغرب وشمال البلاد لاحياء ذكرى شخصيات نعتبرهم ابطالا ورموزا لكل السودان فتجيرها للقبيلة.
    الاحتفاء بابناء القبائل وتمجيد زعمائها واعتبارها في الموازنات السياسية وفي وظائف الخدمة العامة ظاهرة مزعجة. واصبحت تتكرر في الاعلانات الصحفية بل في الاخبار ايضا الى الحد الذي اغرى الصحفيين ليجعلوا من أنفسهم قبيلة يتعصبون لها.
    ان الدرس الذي ينبغي على السودانيين استيعابه هو ان الدولة الوطنية التي انشاها عمارة دونقس وعبدالله جماع شكلت بالنسبة للقبائل العربية والافريقية في ذلك الوقت قوة منقذة، عجزت القبيلة عن توفيرها لافرادها وعن حماية ارواحهم ومكتسباتهم. فضحوا بولائهم لزعاماتهم القبلية والجهوية في سبيل الحصول على الحماية وعلى حياة آمنة مستقرة. فتحقق لهم ما ارادو وتم التزاوج والتمازج وتماهت الاعراق والثقافات مكونت هذا الوطن الذي يؤلمنا ان تنهشه خناجر ابنائه.
    مشاركة رئيس الجمهورية وحضورة احتفالات القبيلة لا ينبغى ان يفسر دليلا على صعود نجم القبيلة فوق هيبة الدولة. ذلك ان تسرب الخوف الى نفوس الناس من عدم قدرة الدولة على توفير الحماية لهم ولمكتسباتهم سيؤدي لتراجع ولائهم لها. وسيغفلون راجعين لولاءاتهم القديمة. فيرفعون كما يحدث اليوم شعارات ومطالب ما كانوا يطالبون او يقوون على المطالبة بها في السابق. ويتجراون على طرحها بنفس الحدة والتحدي الماثل حاليا.
    ليس هناك اخطر من ان يشعر المرء ان الدولة لم تعد وعاء يستامنه على مستقبلة ويطمئن للعيش في كنفه. فيذهب للبحث عن الجهة والقبيلة لتحميه.
    وصعود القبيلة الى المسرح السياسي اصبح يثير المخاوف من ان ينكفئ الناس بحكم غريزة البقاء الى نوع جديد من المدافعة، يفتح الباب لتقوية شوكة الكيانات التحت وطنية، ممثلة في الانتماءات الاثنية والقبلية والجهوية والتباينات الثقافية. ثم يتمردون على الدولة ومؤسساتها ويتباطؤون في الدفاع عنها وجعلها في المرتبة الثانية من حيث الانتماء والولاء. فمما يزيد الطين بلة انفراط قيم التقدير والاحترام الذي كان يكنه الناس للرموز والشخصيات الوطنية واعادة تصنيفها قبليا واثنيا.
    لعل الضعف الذي تسرب الى مفاصل الدولة السودانية. وكاد يشل قدرتها على فرض سلطتها وهيمنتها على اقليمها، وعلى مواطنيها، وتوفير الحماية والحياة المستقرة لهم، اعطى احساسا لدى البعض بان الدولة لم تعد ذلك الكيان القوى الذي كانوا يدينون له بالانتماء والولاء. وان مؤسساتهم التقليدية القديمة تستطيع ان تعلوا عليها.
    للاسف مازالت الصحف تنشر اعلانات تهاني القبائل لابنائها في المحاصصات الوزارية واخبار زعمائها وتفرد لهم صفحاتها. بل توعز احيانا لنا ولهم بانهم قادرون على تاجيج نار الحرب وافشال المصالحات واعاقة او وقف خطط ومشاريع الحكومة ان لم تستجب لمطالبهم. وتطلب الحلول والمعالجات منهم رغم الخسائر المادية والبشرية والمرارات التي تخلفها الصراعات القبلية كل يوم.
    في الندوة التي نظمها مجمع الفقة الاسلامي بالتعاون مع مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية حول ترقية اخلاقيات العمل الصحفي في شهر مايو الماضي بقاعة الزبير محمد صالح كنت قد اقترحت في مداخلة ان يتوافق رؤساء تحرير الصحف ومجالس اداراتها على رفض نشر هذا النوع من الاعلانات. وعدم التركيز على اخبار القبائل وزعمائها انطلاقا من التزامها والتزام العاملين فيها الاخلاقي ومسئوليتهم جميعا تجاه المجتمع. وبما ان الاعلان هو المصدر الاول لتمويل الصحيفة فاضيف هنا لا بد ان تتحمل وزارتا الثقافة والاعلام جانبا من الخسارة المتوقعة نتيجة الاحجام عن نشر ذلك النوع من الاعلانات.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de